في أجواء حماسية ابتدعها الأطفال الذين حجوا من عدد من المدن المغربية، انطلقت، اليوم الثلاثاء بالرباط ، فعاليات الدورة الأولى للمهرجان الوطني لجائزة محمد الجم للمسرح المدرسي، وذلك بحضور ثلة من مسؤولي جهة الرباط – سلا – القنيطرة والمعنيين بمجالات الثقافة والفن والإعلام .
وتروم التظاهرة ، المنظمة من 10 إلى 13 أبريل الجاري تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، تكوين جمهور له ذوق فني رفيع وتنمية الطفل تنمية عقلية وفكرية واجتماعية ونفسية وعلمية ولغوية وجسمية، إذ يحمل منظومة من القيم التربوية والأخلاقية والتعليمية والنفسية موجهة للأطفال.
علاوة على ذلك يهدف المهرجان، المنظم بشراكة مع وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي وبتعاون مع مجلس جهة الرباط – سلا – القنيطرة ، إلى محاربة السلوكات المشينة ونبذ العنف داخل المؤسسات التربوية، وتبيان أهمية مسرح الطفل في استثارة خياله وتنمية مواهبه وقدراته الإبداعية.
وفي كلمة بالمناسبة، أكد الفنان محمد الجم ، الرئيس المؤسس لجمعية أصدقاء محمد الجم، أن الجديد في هذا المهرجان أن هذه الدورة نظمت على الصعيد الوطني بعدما كان المهرجان مختزلا على الصعيد الجهوي واستطاع إرساء دعائمه في الجهات الاثنتي عشر للمملكة.
وأبرز الجم أن تفضل صاحب الجلالة الملك محمد السادس بإسباغ رعايته السامية على المهرجان يعد ” حافزا قويا للاستمرار الجدي والإصرار على مواصلة العمل للنهوض بهذا المشروع التربوي الكبير”، معربا عن جزيل الامتنان لجميع الجهات التي شاركت في إنجاح هذه التظاهرة.
وقال الكاتب العام لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، يوسف بلقاسمي، من جانبه، إن تنظيم هذا المهرجان، الذي يأتي في إطار شراكة بين الوزارة وجمعية أصدقاء محمد الجم ، يندرج في إطار تنزيل الرؤية الاستراتيجية 2015-2030 التي “تهدف إلى تعزيز رافعة الاندماج السوسيو ثقافي، انطلاقا من كون المدرسة حاملة للثقافة وناقلة لها.”
وأضاف السيد بلقاسمي أن هذا المهرجان يعد فرصة لاكتشاف المواهب التي تزخر بها المنظومة التربوية وكذلك إعطائها فرصة لإثبات ذاتها وإبراز قدراتها في المجال المسرحي، مشيرا إلى أن المسرح في نفس الوقت يعد وسيلة أساسية في تنمية المتمدرسات والمتمدرسين ،خصوصا أنه بمثابة أداة لتقوية القدرات التواصلية للتلاميذ.
وشهد حفل الافتتاح ، الذي احتضنه المسرح الوطني محمد الخامس ، توقيع اتفاقية شراكة بين وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي وجمعية أصدقاء محمد الجم .
وتميز الحفل بتكريم كل من الفنانة حياة غافري (سمسمة)، التي تألقت في عدة مسارح أوروبية وعربية وأسست جمعية تعنى بمسرح الطفل، والفنان المسرحي محمد الكتاني، ثم الفنان عبد الرحيم أمين والأستاذ العربي بنجلون والفنان عبد الخالق بروكي.
وعرف الحفل ، أيضا، تقديم لجنة تحكيم مسابقة هذه الدورة الأولى من المهرجان والتي تتشكل من أحمد بدري (رئيسا) ووسيلة صابحي وحفيظة باعدي وفريد الركراكي ومحمد بلهيسي (أعضاء).
وتتميز هذه الدورة الأولى بمشاركة اثنتي عشر فرقة مسرحية تمثل أكاديميات التربية والتكوين لجميع جهات المملكة والتي ستتنافس ضمن المسابقة الرسمية على ستة جوائز تهم الجائزة الكبرى لأحسن عمل مسرحي، وجائزة النص المسرحي ، وجائزة الإخراج، وجائزة أحسن سينوغرافيا ، وجائزة التشخيص ذكور ، وجائزة التشخيص إناث.
وتعرف المسابقة مشاركة كل من مؤسسة عقبة بن نافع بطرفاية، جهة العيون – الساقية الحمراء، وثانوية محمد الخامس بكلميم، جهة كلميم – واد نون، ومؤسسة الفضيلة الابتدائية بالداخلة ،جهة الداخلة – وادي الذهب، ومجموعة مدارس زلاغ الخصوصية، جهة فاس-مكناس، ومؤسسة المدينة الخضراء الخصوصية ببن سليمان، جهة الدار البيضاء-السطات، ومدرسة أندري جيد، جهة الشرق، ومدرسة الفرابي، جهة الرباط-القنيطرة، ومدارس الوردة قلعة مكونة، جهة درعة-تافيلالت، ومدرسة أريحا، جهة مراكش-أسفي، والثانوية الإعدادية كرسيف، جهة طنجة-تطوان-الحسيمة، ومدارس ابن عاشر فرعية الزراكفة، جهة سوس ماسة.
وميز حفل الافتتاح مزيج فني من المسرح والغناء، إذ أدى الفنان عبد العالي الغاوي عددا من أشهر أغانيه المخصصة للأطفال مزجها بالفولكلور والدقة المراكشية ما أعطى الحفل طابعا تقليديا ، وهو ما راق الجمهور الحاضر، وخاصة منه الأطفال المشاركون في مسابقة المهرجان.