يشكل مسجد الحسن الثاني بليبروفيل، منذ مطلع شهر رمضان الكريم، ملتقى لا محيد عنه لأفراد الجالية المسلمة بالغابون الذين يرغبون في أداء الصلوات أو متابعة الدروس الدينية.
ويعرف المسجد الذي تعزز طاقمه الديني خلال الشهر الفضيل بقدوم مرشدين مغربيين اثنين من وزارة الاوقاف والشؤون الإسلامية، تدفقا كبيرا للمؤمنين من مختلف الجنسيات الساعين إلى التعمق في التعرف على تعاليم الدين الإسلامي.
ومنذ وصولهما إلى الغابون قبيل شهر رمضان، يقوم الإمامان الناجي الإدريسي ويوسف أيت سعيد، اللذين اختارهما المجلس العلمي الأعلى ضمن مجموعة من 398 إماما مرشدا تم إيفادهم لعدد من دول العالم لضمان تأطير ديني للمسلمين خلال الشهر الفضيل، بالعديد من المهام لتلبية حاجات وانتظارات الجالية المسلمة بليبروفيل المتشبثة بالقيم الحقيقية للإسلام المتسامح.
وفي هذا الصدد، يشرف الادريسي وأيت سعيد على إمامة الناس في الصلاة وتقديم خطبة الجمعة ودروس الوعظ بعد صلاة الظهر على الخصوص.
وأكد الإمامان في تصريحات لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن المواضيع التي تم التطرق لها طيلة الشهر الفضيل سواء بمناسبة صلاة الجمعة أو الدروس الدينية، همت تلاوة القرآن وأعمال الخير والإحسان والبر بالوالدين والصدق والطهارة والصوم والأخوة الإسلامية والإنفاق في سبيل الله.
وأوضحا أن الهدف يتمثل في استعراض مختلف تعاليم الإسلام، ولاسيما تلك المتعلقة بالتقرب من الله وسلوكيات الإنسان، مبرزين أن الدروس تقدم في الغالب حسب أسئلة الحضور.
وأعرب الناجي وأيت سعيد في هذا الإطار عن ارتياحهما لتفاعل الحضور وتعطشه للمعرفة، مشيرين إلى أن هذا المسجد يشكل معلمة معمارية مغربية تمكن الجالية المغربية المقيمة بالغابون من أداء الصلاة في ظروف تماثل تلك السائدة في المغرب.
وأضافا أن “مسجد الحسن الثاني بليبروفيل الواقع في وسط العاصمة الغابونية، يشكل أرضية مناسبة للقاء بين مختلف الجاليات المسلمة بالغابون”.
وأكدا أن هذه المعلمة التاريخية والروحية تشكل تجسيدا فعليا لقيم التعايش والاعتدال والتسامح والانفتاح التي يدعو لها الإسلام، كما يشهد على ذلك تنوع المسلمين الذين يفدون على هذا المسجد، مشيرين إلى أن الإسلام يحرم كل أشكال العنصرية والتطرف القائمة على أساس العرق أو الدين.
ومنذ افتتاح هذه المعلمة التاريخية والدينية يوم الجمعة 11 فبراير 1983، يستمر مسجد الحسن الثاني في ليبروفيل في تكريس قيم التسامح والإنسانية التي يدعو إليها الدين الإسلامي، كما يسهم في إشعاع الإسلام في الغابون على الخصوص، وفي إفريقيا بشكل عام.
يشار إلى أن بعثة علمية تتألف من 398 واعظا ومشفعا مغربيا توجهت إلى ديار المهجر لتأطير أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج خلال شهر رمضان الأبرك، والاضطلاع بمهام الوعظ والإرشاد وإمامة صلاة التراويح،