يعيش المركز الاستشفائي الجامعي الحسن الثاني بفاس ، على غرار عدد من المؤسسات الصحية بالمملكة ، على إيقاع النسخة الثامنة للأسبوع الوطني لتشجيع الرضاعة الطبيعية الذي تنظمه وزارة الصحة من 9 إلى 15 أبريل الجاري.
ويتضمن الأسبوع الذي اختير له هذه السنة شعار “الرضاعة الطبيعية حماية فعالة للأم والطفل من أمراض السكري والسمنة”، لقاء تواصليا وسط الأطباء والأطر العاملين بمجال طب الأطفال وتوليد النساء، بغية حثهم على تشجيع الأم على الرضاعة الطبيعية، وحملة بين النساء الحاملات والواضعات حملهن بأهمية هذه الرضاعة في حفظ صحتهن وصحة مواليدهن.
واعتبر رئيس مصحة طب الأطفال بالمركز الاستشفائي الجامعي بفاس البروفيسور مصطفى حيدة الذي افتتح لقاء تواصليا بالمناسبة ، اليوم الثلاثاء ، أن هذا الموضوع يكتسي أهمية بالغة وأخذ يفرض نفسه بقوة كأحد قضايا الساعة على المستوى الصحي بعد ملاحظة التخلي عن الرضاعة الطبيعية.
وأشار البروفيسور حيدة في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إلى أن هناك تطورا نسبيا في التعاطي مع هذا النوع من الرضاعة، حيث انتقلت نسبة الأمهات المرضعات لمواليدهن بشكل طبيعي لمدة ستة أشهر من نحو 17 في المائة خلال تسعينيات القرن الماضي إلى 27 في المائة حاليا، ملاحظا أن هذا التطور ، مع ذلك ، لا يلبي الطموحات، ويجعل المغرب في هذا المجال بعيدا عن مستوى بعض البلدان الاسكندنافية التي تتجاوز فيها النسبة 90 في المائة.
وعزا التخلي عن الرضاعة الطبيعية لعدة عوامل منها التحول الاجتماعي الذي ساهم في تقليص حجم الأسرة، وغياب النصح والتوجيه قبل الولادة، والالتزام المهني للأم، داعيا مهنيي القطاع إلى التكثيف من التحسيس بأهمية هذه الرضاعة وضرورة إلزام الأم بها، خاصة في ظل العدد المتزايد للمواليد الجدد.
وقد سجل المركز الاستشفائي الجامعي الحسن الثاني بفاس ما مجموعه 7747 ولادة جديدة خلال سنة 2017، ضمنها 2338 ولادة طبيعية و1932 ولادة قيصرية.
ويهدف هذا الأسبوع الوطني إلى تسليط الضوء على دور الرضاعة الطبيعية في الحماية من السمنة وداء السكري غير المعتمد على الأنسولين (السكري من النوع الثاني) بالنسبة للأم والطفل.
ووفق وزارة الصحة، فإن نتائج بحث وطني حول الساكنة والصحة الأسرية أجري سنة لسنة 2011 ، تفيد بأن 27.8 في المائة من الرضع هم الذين يستفيدون من الرضاعة الطبيعية المطلقة خلال الأشهر الستة الأولى، و26 في المائة من الإرضاع المبكر في النصف ساعة الأولى التي تلي الولادة.
ويمثل هذا الحدث ، أيضا ، فرصة سانحة لتنظيم حملات توعوية لفائدة مهنيي الصحة في كل من القطاعين العام والخاص، وندوات علمية بكليات الطب وكليات العلوم، وتعبئة وسائل الإعلام وكذا القطاعات الوزارية والمنظمات غير الحكومية، بغية دعم المجهودات التي تبذلها وزارة الصحة لتحقيق الأهداف المتوخاة من هذا الأسبوع الوطني لتشجيع الرضاعة الطبيعية.