افتتحت، اليوم الأربعاء بنيودلهي، أعمال الاجتماع الوزاري الـ 16 لمنتدى الطاقة الدولي، بمشاركة وفود تمثل 72 دولة، من بينها المغرب .
وتشارك المملكة في هذا المنتدى،المنظم على مدى ثلاثة أيام تحت شعار “مستقبل أمن الطاقة العالمي”، بوفد هام برئاسة وزير الطاقة والمعادن والتنمية المستدامة عزيز رباح، ويتكون من نائب سفير المغرب بالهند حسن علوي مصطيفي وعدد من المسؤولين المركزيين بالوزارة..
وقال الأمين العام للمنتدى الدولي للطاقة،سون شيانجينغ،خلال الجلسة الافتتاحية للمنتدى،المنظم بتعاون مع الصين وكوريا الجنوبية، إن هذا الحدث الدولي يسير بخطى حثيثة من أجل تبني توصيات وسياسات من شأنها الدفع بالمناقشات حول دعم أسس الشراكة والتعاون في مجال الطاقة، وكذا مواصلة ما تم تحقيقه خلال الاجتماعات السابقة.
وأكد شيانجينغ على ضرورة تفعيل آليات الحوار بشأن المستقبل الطاقي بين الدول المنتجة والمستهلكة، داعيا إلى التفكير أكثر في سياسات مستقبلية لزيادة حجم الإستثمار في قطاع الطاقة على الصعيد العالمي .
من جهته، قال الوزير الأول الهندي، ناريندرا مودي، إن العالم يشهد تحولا هائلا في سوق الطاقة مع إنتقال حجم الاستهلاك بشكل متزايد من العالم المتقدم نحو الاقتصادات الناشئة والنامية، لاسيما في عدد من بلدان آسيا وإفريقيا .
وأبرز أن الهند ستشكل المحرك الرئيسي للطلب على الطاقة خلال السنوات الخمس والعشرين المقبلة، داعيا إلى”تسعير مسؤول” للنفط والغاز في السوق الدولية، من أجل موازنة مصالح منتجي النفط والغاز مع مصالح المستهلكين.
وأشار مودي إلى أنه من المتوقع أن ينمو الطلب على الطاقة في الهند بنسبة 4.5 في المئة على مدى السنوات القليلة المقبلة، وأن يتضاعف حجم الطلب على الغاز بنحو ثلاثة أضعاف، مؤكدا الحاجة إلى إرساء سوق شفافة ومرنة ترتكز على الدعم المتبادل بين المنتجين والمستهلكين.
أما وزير البترول والغاز الطبيعي الهندي، دارميندرا برادان، ققد أوضح أن هذا المنتدى الطاقي الدولي ينعقد في الهند، ثالث أكبر مستهلك للطاقة في العالم، من أجل تدارس السبل الكفيلة بتنظيم قطاع الطاقة، باعتبارها آلية مهمة تساعد على تطوير مختلف المجالات الإقتصادية والإجتماعية .
وأضاف أن انعقاد المؤتمر يأتي في ظرفية إقتصادية تشهد تحولات كبيرة لقطاع الطاقة في الأسواق العالمية، ما يجعل هذه التظاهرة فرصة سانحة بالنسبة للبلدان المصدرة والمستهلكة من أجل تضافر الجهود لإرساء شراكة ناجعة بين الجانبين .
واستعرض برادان التدابير التي اتخذتها الحكومة الهندية في مجال دعم وتجهيز البنيات التحتية الطاقية في البلاد، مشيرا إلى أن سلطات نيودلهي انخرطت في صيغة جديدة لإنتاج الغاز الطبيعي بسعر مناسب، من خلال إرساء خطوط للأنابيب في المناطق الوعرة في شمال البلاد وشمالها الشرقي .
وبدوره، دعا وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية السعودي، خالد الفالح، إلى تضافر جهود مختلف المتدخلين في قطاع الطاقة من أجل خلق بيئة مواتية على طول سلسلة القيمة، بالنظر إلى أن الطلب على الوقود الأحفوري سيستمر لفترة أخرى من الزمن.
ويحضر الإجتماع الوزاري الـسادس عشر لهذا المنتدى عدد من الوزراء وكبار المسؤولين والفاعلين الرئيسيين في مجال الطاقة للتواصل مع نظرائهم من المؤسسات والجهات ذات التأثير القوي في هذا المجال، واكتساب آفاق جديدة من خلال حضور كبار المديرين التنفيذيين ورجال الأعمال البارزين من الهند وخارجها،
ويعد منتدى الطاقة الدولي،الذي ينظم مرة كل سنتين، منصة رفيعة لتعزيز العلاقات التجارية الثنائية في قطاعي الطاقة والطاقة المتجددة، وتبادل وجهات النظر بشأن السياسات والإطارات التنظيمية في المجال، وتوفير فرص أكبر لشراكات استراتيجية بين مختلف الفاعلين.