قال رئيس جمهورية نيجيريا الأسبق، السيد أوليسغون أوباسانغو، يوم الأربعاء بالرباط، إن المغرب يولي أهمية خاصة لتنمية مجموعات التفكير كمكون أساسي في تحقيق التنمية المستدامة والبحث عن حلول للسلم وتنمية القارة الإفريقية.
وأضاف السيد أوباسانغو، خلال افتتاح القمة الثانية لمجموعات التفكير الإفريقية، التي ينظمها مركز السياسات التابع لمجموعة المكتب الشريف للفوسفاط، من 09 إلى 11 ماي الجاري، بشراكة مع جامعة بينسيلفانيا، أن المغرب يعد “أرضا خصبة” للنقاش حول مختلف قضايا التنمية المرتبطة بالقارة الإفريقية، بالنظر للدور الذي تضطلع به المملكة في تقنين الهجرة الإفريقية، وإحلال السلم والأمن، وكذا في التنمية السوسيو-اقتصادية للبلدان الإفريقية على المدى البعيد.
وبعد أن ذكر بدور مجموعات التفكير التي تضم عددا من الخبراء يهتمون بالأساس بإعداد دراسات وتقديم مقترحات واستراتيجيات “للتأثير في مواضيع متنوعة على الأمد البعيد”، أبرز الرئيس النيجيري الأسبق “الدور الفعال” لهذه المنتديات كفاعل في “الدبلوماسية الموازية من الفئة الثانية”، وأداة رئيسية للنهوض بالاندماج الإقليمي، الذي يتجسد في القارة الإفريقية من خلال الاتحاد الإفريقي والمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، اللذين عرفا العودة المظفرة والتاريخية للمغرب.
وأوضح أن مجموعات التفكير تعد محركا للنمو الاقتصادي ورفاه الشعوب، مسجلا أنها ساهمت في تحول إيجابي لهذه الشعوب وانتقلت بذلك من هيئات صرفة للبحث إلى فاعل في المجتمع المدني وشريك للحكومات في إعداد السياسات العمومية.
وأضاف أن “بناء أسس تنمية إفريقيا لا يمكن أن يتم دون مساهمة مجموعات التفكير كبنية للتفكير من شأنها تسريع وتيرة النمو، من خلال إتاحة مجموعة من الامتيازات ترتبط بتعاون سياسي أفضل لإفريقيا”، مسجلا أن الاندماج الإقليمي في إفريقيا يشكل أفضل الخيارات الوطنية لتعزيز الديمقراطية.
وسيتم خلال هذه القمة مناقشة عدد من المواضيع تهم على الخصوص دور مجموعات التفكير في مجتمعاتها، وكيفية مساهمتها في فهم أفضل للرهانات المطروحة على إفريقيا وبناء حوار عمومي شامل قادر على تغذية السياسات العمومية بكل فعالية، والتوجه الذي يمكن أن تأخذه هذه المجموعات لتحسين تأثيرها وضمان تنميتها.
ويشارك في هذه النقاشات عدة منظمات من قبيل معهد بوتسوانا للتنمية والتحليل السياسي، والمركز الإفريقي لفض النزاعات، ومجلس تنمية البحث في العلوم الاجتماعية، ومعهد جنوب إفريقيا للعلاقات الدولية، ومعهد الدراسات الأمنية، والمركز الإيفواري للأبحاث الاقتصادية والاجتماعية.
الرباط: افتتاح الدورة الثانية لمؤتمر مجموعات التفكير الإفريقية
افتتحت يوم الأربعاء بالرباط أشغال الدورة الثانية لمؤتمر مجموعات التفكير الإفريقية تحت شعار “تعميق الخبرة وتعزيز الاستدامة: التحديات المعاصرة التي تواجه مجموعات التفكير الإفريقية”.
وتشكل الدورة الثانية من هذا المؤتمر، المنظم من قبل مركز السياسات التابع لمجموعة المكتب الشريف للفوسفاط وجامعة بنسلفانيا ما بين 9 و11 ماي الجاري، مناسبة لتسليط الضوء على دور مجموعات التفكير في مجتمعاتها ومساهمتها في بلورة فهم أفضل للرهانات التي تواجه إفريقيا، فضلا عن بناء حوار عمومي شامل حول السياسات العمومية الإفريقية.
وبهذه المناسبة، أبرز المدير العام للوكالة المغربية للتعاون الدولي محمد مثقال، في كلمة له، أن هذه اللقاءات تأتي لإغناء النقاش والتفكير حول الدور البناء لبنيات التفكير هاته في تطوير إندماج إقليمي حقيقي في إفريقيا، على ضوء التطورات المهمة التي شهدتها القارة خلال العقدين الأخيرين.
وقال السيد مثقال إن الهدف من هذا المؤتمر، الذي تعد الوكالة شريكا فيه، يتمثل في إغناء التفكير الإفريقي الذي يساهم فيه المغرب تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، مشيرا إلى أن المغرب كان دائما ولايزال ينتهج ” رؤية جريئة وطموحة ” في إطار سياسته الخارجية لفائدة التنمية المستدامة للقارة الإفريقية.
وذكر السيد مثقال بأهمية مجموعة التفكير في رسم تحديات إفريقيا على المدى البعيد بهدف تقديم مزيد من الأجوبة على قضايا التنمية بإفريقيا على ضوء التوجيهات العديدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس الذي ما فتئ يدعو إلى تعزيز التعاون جنوب – جنوب وروح التضامن والتقاسم مع البلدان الإفريقية.
من جهته، شدد المدير العام لمركز السياسات التابع لمجموعة الشريف للفوسفاط، كريم العيناوي، على أهمية هاته الأيام المخصصة للأداور المنوطة بمجموعات التفكير الإفريقية في دعم الإندماج الإقليمي ” باعتباره حلا أمثل من أجل التنمية “، مضيفا أن مختلف المشاكل التي تواجهها القارة الإفريقية تتطلب المزيد من التفكير وتقديم مقترحات من قبل هاته المراكز بهدف مكافحة التخلف الاقتصادية واللاستقرار السياسي .
وأكد السيد العيناوي أن مجموعات التفكير، التي تزداد أعدادها أكثر فأكثر في إفريقيا، ” لها مساهمة خاصة في فتح مسلسل الاندماج والبحث عن استقلالية البلدان الإفريقية “، مبرزا أن لها أدوار مهمة في تعزيز الروح الجماعية وتطوير مسارات جديدة للتعاون والشراكات.
وسيتم خلال هذا اللقاء مناقشة العديد من القضايا من قبيل الدور الذي تضطلع به مجموعات التفكير في مجتمعاتها، وكيفية مساهمتها في فهم أفضل بالرهانات التي تجتازها إفريقيا وبناء حوار عمومي شامل قادر على تغذية السياسات العمومية بكل فعالية، والتوجيهات التي يمكن أن تأخذها مجموعات التفكير هاته من أجل تحسين تأثيرها وضمان نموها.