انطلقت، اليوم الجمعة بآسفي، أشغال الندوة الختامية للدورة الثانية والعشرين لجامعة مولاي علي الشريف، التي انطلقت أشغالها في نونبر المنصرم بمدينة الريصاني، حول موضوع “الحياة السياسية في المغرب على عهد جلالة الملك الحسن الثاني”. وتناقش هذه الدورة التي تنظمها وزارة الثقاقة والاتصال، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، قضايا ومواضيع تؤرخ للحياة السياسية في المغرب في عهد جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني. وأكد وزير الثقافة والاتصال، السيد محمد الأعرج، في كلمة بالمناسبة، أن جامعة مولاي علي الشريف تعد ملتقى علميا يتناول منذ عقود صفحات التاريخ الوطني، مشيرا إلى أن هذه الصبغة الوطنية هي التي جعلت هذه الجامعة تخرج من مقرها الأصلي بالريصاني لتعانق مدنا أخرى بالمملكة، كما هو الشأن بالنسبة لهذه الدورة التي تنعقد بمدينة آسفي. وأوضح السيد الأعرج، أن هذه الندوة ستجعل مدينة آسفي على مدى يومين، منارة علمية وثقافية وملتقى لأساتذة ومختصين من مختلف الجامعات المغربية، مضيفا أنها تشكل فضاء لتسليط أضواء الدراسة والتمحيص على جوانب هامة من جهود الراحل الحسن الثاني في تحديث الدولة المغربية وتثبيت دعائم بنائها المؤسساتي واستكمال وحدتها الترابية وتواجدها المشرف داخل المنتظم الدولي. وسجل أن أهمية هذه الجامعة تكمن أيضا في ما تحققه هذه الندوات من تفاعل بين الأساتذة المشاركين وعموم المهتمين، وكذا في إسهامها في تعزيز الرصيد التوثيقي الذي يغني الخزانة التاريخية الوطنية وجهود البحث الأكاديمي، وذلك من خلال طبع أعمال مختلف الدورات. وبعد أن أبرز أن مدينة آسفي ذات العراقة التاريخية والمؤهلات الاقتصادية والإنسانية تعد من أهم الحواضر المغربية، وتجسد من خلال موروثها الحضاري من المعالم والمباني التاريخية التي تؤرخ لمختلف الحقب، روح الانفتاح المميزة للمملكة، اعتبر الوزير أن الحركة الثقافية لمدينة آسفي يجب أن تكون عاكسة لهذه العراقة ومعبرة عن ذلك الغنى، مؤكدا أن الوزارة لن تدخر جهدا في إيلاء هذه الحاضرة ما تستحق من عناية، سواء في ما يخص الحفاظ على تراثها الثقافي وإدراجه في مسلسل التنمية الشاملة، أو توفير مؤسسات وبرامج التنشيط الثقافي التي تستجيب لتطلعات الساكنة في التنمية الثقافية. من جهته أكد مؤرخ المملكة، ورئيس اللجنة العلمية لجامعة مولاي علي الشريف، السيد عبد الحق المريني، في كلمة بالمناسبة، أنه سيرا على النهج الذي تتبعه اللجنة العلمية للجامعة، ستتناول هذه الندوة مداخلات قيمة تسلط الضوء على الفكر السياسي لجلالة المغفور له الحسن الثاني. وأضاف السيد المريني أن الفكر السياسي للراحل الحسن الثاني كان مائلا دوما إلى الاعتدال والإنصاف والمحافظة على الحقوق والواجبات، وإعطاء كل ذي حق حقه، مما جعله يحتل مقاما رفيعا بين ألمع قادة العالم في النصف الثاني من القرن العشرين. من جانبه أكد عامل إقليم آسفي، السيد الحسين شاينان، أن هذا الحدث العلمي والثقافي يشكل إغناء للحياة الفكرية بإقليم آسفي وتثمينا لموروثها الحضاري، من خلال إضافة هذه اللحظة التاريخية إلى رصيدها من تاريخ الحركة الوطنية، تحت قيادة جلالة المغفور لهما محمد الخامس والحسن الثاني، اللذين قدما إنجازات عظيمة للدفاع عن استقلال ووحدة الوطن. وأضاف السيد شاينان، أن إطلاع الأجيال الصاعدة على التاريخ المجيد والمفعم بالإنجازات من شأنه تعزيز استمرار المسيرة التنموية التي يقودها جلالة الملك محمد السادس، في سبيل ترسيخ الوحدة والتنمية على الصعيد الإقليمي والجهوي والوطني، ونسج علاقات مثمرة وبناءة مع البلدان الشقيقة والصديقة. ويتضمن برنامج هذه التظاهرة التي ستختتم أشغالها يوم غد السبت، تقديم عروض يلقيها باحثون ومؤرخون مغاربة تهم على الخصوص، “دساتير المملكة المغربية من 1962 إلى 1996: الملامح الكبرى”، و “جهود المغفور له الملك الحسن الثاني في التكريس الدستوري والمؤسساتي لاستقلال القضاء”، و “دور جلالة الملك الحسن الثاني في هيكلة المجتمع المغربي من خلال رسائله السامية”، و”البيئة في فكر وسياسة الملك الراحل الحسن الثاني”. ويشمل البرنامج أيضا عرض شريط وثائقي من إنتاج الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة حول “محطات من حياة ملك عظيم”، ومعرضا حول “البعد الإفريقي للمغرب” من إعداد قطاع الاتصال.