أكد وزير الصناعة والاستثمار والتجارة والاقتصاد الرقمي، مولاي حفيظ العلمي، الخميس بطنجة، أن الدورة السادسة من مؤتمر التكنولوجيا والابتكار والمجتمع “سايفاي إفريقيا”، الذي ينعقد بطنجة بين 10 و 12 ماي الجاري، يطمح لأن يجعل من التحول الرقمي لاقتصادات المغرب وإفريقيا رافعة فعالة للتنمية والتقدم.
وأوضح الوزير، خلال ندوة صحافية عشية الافتتاح الرسمي للمؤتمر، أن “سايفاي إفريقيا يساهم هذه السنة في نشر الثقافة الرقمية من أجل استيعاب أفضل للتحديات، ولجعل التحول الرقمي لاقتصادات المغرب وإفريقيا رافعة فعالة للتنمية والتقدم”. وتابع السيد العلمي أن المؤتمر، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس بتعاون بين وزارة الصناعة والاستثمار والتجارة والاقتصاد الرقمي ومجلس جهة طنجة – تطوان – الحسيمة ومركز الدراسات والأبحاث الهندي (أو إر إف)، يشكل فرصة للفاعلين في مجال تكنولوجيا الاعلام المحليين للاستفادة من تجربة ومهارة الخبراء الدوليين، ومناسبة لتعزيز مكانة المغرب باعتباره منصبة رقمية على المستوى القاري. وأضاف أن اللقاء يشكل أيضا مناسبة للاقتراب من التجربة الهندية في مجال التكنولوجيات الحديثة والخروج بتوصيات من شأنها أن تشكل أرضية لوضع خارطة طريق تهدف إلى تعزيز تطوير القطاع الرقمي بإفريقيا وتعزيز التحولات الاجتماعية والاقتصادية التي ترافق ذلك.
في هذا الإطار، أشار الوزير إلى أن إستراتيجية المغرب الرقمي توفر فرصة مواتية لتحقيق صعود رقمي حقيقي، كما تأتي لتعزيز المكتسبات المحققة وبت زخم جديدة في التحول الرقمي للاقتصاد ومختلف الفاعلين به، مبرزا أن الأهداف المسطرة هي أهداف أساسية في مسيرة المملكة نحو التنمية، لضمان موقع أكيد باعتبارها مركزا رقميا إقليميا ومنظومة رقمية محسنة. من جهته، اعتبر رئيس جهة طنجة – تطوان – الحسيمة، إلياس العماري، أن هذا الحدث يأتي في وقت يشهد فيه العالم حدوث ثورة تكنولوجية بإفريقيا، التي أصبحت على مر السنوات ركيزة للتنمية ولإحداث مناصب الشغل من خلال الابتكار والبحث العلمي المتواصلين، لافتا إلى أن التقدم التكنولوجي المتسارع بإفريقيا سيقود مجموعة من المجتمعات إلى زيادة الاستثمار في القارة، خاصة في سوق التكنولوجيا والإعلام التي تشكل قطاعا واعدا. واعتبر أن اختيار مدينة طنجة لاحتضان المؤتمر جاء لكون مدينة البوغاز تشكل بوابة حضارية وثقافية وعلمية من أوروبا إلى إفريقيا، كما تعتبر أقوى المناطق الاستثمارية والاقتصادية والتكنولوجية إقليميا وقاريا، موضحا أن اللقاء يهدف إلى مناقشة نقل التكنولوجيا والابتكارات إلى إفريقيا وباقي البلدان النامية، وعرض آليات إحداث المجتمعات الرقمية بالقارة وتعزيز الاندماج المالي والاجتماعي.
من جهته، سجل رئيس المؤسسة الهندية للأبحاث عن المراقبين، سانجوي جوشي، أهمية للقاء الذي يشكل مناسبة لبحث القضايا المتعلقة بالابتكار التكنولوجي ولامركزية الإعلام، والأمن الإلكتروني والتحول الرقمي بإفريقيا، واغتنام الفرص المتاحة بفضل الثورة التكنولوجية. من جانبه، أشار رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان، إدريس اليزمي، إلى المحاور الإستراتيجية التي ستتم مناقشتها خلال المؤتمر، خاصة ما يتعلق بتأثير الثورة الرقمية على مسلسل الانتخابات، والحياة العامة والمواطنة، والتعبئة لمواجهة انتهاكات حقوق الانسان، والمساواة بين النساء والرجال، ومكافحة التطرف والإرهاب العنيف، إلى جانب العلاقة بين حرية التعبير والمسؤولية.
من جهته، اعتبر رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، فوزي لقجع، أن هناك ارتباط وثيق بين الثورة الرقمية والرياضة، خاصة كرة القدم، منوها بالقيم النبيلة التي تنشرها الرياضة، من قبيل التسامح والتعايش، وقدرتها على مد الجسور الحضارية بين الأمم.وحسب وثيقة وزعت بهذه المناسبة، يحتل المغرب المرتبة الأولى ضمن قائمة العشرة الكبار في التكنولوجيا من خلال استحواذه على 45 في المائة من الصادرات التكنولوجية بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، فضلا عن تحقيق قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 10 في المائة خلال السنوات الخمس الماضية، تليه مصر ب 9 في المائة، بينما تحتل الإمارات العربية المتحدة المرتبة الأولى في مجال التكنولوجيا المالية بمنطقة الشرق الأوسط، مستفيدة من ارتفاع معدلات الاستثمار بالقطاع ذاته وفعالية الإطار القانوني وتوافر التشريعات المنظمة لقطاع التكنولوجيا والبنيات التحتية لقطاع تكنولوجيا المعلومات.