قرى دائرة غفساي الجميلة مناظر ساحرة يجب استغلالها سياحيا ..
✏منصف بودري/تافرانت
تعتبر قرى دائرة غفساي إقليم تاونات ، نموذجا للقرى الجبلية الغنية بثرواتها الطبيعية و مناظرها الخلابة و التي يزخر بها هذا الإقليم الشاسع ، مجموعة من المؤهلات والمقومات السياحية الطبيعية الساحرة التي لو استغلت بفلسفة ومنطق التنمية المستدامة لكان له دور كبير في تحريك عجلة التنمية المحلية بالمنطقة التي تعاني تهميشا خطيرا، وذلك باعتبار ما تقدمه الطبيعة لذات المكان من تنوع التضاريس والتشكيلات الجيولوجية و اعتدال المناخ وتنوع الغطاء النباتي ، كلها عناصر تجذب هواة النزهة والبحث عن الاستجمام في أحضان الطبيعة الخلابة،بعيدا عن الضوضاء وصخب الحياة بالمدينة، بعيدا عن ضجيج السيارات والمعامل، تخلو بنفسك في أرض فسيحة ، تطلق ناظريك مد البصر ،تتأمل السماء رحبة واسعة ، تنظر إلى النجوم تتلألأ…
هذا فضلا عن وجود مجموعة من الكهوف التي تؤرخ لفترات زمنية قديمة خاصة أثناء تواجد المستعمر الغاشم بالمنطقة حيث اتخذها الأهالي حصنا منيعا لمواجهة هجمات الأعداء ومقاومة الاحتلال باعتبارها منطقة آمنة ومساعدة لذلك بحكم شدة التضرس ووجود طرق ومسالك صعبة للاختراق، كما جاء على لسان أحد أقدم قدماء المقاومين من بني زروال ، و بالتحديد من مدشر السقيفة بجماعة تافرانت ، السيد عمر البودري العلمي (سي عمر).
زيادة إلى الأهمية السياحية والتاريخية لدائرة غفساي نجدها تحضى أيضا بمؤهلات فلاحية هامة بوجود مجموعة من الأراضي الفلاحية و الزراعية، سواء منها البورية أم السقوية، حيث يصادف الزائر في طريقه وجود مجموعة من المزروعات والمغروسات وكذا الأشجار المثمرة، كالزيتون والخروب والبرتقال والليمون والتين والرمان…
إقليم تاونات، ذلك الإقليم الذي يزخر بالعديد من المؤهلات السياحية الرائعة، إلا أنها تبقى في طي النسيان، بسبب غياب الحكامة الجيدة في تدبيرها وبالتالي تبقى تطلعات ساكنة المنطقة لغذ أفضل مجرد أحلام وكوابيس، لعلهم يستيقظون يوما من الأيام على واقع وأمل جديدين يعيدان للمنطقة وساكنتها ولو جزءا بسيطا من تاريخها العتيد.
فعلى بعد 30 كيلومتر تقريبا غرب مدينة تاونات، حيث هناك مؤهلات سياحية تصارع من أجل البقاء ،إنه سد الوحدة العملاق ،أكبر سد بالمملكة المغربية و الثاني بايفرقيا مشروع القرن ، الذي يعد منتجعا رائعا يزخر بثروات طبيعية ومائية وسمكية هامة، ويعتبر كنزا من كنوز المنطقة بحكم موقعه الجغرافي المتميز، ومتنفسا يقصدونه الزوار لقضاء يومهم من أجل الاستجمام، إلا أنه لا يلبي أدنى حاجيات الوافدين عليه، نظرا للغياب التام للمرافق الحيوية والبنيات التحتية.
فمتى ستفكر الجهات والأطراف المسؤولة في تثمين وتطوير هذه الإمكانات الطبيعية ؟ و هل سيتم برمجة مشاريع سياحية مستقبلية التي من شأنها أن تعود بالنفع والازدهار على الساكنة المحلية ؟و هل سيكشف غطاء التهميش والإقصاء عنها؟
نتمنى ذلك!!
الإثنين 09 ابريل 2018
عن موقع : فاس نيوز ميديا