على بعد أيام من الجولة الثانية لرئاسيات كولومبيا المرتقب تنظيمها يوم الأحد المقبل، تسارعت وتيرة الحملة الانتخابية، وضاعف المرشحان المتنافسان في هذه الاستحقاقات، في الآونة الأخيرة، تنقلاتهما وتجمعاتهما لاستقطاب أصوات الناخبين المترددين في بلد تناهز فيه نسبة الامتناع عن التصويت 60 في المائة.
وهكذا، جاب إيفان دوكي، المرشح اليميني عن حزب الوسط الديمقراطي، نهاية الأسبوع الماضي الذي انتهت فيه التجمعات بالفضاءات العمومية، العديد من بلديات بوغوتا وجهات كونديناماركا وكينديو وكالداس وريسارالدا (وسط)، فيما حط منافسه اليساري غوستافو بترو، الرحال بجهات كالي (جنوب غرب) وكارتاخينا (المطلة على الهادي) وبارانكيا (شمال).
وخلال تجمع انتخابي في “إل روسال”، المنطقة الفلاحية الواقعة بكونديناماركا، وعد المرشح اليميني، الذي يحظى بدعم الرئيس الأسبق ألفارو أوريبي (2002-2010) مؤسس حزب الوسط الديمقراطي، وسط تصفيقات الحضور، بتحسين أوضاع حياة الفلاحين وتمكينهم من الولوج إلى السكن اللائق في حال فوزه بالانتخابات.
ونجح دوكي، الذي تصدر نتائج الجولة الأولى من رئاسيات كولومبيا ب 11ر39 من أصوات الناخبين، في كسب دعم جمعية فلاحي كولومبيا ومجلس الهيئات المهنية الذي يضم 22 قطاعا حيويا بالبلد الجنوب أمريكي.
وينضاف هذا الدعم لنظيره الذي حصل عليه بعد الجولة الأولى من الرئاسيات التي نظمت في 27 ماي الماضي على الخصوص إلى دعم الحزب الليبرالي والحزب المحافظ الذي ترشحت إحدى قيادياته، الوزيرة السابقة مارتا لوسيا-راميريز، لمنصب نائبة الرئيس باسم حزب الوسط الديمقراطي.
وفي تجمعاته الانتخابية، وعد دوكي (41 عاما) على الخصوص باستعادة العمل بعقوبة السجن المؤبد ضد مغتصبي وقتلة الأطفال، والإبقاء على السن القانوني للحصول على التقاعد وهو من بين المواضيع التي طغت على مختلف مجريات الحملة الانتخابية.
وفي المقابل، تمحورت تجمعات مرشح حركة كولومبيا الانسانية حول إصلاح القضاء من خلال مراجعة المنظومة السجنية بهدف إعادة تأهيل السجناء وتخفيض عدد المعتقلين.
ويعتبر بترو ، عمدة بوغوتا السابق (2012-2015) الذي تأهل للجولة الثانية من الانتخابات بفضل حصوله على 1ر25 في المائة من أصوات الناخبين، أن المؤسسات السجنية بمثابة مشكل خطير بالنسبة للدولة والمجتمع وهو ما يفرض الحاجة الى تحويل السجون إلى مراكز لإعادة التأهيل.
وقال بترو، في تجمع بجامعة كالي، أنه سيقدم غدا الثلاثاء أعضاء فريقه الحكومي الذي سيعمل الى جانبه في حالة فوزه بالانتخابات.
كما أشاد بالدعم الذي حظي به من قبل العديد من شخصيات الأكاديمية الكولومبية للآداب والفلسفة.
وقال إنه نجح في إرساء تحالف موسع يضم العديد من القوى السياسية التي يجمعها هدف مشترك يتمثل في رغبتها في إرساء السلام، وتوخي النزاهة والشفافية في ممارسة العمل السياسي.
ويحظى بترو، المعروف بدفاعه عن اتفاق السلام مع حركة “فارك” والمفاوضات مع حركة “جيش التحرير الوطني”، آخر حركة متمردة تنشط بكولومبيا، بدعم حزب التحالف الديمقراطي البديل” (يسار) والعديد من أوساط حزب “التحالف الاخضر”.
ويوم الجمعة الماضي، شكلت كلوديا لوبيز، المرشحة السابقة لمنصب نائبة الرئيس عن تحالف كولومبيا (وسط اليسار) والسيناتور المنتخب أنتاناس موكوس (التحالف الأخضر)، تحالفا مع مرشح كولومبيا الانسانية في أفق الجولة الثانية من رئاسيات البلد الجنوب أمريكي.
وانتقد بترو بشكل ضمني قرار المرشحين الرئاسيين سيرخيو فاخاردو وأومبيرتو دي لا كايي، اللذين جاءا في المرتبتين الثالثة والخامسة على التوالي في الجولة الأولى من انتخابات 27 ماي الماضي، بالإدلاء بأصواتهما فارغة في الجولة الثانية من هذه الاستحقاقات.
وأعلن فاخاردو مؤخرا أنه سيدلي بصوته فارغا في الجولة الثانية وترك لأنصاره حرية التصويت للمرشح الذين يرونه مناسبا في استحقاقات الأحد المقبل.
ويرى بترو أن إدلاء الناخبين بأصواتهم فارغة في الجولة الثانية يصب في مصلحة منافسه اليميني إيفان دوكي.
وحاول الطرفان انشاء تحالف سياسي يساري بمرشح وحيد قبل الانتخابات الرئاسية، لكن مفاوضاتهما بهذا الخصوص باءت بالفشل.
ويواجه مرشح اليمين دوكي منافسه اليساري غوستافو بترو، في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية بكولومبيا، بحسب النتائج الرسمية للجولة الأولى من هذه الاستحقاقات الرئاسية التي طبعتها قطبية ثنائية بين اليمين واليسار.
ويتعلق الأمر بأول مرة في تاريخ البلاد يتأهل فيها مرشح يساري للجولة الثانية من رئاسيات كولومبيا التي يحكمها اليمين تاريخيا.
وفي حال فوزه بالانتخابات، سيكون المحامي والاقتصادي دوكي، الذي يتجاوز منافسه في مختلف استطلاعات الرأي، ثاني أصغر رئيس من حيث السن في تاريخ كولومبيا بعد الليبرالي أوستريخيو سالغار (1870-1872) الذي بلغ سدة الحكم حينما كان يبلغ من العمر 39 عاما.
وشرع المغتربون الكولومبيون في الإدلاء بأصواتهم بدول الاستقبال منذ يوم أمس الأحد بحسب وزارة الشؤون الخارجية.
ومن المقرر أن يغادر الرئيس الحالي خوان مانويل سانتوس سدة الحكم يوم 07 غشت المقبل عقب ولايتين رئاسيتين متتاليتين من أربع سنوات لكل واحدة منهما.