لفتة صغيرة تحكيها صبيحة رحمن عن حياتها في شهر رمضان في الولايات المتحدة، حيث تعيش منذ 46 عاما، وتقول إنها طوال هذه الفترة كانت تجد من يساعدها باستمرار من غير المسلمين، وكيف أنه رغم مشقة وطول ساعات الصيام تجد حولها من جيرانها في مانهاتن بمدينة نيويورك من يسهّل عليها وعلى أسرتها القيام بهذه الفريضة.
ولا تتوانى صبيحة في مساعدة من حولها، بصرف النظر عن الدين أو العرق أو غيرهما، فمن مظاهر هذا التيسير والتآلف المتبادل أنها تدفع قيمة وجبتي الإفطار والسحور فدية عن زوجها مريض السرطان الذي لا يقوى على الصيام لمطبخ كنيسة الحي الذي يأوي الفقراء والمساكين من كل الأديان.
وتنقل صحيفة وول ستريت جورنال عن صبيحة أنها تلحظ خلال شهر رمضان التزام أميركا بالتعددية، ورغم أن المسلمين لا يشكلون أكثر من 1% من سكان الولايات المتحدة، وفقا لمركز بيو للأبحاث، فإنها خلال هذا العمر في هذا البلد وجدت دائما المساعدة من غير المسلمين مرات لا تحصى.
ومن ذلك كيفية التعامل مع حصة الرياضة بدون ماء، حيث سمحت مدرسة ميشيغان الثانوية للطلبة بممارستها في المساء بعد أن يكونوا قد أفطروا، كما يحدث مع حفيدتها ابنة 14 عاما. وعندما كان يغيب ابنها بكلية هارفارد ويضطر للسحور عند الساعة الرابعة صباحا كانت الكافيتريا تمده بوجبة طعام معلبة كل يوم.
وخلال أيام العمل، يحرص رئيس صبيحة وزملاؤها على عدم عقد أي لقاءات غداء خلال شهر رمضان. وهذه الأعمال البسيطة من اللطف والمجاملة كانت تعيد تأكيد إيمانها بقيمة الحرية الدينية في أميركا.
وفي كل عام يختار بعض أصدقائها من غير المسلمين أن يصوموا مؤازرة للمسلمين، كما أنهم يفطرون معهم في إفطار جماعي سنوي يضم أتباع أديان مختلفة.
عن جريدة : فاس نيوز ميديا