افتتحت، اليوم الأربعاء بالكويت، أشغال المؤتمر العربي الثالث للمياه، بمشاركة وزراء المياه والطاقة من كافة الدول العربية، من بينها المغرب.
ويمثل المملكة في هذا المؤتمر وفد ترأسه كاتبة الدولة المكلفة بالماء، السيدة شرفات أفيلال.
ويبحث المؤتمر، الذي ينظم على مدى يومين تحت شعار “التكامل العربي في إدارة الموارد المائية”، عدة مواضيع أبرزها المبادرة الإقليمية للربط بين قطاعات الطاقة والمياه والغذاء في الدول العربية، والخطة الاستراتيجية للأمن المائي في الوطن العربي من أجل مواجهة التحديات والمتطلبات المستقبلية للتنمية المستدامة، بالإضافة إلى متابعة تنفيذ خطة التنمية المستدامة 2030 المعنية بالمياه في الدول العربية.
كما يناقش هذا اللقاء العربي، قضايا أخرى في مقدمتها سرقة إسرائيل للمياه العربية في الجولان السورى المحتل، وجنوب لبنان، والأراضي الفلسطينية المحتلة، وتطوير قطاع المياه في فلسطين، ودعم حقوق العراق بشأن الحفاظ على الموارد المائية في حوضي دجلة والفرات، والتعاون العربي في استغلال الموارد المائية المشتركة، وتعزيز القدرة التفاوضية للدول العربية بشأن الموارد المائية المشتركة مع الدول غير العربية، بالإضافة إلى التوسع في استخدام المياه غير التقليدية.
ويتضمن برنامج هذا اللقاء ايضا مناقشة 44 ورقة عمل علمية متخصصة تعنى بمختلف مجالات المياه تقدمت بها معظم الدول العربية والمنظمات والهيئات الدولية المعنية، وذلك بمشاركة منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو)، ولجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (اسكوا)، وعدد من المنظمات الدولية الأخرى.
وقال وزير النفط والكهرباء والماء الكويتي، بخيت الرشيدي، في كلمة خلال افتتاح المؤتمر، إن هذا اللقاء يعد خطوة هامة في طريق تحقيق الأمن المائي في الوطن العربي نظرا لأهمية هذا المورد الحيوي الذي يعتبر عنصرا ضروريا في استراتيجيات الدول والحكومات والمنتديات باعتباره الركن الأول للأمن الغذائي.
وأضاف الرشيدي أن المؤتمر الثالث للمياه، يأتي في وقت “لا يستغل العالم العربي من موارده المائية البالغة 340 مليار متر مكعب سوى 50 في المئة”، بينما تتعرض النسبة الباقية للهدر، داعيا، في هذا الصدد، إلى ضرورة وضع سياسات تتعلق باستخدام تلك الموارد وترشيدها وزيادة كميتها، لاسيما في منطقة الخليج العربي التي تعتمد بشكل كبير على تحلية المياه.
من جانبه، قال الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، في كلمة بالمناسبة، إن المؤتمر العربى للمياه، يعد واحدا من أهم الفعاليات العربية التي تستحق الانتباه من الرأى العام العربي، مؤكدا أن إهمال مشكلة المياه العربية، يعد مخاطرة بالمستقبل العربي.
وشدد أبو الغيط على ضرورة استنفار كافة الإمكانات العربية، لعدم التفريط في حق الأجيال المقبلة في الحياة الآمنة من خلال تأمين مصادر المياه الآمنة، مؤكدا أن أزمة المياه في العالم العربي “واضحة وخطيرة”، نظرا لأن المنطقة العربية تملك فقط 1 في المئة من مصادر المياه العذبة في العالم، فضلا عن وجود 19 دولة عربية ضمن قائمة الفقر المائي على مستوى العالم.
وفي هذا الصدد، حذر أبو الغيط من خطورة التدهور المائي، وانخفاض نصيب المواطن العربي من المياه باستمرار، مشيرا إلى ضرورة التنسيق العربي المشترك من أجل العمل على تحقيق الأمن المائي العربي.