نصب “أكوابا” بأبيدجان .. رمز الضيافة على أرض كوت ديفوار

خارج المطار الدولي فيليكس هوفويت – بوانيي بأبيدجان، يقف بشموخ نصب تذكاري يعبر لوحده على كرم الضيافة وحسن الاستقبال الذي يتميز به الشعب الإيفواري، هو نصب “أكوابا” المرادف ل “مرحبا بكم أو حللتم أهلا” بلغة (أكان) التي يتحدث بها ما يقارب من 8.5 مليون شخص، لاسيما في كوت ديفوار وغانا المجاورة.

وتتجلى الحمولة الرمزية لهذا النصب بالمدينة الاقتصادية الإيفوارية قبل كل شيء في موقعه الاستراتيجي عند المخرج الرئيسي للمطار الدولي لأبيدجان، حيث “يتمنى” مقاما طيبا للقادمين ويودع المغادرين لأرض إيبورني.

ويبلغ طول هذا النصب، الذي تم تركيبه أولا في بواكي (وسط) في سنة 1989 قبل نقله إلى أبيدجان، حوالي 10 أمتار ويزن 18 طنا. كما يتمركز هذا النصب الذي بني على شكل مكعب على قاعدة تزن 24 طنا وأساس طوله 8 أمتار.

وبرزت فكرة بناء هذا النصب خلال اجتماع للعمداء الإيفواريين احتضنته العاصمة الإدارية الإيفوارية، ياموسوركو، خلال نهاية الثمانينيات حول موضوع “التهيئة الترابية والتنمية”.

وإثر ذلك، أمر عمدة أبيدجان في تلك الفترة بتنظيم مسابقة وطنية للفنون التشكيلية حول موضوع “إنتاج رمز لكرم الضيافة بكوت ديفوار”، دون إخبار المترشحين بأن العمل المتوج سيتم تنصيبه في ملتقى الطرق قبالة المطار الدولي لأبيدجان .

ومن بين العديد من الأعمال الفنية، استأثر باهتمام لجنة التحكيم نصب لأستاذ الفنون التشكيلية ببواكي والمتخصص في نحث التماثيل التذكارية، كوفي بونكور، والذي أطلق عليه في البداية إسم “أتور”، إلا أن هذه الكلمة أثارت جدلا كبيرا حول الاسم الذي سيطلق على هذا النصب.

وبعد تجاوز هذا الخلاف تم افتتاح هذا العمل الهندسي أخيرا في دجنبر 1989، والذي يعتبر تتويجا على مدى ثمانية أشهر للعديد من التسميات والنماذج المرتبطة بهذ النصب. فعكس مصطلح (أكوابا) التي تعد عبارة في اتجاه واحد، فإن مصطلح (أتور) يستخدم للتعبير عن فرح طرفين لدى لقاءهما. ولدى مجموعات الأكان، فإن الضيف والمستقبل يقولان سوية عبارة (أتور) وهما يعانقان بعضهما.

ولم يستمر النقاش طويلا بخصوص الاسم، ذلك أن شعوب أكان وإثنيات أغني وبوالي لها عبارة ثانية هي عبارة (أكوابا) التي يقولها كل إيفواري لضيوفه القادمين من الخارج.

وفي شهر دجنبر 1989، تم تدشين هذا العمل الفني الذي توج 8 أشهر من النقاش حول اسم هذا النصب.

وحسب مصمم النصب، كوفي دونكور، فإن هذا العمل الفني له حمولة رمزية عميقة جدا . وقال دونكور في تصريح لوسيلة إعلام إيفوارية إنه “عندما وقعت الحرب في سنة 2002، تم بث صور نصب (أكوابا) عبر التلفزيون الإيفواري. وهي طريقة لكي يعرف الإيفواريين والإيفواريات بأن قيما من قبيل الوحدة والحب والأخوة يمكن زرعها في كل مكان. الفن كذلك يضطلع بدور مؤثر في المجتمع”.

هكذا إذن، يجسد نصب (أكوابا) التعايش والانسجام الذي يسود عشرات الإثنيات التي تعيش في كوت ديفوار وكل الطوائف الأخرى الموجودة في هذا البلد غرب الإفريقي

عن جريدة : فاس نيوز ميديا