شكل تعزيز سبل التعاون في قطاع الطاقة والطاقات المتجددة محور مباحثات أجراها وزير الطاقة والمعادن والتنمية المستدامة، السيد عزيز رباح، أمس الثلاثاء بنيودلهي،مع عدد من المسؤولين الهنود في قطاع الطاقة والمجالات المرتبطة به .
وهكذا،أجرى السيد رباح، الذي يقود وفدا مغربيا في زيارة عمل للهند تستمر من 10 إلى 12 أبريل الجاري، مباحثات مع وزير الطاقة الجديدة والمتجددة السيد راج كومار سينغ، ذكر خلالها بمتانة العلاقات التي تجمع بين المغرب والهند، وبالتعاون في قطاع الفوسفاط بين المكتب الشريف للفوسفاط وعدد من المقاولات الهندية .
وأعرب الوزير ،الذي سيحضر غدا الخميس أعمال الإجتماع الوزاري للمنتدى الدولي الـ 16 للطاقة بنيودلهي، عن رغبة المملكة في إرساء علاقات شراكة إقتصادية مع الهند في مجال الطاقات المتجددة والقطاع الطاقي بصفة عامة .
واستعرض خلال هذا اللقاء،الذي حضره نائب سفير المغرب في الهند السيد حسن مصطيفي علوي، الاستراتيجية الطاقية الوطنية التي تطمح إلى توليد نسبة 42 في المئة من الطاقة المتجددة خلال سنة 2020 ، على أمل الوصول إلى نسبة 52 في المئة خلال سنة 2030 .
وأبرز أهمية إحداث مركز مغربي – هندي للإمتياز في مجال الطاقات المتجددة، ليشكل مركزا لتقاسم التجارب والخبرات بين البلدين وكذا لفائدة الدول الإفريقية، من خلال ارتكازه على أربعة محاور تشمل التكوين المستمر ،والتكوين الأولي ،والحكامة الطاقية، واللقاءات الثنائية “بي تو بي” .
من جانبه، ذكر السيد كومار سينغ بالنجاح الذي حققه المغرب والهند في مجال تخصيب الأراضي الفلاحية، معربا عن أمله في أن ينتقل هذا النجاح إلى عدد من القطاعات الإقتصادية الأخرى، بهدف تقوية أسس التعاون والشراكة بين البلدين .
ودعا الوزير الهندي إلى إيلاء الأهمية للجانب الإقتصادي في تنمية قطاع الطاقة من حيث دوره في توفير مناصب الشغل، مشددا على ضرورة إبراز القدرات المشتركة للبلدين وزيادة تبادل الوفود والزيارات وتشجيع شركات الطاقة الهندية والمغربية على إرساء شراكات في ما بينها .
وأشار إلى أن المغرب، الذي ينسج علاقات متميزة مع أوروبا، له القدرة على تشكيل منصة بالنسبة للهند من أجل ولوجها للأسواق الواعدة للقارة العجوز .
وعقب هذا الاجتماع، تم التوقيع على مذكرة تفاهم بين المغرب والهند تهدف إلى وضع الأسس لعلاقة التعاون المؤسساتي بين البلدين لتشجيع وتعزيز التعاون التقني الثنائي في ميدان الطاقة الجديدة والمتجددة على أساس المنفعة المتبادلة والمساواة والمعاملة بالمثل بين الطرفين .
وتروم هذه المذكرة تطوير تكنولوجيات الطاقة الجديدة والمتجددة في مجالات الطاقة الشمسية والطاقة الكهرومائية الصغيرة، والكتلة الحيوية / الطاقة الحيوية، وتعزيز القدرات، كما تنص على تبادل وتدريب الموظفين العلميين والتقنيين، وتبادل المعلومات والبيانات العلمية والتكنولوجية المتاحة، وتنظيم أوراش العمل والندوات وفرق العمل، وتطوير بحوث مشتركة أو مشاريع تقنية بشأن مواضيع ذات اهتمام مشترك .
وبمقتضى هذه المذكرة، يثمن ويدعم البلدان التحالف الدولي للطاقة الشمسية ويعترفان بالدور الحاسم الذي يمكن ان يضطلع به في تنمية ونشر استخدام الطاقة الشمسية، كما سيعملان معا لتحقيق أهداف هذا التحالف لتسريع عملية تطوير ونشر حلول الطاقة الشمسية من خلال تسهيل توفير التكنولوجيا والتمويل والبحث والتطوير وتعزيز القدرات.
كما أجرى السيد رباح مباحثات مع وزير البترول والغاز الطبيعي الهندي، السيد دارميندرا برادهان، أبرز خلالها أن المغرب، الذي حقق منجزات كبرى في المجال الطاقي، يهدف إلى توسيع آفاق تعاونه مع الهند، لاسيما في مجال تطوير استغلال موارده الطاقية .
وبهذه المناسبة، ذكر الوزير بمختلف الاستراتيجيات القطاعية بالمملكة، معربا عن أمله في أن تعمل المقاولات الهندية على إستكشاف فرص التعاون مع نظيراتها المغربية في السوق الوطنية وكذا في الأسواق الإفريقية التي تزخر بمؤهلات طبيعية مهمة .
من جهته، أكد السيد برادهان على ضرورة الرفع من وتيرة التعاون بين الهند والمغرب في مجال استغلال الموارد الطاقية وتطويرها، مشيرا إلى أن بلاده، التي تستورد معظم احتياجاتها الخام من الخارج، تعمل على تصدير المنتجات النفطية المصنعة إلى العديد من البلدان المجاورة .
وأبدى الوزير الهندي اهتمام بلاده المتزايد واستعدادها للعمل في القارة الإفريقية، من خلال استكشاف الفرص التي تتيحها القارة في قطاع الطاقة .
من جهة أخرى،قام السيد رباح والوفد المرافق له بزيارة لـ “المعهد الوطني للطاقة الشمسية”، الذي يحتضن كذلك مقر “التحالف الدولي للطاقة الشمسية، بحيث اطلع على مختلف مرافق المعهد وأحدث التقنيات في مجال تطوير استغلال الطاقة الشمسية في عدد من المجالات .
وتم، خلال هذه الزيارة، عرض شريط فيديو عن المعهد الوطني للطاقة الشمسية ومختلف المحطات والمشاريع ذات الصلة بهذا المجال، كما تم عرض شريط آخر حول كرونولوجيا تأسيس التحالف الدولي للطاقة الشمسية .
وفي كلمة بالمناسبة، أكد السيد رباح أن المغرب يهدف إلى توليد 6000 ميغاواط من الطاقة الكهربائية، مضيفا أن المملكة تسعى إلى تحقيق نسبة 52 في المائة من احتياجاتها الطاقية من مصادر الطاقة المتجددة بحلول عام 2030.
وأشار إلى أن الطاقة المتجددة تعد فرصة سانحة أمام البلدان الإفريقية من أجل تطوير وتحديث اقتصاداتها وخلق أنشطة ومنافذ إقتصادية جديدة، بهدف جذب مزيد من الإستثمارات في قطاع إنتاج الطاقة.
ويعتبر المعهد الوطني للطاقة الشمسية في الهند، التابع لوزارة الطاقة الجديدة والطاقة المتجددة، مؤسسة وطنية رائدة في مجال البحث والتطوير في قطاع الطاقة الشمسية، من
حيث تنفيذ وتنسيق البحوث والتكنولوجيا المرتبطة بهذا القطاع وغيرها من الأعمال ذات الصلة.
ويعد “التحالف الدولي للطاقة الشمسية” منظمة حكومية تهدف إلى مساعدة الدول الغنية بأشعة الشمس في مختلف أنحاء العالم لاستخدام الطاقة الشمسية بتكلفة معقولة، كما يهدف التحالف، الذي تم إطلاقه في 30 نونبر 2015، على هامش مؤتمر باريس لتغير المناخ، إلى إنتاج تريليون واط من الطاقة الشمسية بحلول عام 2030 .