يعد اليوم العالمي للرياضة من أجل التنمية والسلام ، الذي يحتفل به المغرب كباقي دول المعمور
يوم سادس أبريل من كل عام، فرصة مناسبة لرفع راية الدعوة إلى الاستعانة بالرياضة من أجل تحقيق
التنمية ونشر السلام.
فاليوم العالمي للرياضة ، والمبرمج بعد 116 عاما عن أول دورة للألعاب الأولمبية في العصر الحديث، تعزز
فيه قيم السلام و التسامح والنزاهة والحب و الاحترام بين الدول التي تجمعها القيم الاولمبية.
كما تعد الرياضة، التي تنبني قيمها أساسا على المثابرة والانضباط والنزاهة ، و اللعب النظيف والمنافسة
الشريفة، إحدى الوسائل بل أقواها لتعزيز التماسك في عالم بات يطبعه الصراع، فضلا عن كون الاحتفال
باليوم العالمي للرياضة من أجل التنمية والسلام فرصة مثالية لتعزيز هذه القيم النبيلة.
ولإذكاء الوعي بالأهمية التي تكتسيها الرياضة في حياة الشعوب أعلنت الجمعية العمومية للامم المتحدة
يوم 6 أبريل يوما دوليا للرياضة من أجل التنمية والسلام . وجاء اعتماد هذا اليوم ليدلل على إدراك الأمم
المتحدة المتزايد للأثر الإيجابي للرياضة في تعزيز حقوق الإنسان والتنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وبالمناسبة قال السيد عزيز داودة الإطار الوطني التقني والباحث الأكاديمي في حديث لوكالة المغرب
العربي للأنباء إن الاحتفال باليوم العالمي للرياضة يعد مناسبة للتذكير بفوائد النشاط البدني، وممارسة
الرياضة على صحة الانسان البدنية والنفسية وهو ما يساهم في بناء مجتمع سليم.
وأضاف المدير التقني بالإتحاد الدولي لألعاب القوى أنه على المستوى البيولوجي ترتبط الصحة البدنية
والنفسية بمدى ممارسة النشاط البدني، مشيرا إلى أن الأمر لا يتوقف عند ذلك فحسب، لكن يتعداه إلى
المردودية في العمل، وتصور الانسان للحياة، وعلاقته بالطبيعة، فضلا عن مجموعة من القيم التي تكتسب
بفضل الممارسة اليومية للرياضة كالتماسك الاجتماعي، وقبول الآخر، والتسامح.
وأوضح داودة ، الذي قاد عشرات العدائين إلى منصة التتويج في دورات أولمبية وبطولات للعالم
وبطولات قارية وعربية، أن هذه العلاقة بين الانسان والرياضة كان يجب أن يحتفى بها على المستوى
العالمي، لاستحضار القيم المرتبطة بالنشاط البدني والممارسة الرياضية.
وأكد أن هذه المناسبة تعد أيضا فرصة للتذكير بحق كل شخص في النشاط البدني، وحقه في التوفر على
الحد الأدنى من البنيات التحتية الرياضية والتأطير لممارستها في أحسن الظروف وإدماج البعد الرياضي في
برامج التنمية والسياسات العمومية
وأبرز المدير التقني للكونفدرالية الإفريقية لألعاب القوى أن الفكرة ليست أبدا الاحتفال بتاريخ أو حدث،
لكن الأمر يتعلق بتوجيه نداء للجميع من أجل الاهتمام بصحة جسمه من خلال ممارسة النشاط البدني،
والمشاركة في الأنشطة الرياضية، لارساء القيم التي تتركها في سلوكنا ممارسة الرياضية طيلة حياتنا، وفي
معيشنا اليومي.
وعبر عزيز داودة عن سعادته بأن ” تعمل منظمة الأمم المتحدة، واللجنة الأولمبية الدولية، على تخصيص
موعد 6 أبريل يوما سنويا للاحتفال بالرياضة، مبرزا أن ما يزيد هذه المناسبة جمالا ورمزية، هو أن يكون
وراء هذه المبادرة مناضل ومدافع كبير عن القيم الرياضية، وهو الإطار المغربي كمال لحلو”.
وسيبقى يوم سادس أبريل موشوما في ذاكرة المغاربة باعتبار أن فكرة اليوم العالمي للرياضة هي مقترح
جاء من صلب المغرب .
وتعود مبادرة المغرب للاحتفال باليوم العالمي للرياضة إلى يوم 22 ماي 2011 ، في المنتدى الدولي الثاني
الذي انعقد في قصر الأمم في جنيف بين اللجنة الأولمبية الدولية والأمم المتحدة حيث تقدم ممثل اللجنة
الوطنية الأولمبية المغربية، السيد كمال لحلو بالاقتراح الذي يوصي بتخصيص يوم عالمي للرياضة والذي من
شأنه أن يذكر بالقيم النبيلة والدور الذي تلعبه الرياضة في خدمة التنمية والسلام .
وحضر هذا الاجتماع آنذاك الأمين العام السابق للأمم المتحدة بان كي مون، ورئيس اللجنة الأولمبية
الدولية السابق البلجيكي جاك روغ، وتم خلاله التأكيد على المقترح المغربي، الذي كان مساندا من طرف
السيدة نوال المتوكل، النائبة الأولى لرئيس اللجنة الأولمبية الدولية ، التي رحبت بالمقترح وطالبت باعتماده
.
وبعد عام من ذلك (22 أبريل 2012 ( جدد السيد كمال لحلو ، نائب رئيس اللجنة الوطنية الأولمبية
المغربية،ممثل المغرب، خلال الجمعية العمومية لجمعية اللجان الأولمبية الدولية في موسكو، الاقتراح
المغربي وشدد على أهميته .
فكرة واصلت طريقها رويدا رويدا، وتعززت بفضل الدعم المتواصل الذي حصلت عليه في موسكو بمناسبة
اجتماع جمعية اللجان الأولمبية بالعاصمة الروسية، حيث جدد خلالها كمال لحلو اقتراحه وسعى إلى دعمه
بحماسته وحيويته المعهودة قبل أن تقوم الجمعية العامة للأمم المتحدة باعتماد هذا المبدأ وجعل يوم
سادس أبريل من كل سنة، يوما عالميا للرياضة.
وفي 23 غشت 2013 قررت الامم المتحدة اعتماد يوم 6 أبريل كيوم عالمي للرياضة، وهو القرار التاريخي
الذي دافع عنه المغرب بشكل كبير.