تم تكريم مئات الجنود المغاربة الذين سقطوا في معركة جومبلو – شاستر ضد القوات النازية سنة 1940 خلال الحرب العالمية الثانية، وذلك خلال حفل نظم أمس الأحد، بالمقبرة الوطنية العسكرية الفرنسية بشاستر (40 كلم جنوب بروكسل)، بمناسبة الذكرى ال 78 لهذه المعركة.
وجرى هذا الحفل بحضور المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير مصطفى الكثيري، وسفير المغرب ببلجيكا والدوقية الكبرى للوكسمبورغ محمد عامر، ودبلوماسيين، ومنتخبين وعدد من الشخصيات.
وأشادت الشخصيات التي شاركت في هذا الحفل بالجنود المغاربة الذين حاربوا إلى جانب رفقائهم في السلاح الفرنسيين ضد النازيين، منوهة بشجاعة هؤلاء الجنود الذين نجحوا، بفضل شجاعتهم وعزيمتهم، في وقف زحف الألمان.
ودعوا إلى إحياء ذكرى هؤلاء الجنود الذين عاشوا جميعا في تسامح واحترام متبادلين، دون تمييز على أساس الدين أو الأصل، والذين سقطوا جميعا دفاعا عن الكرامة، من خلال محاربة الأحكام المسبقة والجهل والأنانية، وتجاوز الاختلافات والمفاهيم الخاطئة.
وفي هذا الصدد، دعا وزير الدولة البلجيكي أندري فلاهو إلى الحفاظ على هذه الأعمال البطولية حتى لا يطالها النسيان، وحتى “لا تذهب مجهوداتهم سدى “، مؤكدا على ضرورة ” عدم السقوط في الأغلبية الصامتة أمام جميع هذه الحركات المنغلقة التي تتناسى تاريخنا “.
وأكد في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء على أهمية التذكير في هذه المرحلة، التي تشهد اضطرابات وانتشار خطاب الكراهية ، بأن ” جنودا أجانب جاؤوا للدفاع عنا أمام الغزاة وضحوا من أجل حريتنا “.
من جانبه، شدد السيد مصطفى الكثيري في تصريح مماثل على ضرورة حفظ ذاكرة هذه الأعمال البطولية التي قام بها الجنود المغاربة الذين حاربوا خلال الحرب العالمية الثانية إلى جانب قوات التحالف، تلبية لنداء جلالة المغفور له محمد الخامس.
وأبرز أن هؤلاء الجنود، ضحوا بحياتهم، من أجل الدفاع عن قيم الكرامة والسلام والأخوة والحق في الوجود، مشيرا إلى أن تخليد هذه الذكرى مناسبة لنقل هذه القيم للأجيال الصاعدة واطلاعهم على مرحلة مهمة من التاريخ المشترك بين المغرب وأوروبا.
وجرى حفل تخليد الذكرى ال 78 لمعركة جومبلو – شاستر بحضور شخصيات سياسية ودبلوماسية ومنتخبين وشخصيات عسكرية وأعضاء من الجالية المغربية ببلجيكا.
ففي 14 ماي 1940، وصل الفوج السابع للجنود المغاربة إلى الجبهة مشيا على الأقدام في رحلة دامت يومين، ليدخلوا في معارك مع القوات النازية. وقد تحمل الجنود المغاربة الجزء الأكبر للهجوم الألماني وتصدى له رغم الخسائر الكبيرة في الأرواح.
وكانت القيادة العليا الفرنسية تعتزم إعطاء الأمر بالتراجع حتى لا يتم تطويقهم من قبل الجيش الألماني، لكن الجنود المغاربة نجحوا في إجبار النازيين على التراجع في معارك ضارية سقط خلالها مئات المغاربة الذين ترقد جثمانهم فوق أرض المعركة بشاستر.