تكاد تكون حدثا غير ذي أهمية الانتخابات الرئاسية التي تقرر إجراؤها بعد غد الأحد بفنزويلا، وذلك في ظل لا مبالاة دول المنطقة والمجتمع الدولي.
وقد قدم الرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو، الذي رفض دعوات أحزاب المعارضة والمجتمع الدولي لتأجيل هذه الاستحقاقات، موعد هذا الاقتراع الرئاسي بناء على توصية من المجلس الوطني الانتخابي، ليتم إجراء الانتخابات بعد غد الأحد بدل دجنبر القادم كما كان مقررا سلفا، في انتهاك صارخ للقوانين الانتخابية المحلية.
ويسعى مادورو، مرشح الحزب الاشتراكي الموحد لفنزويلا لنيل ولاية رئاسية ثانية من ست سنوات، للظهور بمظهر الفائز المنتظر في هذه الانتخابات مع استقطابه ل 43 في المائة من نوايا التصويت.
وباستثناء هنري فالكون، مرشح حزب الطليعة التقدمية، لا يحظى المرشحان الآخران في هذه الاستحقاقات بالشهرة الكافية وسط الفنزويليين.
ويرفض ائتلاف “مائدة الوحدة الديمقراطية” المعارض المشاركة في مسلسل يصفه ب “العرض الاحتيالي”، فيما تعتبر مجموعة ليما والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي أن هذه الاستحقاقات غير شرعية.
وقد أدان الائتلاف أمس الخميس هذا الاقتراع الذي يعتبره “مهزلة انتخابية”، مجددا دعوته الفنزويليين من أجل مقاطعته.
من جهتها، وجهت مجموعة ليما، التي تضم 14 دولة من الأمريكتين والكاريبي، في 14 ماي الجاري، نداء أخيرا الى الحكومة الفنزويلية من أجل تعليق انتخابات 20 ماي الجاري.
وأدانت دول المجموعة تنظيم هذا الاقتراع دون مشاركة مختلف الفاعلين السياسيين الفنزويليين ودون مراقبة دولية مستقلة وضمانات رئيسية لمسلسل انتخابي حر وشفاف وديمقراطي، وتعتزم هذه الدول، بشكل فردي أو جماعي، فرض عقوبات ديبلوماسية واقتصادية ومالية ضد فنزويلا بعد هذه الانتخابات.
وكان الرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس قد أكد أن بلاده لن تعترف بنتائج هذا الاقتراع، وقال سانتوس، الذي جدد موقفه هذا بمدريد مؤخرا، إن هذه الانتخابات دعي إليها من قبل هيئة لا تتمتع بأية شرعية على غرار الجمعية التأسيسية.
وبدورها، وصفت واشنطن هذه الاستحقاقات ب “المهزلة” وأعلنت سلسلة من العقوبات ضد مقاولات ومسؤولين فنزويليين.
ووفقا لوسائل إعلام محلية، فإن مادورو، الذي انتخب على رأس البلاد سنة 2013، يواجه انخفاضا في شعبيته بلغ 75 في المائة بسبب انهيار اقتصاد البلاد وندرة الدواء والمواد الغذائية.
ولجأ أزيد من مليون فنزويلي الى كولومبيا هروبا من الأزمة الاجتماعية والاقتصادية غير المسبوقة التي تهز بلادهم.
ويتوقع صندوق النقد الدولي انهيارا جديدا في الناتج الداخلي الخام لفنزويلا سنة 2018 ومعدل تضخم ب 13 ألف و864 في المائة، وهو رقم قياسي عالمي.
ووفقا لنتائج تحقيق حول الظروف المعيشية نشر في كراكاس في فبراير الماضي،فإن 87 في المائة من الأسر تعيش تحت عتبة الفقر، و2ر61 في المائة تعيش في فقر مدقع.
فضلا عن ذلك، يعاني البلد الجنوب أمريكي من تفاقم انعدام الأمن بمختلف المناطق، وبحسب مرصد العنف بفنزويلا، فإن هذه الأخيرة تحتل المرتبة الثانية على صعيد انعدام الأمن بعد السالفادور بمعدل 8ر91 جريمة قتل بالنسبة لكل 100 ألف نسمة.
وفي الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري فقط، لقي 2000 شخص مصرعم بسبب جرائم قتل، وفقا للمصدر ذاته.