قالت الخبيرة الاقتصادية البولونية أغاتا رودنيكا ، أن ما يعرف ب”الاقتصاد الدائري” هو “الحل الأمثل لمكافحة التلوث البيئي الذي تزداد خطورته من يوم لآخر .
وأوضحت ،في تقرير نشرته اليوم السبت وكالة الأنباء البولونية ، أن “الاقتصاد الدائري المغلق هو الحل الناجع والمناسب لمواجهة مشكلة إهدار المواد الخام وتزايد التلوث البيئي ،وهو النوع الاقتصادي ،الذي في حالة اتباعه يمكن تحقيق فوائد جمة ، بفضل الإنتاج المسؤول والاستهلاك المسؤول”.
وأشارت الخبيرة الى أنه منذ 1960 زاد الإنتاج العالمي للبلاستيك 20 مرة فقط ،وفي عام 2015 بلغ مستوى 322 مليون طن ،فيما يبلغ الطلب الأوروبي على البلاستيك 49 مليون طن ، ويقدر أنه بحلول عام 2050 سيكون هناك المزيد من الفضلات البلاستيكية في المحيطات أكثر من الأسماك.
وأضافت في هذا السياق ،أنه ولمواجهة هذا التحدي العصيب ،الذي يهدد البشرية كما المحيط الطبيعي بكل تشكلاته ، يجب تغيير عادات كل من المقاولات والشركات والمستهلكين على حد سواء ،وانتاج ما يحتاجه الانسان بعقلانية تؤمن الاستعمال المستديم للمواد الخام وتحد من زيادة التلوث البيئي ،كما أن على الانسان الاستهلاك بعقلانية بقدر ما يحتاجه ويؤمن محيطه الايكولوجي.
وأشارت الخبيرة البولونية الى أن البشرية اعتادت على ما يسمى النموذج الاقتصادي الخطي ، أي الانتاج غير المنظم والمحدد والاستهلاك غير المنظم وغير المحدود ،الذي يؤدي عمليا الى كثرة الانتاج وبالتالي ضرورة التخلص من الانتاج والاستهلاك الزائد الذي يضر بالطبيعة ،مبرزة أنه ومع تنامي الوعي البشري واقتناع المجتمع الدولي بضرورة الحفاظ على البيئة عاجلا وليس آجلا ،هناك فرصة جيدة لتغيير النموذج الاقتصادي الحالي.
وأكدت أنه وقبل تغيير نمط الاستهلاك والانتاج ،على أفراد المجتمع ،أين ما وجدوا ،أن يغيروا من سلوكهم الشخصي ،والحرص على الاستهلاك المعقلن دون إفراط وإعادة تدوير ما ينتج قبل فوات الأوان ،مبرزة أن الاقتصاد الدائري يتضمن فوائد اجتماعية واقتصادية وبيئية جمة .
وأشارت الخبيرة البولونية الى أن الاهتمام الاستثنائي يجب أن يكون بمادة البلاستيك ، التي لا يمكن أن تتحلل إلا بعد 1000 عام ،،و يكفي أن نذكر أنه في كل ثانية ترمي شاحنة لجمع القمامة كميات كبيرة من البلاستيك في مستودع النفايات ، وأقل من واحد في المائة من هذه المواد يتم إعادة تدويرها.