ستنكر الاتحاد البرلماني العربي بشدة اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته وممتلكاته بجميع أشكالها.
كما أدان الاتحاد في البيان الختامي لمؤتمره ال27 المنعقد اليوم الخميس بالقاهرة، والذي ترأس أشغاله رئيسه الحالي، رئيس مجلس النواب، السيد الحبيب المالكي، سياسة الاستيطان “المتغطرس” و”اللامحدود” للاحتلال الاسرائيلي و”بغير وجه حق على أرض لا حق له فيها”.
وطالب الاتحاد دول العالم أجمع، وبالأخص الدول الأعضاء في مجلس الأمن وكذا دول الاتحاد الأوروبي بالضغط على الاحتلال الإسرائيلي لوقف جرائمه المادية والمعنوية والرضوخ للإرادة الدولية المجسدة بقراراتها وبالقانون الدولي، وإلزام الاحتلال بتنفيذها بأسرع وقت لرفع المعاناة ووقف الاعتداءات وإعادة الحقوق جميعها للشعب الفلسطيني.
وأكد الاتحاد أن القضية الفلسطينية هي “القضية المركزية” للأمة العربية، “إذ لا يزال الشعب الفلسطيني يعاني من الاحتلال الاستيطاني على الأرض والبشر والمقدسات”، مجددا دعمه “اللامتناهي” للشعب الفلسطيني في نضاله الوطني المشروع الذي كفله القانون الدولي ومختلف الشرائع والشرعيات من أجل الوصول إلى تحقيق حقوقه البديهية والمشروعة في إقامة دولته المستقلة على أرض فلسطين وفق قرارات الشرعية الدولية والاتفاقيات ذات الصلة على حدود الرابع من يونيو من عام 1967 وعاصمتها القدس الشريف.
كما أدان المؤتمر بشدة قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالاعتراف بالقدس كعاصمة للاحتلال، متجاوزا وخارقا جميع الاتفاقيات ذات الصلة، غير آبه بالدعوات العربية والدولية لإلغاء القرار وإعلان نقل السفارة الأمريكية وتحديد موعده بمنتصف شهر ماي 2018، متزامنا مع ذكرى “النكبة”.
وجدد المؤتمر موقف الاتحاد البرلماني العربي الذي سبق أن اتخذه في المؤتمر الطارئ في الرباط باعتبار الولايات المتحدة “دولة منحازة”، ولم تعد وسيطا نزيها في عملية السلام ما دامت تنتهج سياسة أحادية في قراراتها، وهو ما يجعل عملية السلام في الشرق الأوسط “في مهب الريح، ويفتح المنطقة على مستقبل مظلم يتهدده العنف والتطرف الفكري والعقائدي والنزعات الدموية العمياء”.
وشدد المؤتمر على توحيد الموقف العربي تجاه القضايا العربية الكبرى من أجل مخاطبة العالم بلغة مشتركة، لتكسب الأهمية التي يجب أن تحظى بها في الوطن العربي وأمام دول العالم وفي المحافل الدولية.
وأكد المؤتمر دعمه لمحاربة الإرهاب بكل أشكاله في الوطن العربي، وتسخير كل الطاقات الممكنة والمتاحة في سبيل ذلك والعمل على تجفيف ينابيعه واستئصال جذوره الفكرية والمادية أيا كانت، “كي لا يجد بيئة حاضنة له يجعلها منطلقا لأعماله الإجرامية ولفكره الهدام”.
وشدد البيان الختامي للمؤتمر على حرص الاتحاد بكل ما أوتي من إمكانات لوضع حد لكل أشكال التوتر والصراع والعنف التي تمر بها أجزاء عزيزة من الوطن العربي، واعتماد الحوار البناء سبيلا لحل الخلافات والصراعات والمشكلات، وتسخير الطاقات في خدمة البناء والإعمار.
وأكد استعداد الاتحاد لتقديم وتوفير مختلف أوجه الدعم للاجئين والنازحين العرب من ديارهم بسبب الحروب والتوترات، مشددا على تقديم الدعم الاقتصادي للدول العربية المستضيفة لهم لتستطيع الإيفاء بواجبها الأخلاقي والإنساني تجاههم، والعمل على إعادتهم إلى ديارهم بكرامة، ووضع حد لمعاناتهم في المسالك البحرية ومراكب الموت.
وشدد على ضرورة إيجاد إطار اقتصادي مشترك داعم للاقتصاد العربي بما يحقق سوق عمل يستوعب العمالة العربية كي تستثمر الأمة العربية طاقاتها المنتجة وكفاءاتها، وأن تسخر العقول للتطوير والتقدم على جميع المستويات.
وقد شارك في المؤتمر أيضا وفد برلماني مغربي ضم عددا من أعضاء مجلسي النواب والمستشارين.