لختم أشغال المنتدى الثاني الاقتصادي لجهة فاس مكناس نكهة تميز، نكهة تميز بمكناس سواء وصفناها بالإيجابية أو بالسلبية، نعم بين التدافع الخفي بين رأس الجهة بفاس، والقطب الثاني مكناس تتضح سمات الختم بعلامات استدراك و عشاء دسم.
جر جلسة الاختتام إلى مكناس لم يكن بالأمر اللين والسهل، بل كانت ثمرة جهد خفي شاركت فيه أطراف متعددة ودافعت بقوة عن حق مكناس كقطب ند في احتضان أشغال بقيمة المنتدى والمدينة التاريخية. جلسة يمكن أن نلقي من خلالها عدة ملاحظات متنوعة بالوجاهة، والمتمثلة أساسا في ذكر الانخراط الايجابي والداعم من قبل السلطة المحلية بمكناس، حيث كان لحضور عامل مكناس السيد عبد الغني الصبار ومداخلته الغنية ببيان فرص الاستثمار بمكناس وأوجه التنفيذ الأثر البين في عملية زكاة إنجاح ختم مكناس للمنتدى الثاني الاقتصادي لجهة فاس مكناس. فيما كانت كلمات رئيس جماعة مكناس السيد عبد الله بوانو جد حاسمة في دعم ولوج مدينة مكناس إلى عوالم الاستثمار والتنمية المبتكرة.
هو الموجه الايجابي في أدوار وانخراط السلطة المحلية والمجلس الجماعي بمكناس مع رؤية التطوير والبحث ولو بالتفكير العلني عن أوجه الاستثمار والتنمية المحلية التفاعلية. لكن، الاستدراك ب(لكن) كان واضحا من كراسي القاعة الأمامية الاسمية الفارغة، من كراسي ممثلي مكناس في البرلمان، من غياب الوجوه الاقتصادية بالمدينة، في غياب المؤسسات المالية والمقاولاتية بمكناس.
هي مكناس التي تفتح ذراعيها بكلام منصات الخطابة و الأمل في التنمية المحلية والاستثمار، هي مكناس التي تغلق ذراعيها حين يغيب الفاعل السياسي، ويغيب الفاعل الاقتصادي والمقاولاتي ، حين تغيب المؤسسات المالية، حين تغيب الرؤية التشاركية عند التفكير في خلق فرص مواتية لجذب الاستثمار والتسويق لأرضية مكناس المواتية لكل فرص الإنعاش الاقتصادي.
ومن بين الملاحظات التي ممكن أن نستحيي من ذكرها، هي تلك الصراعات المسكوت عنها بين بعض مكونات المدينة والدالة في الكرسي الفارغ، هو التجاذب بين المصالح والنفعية التي تقتل كل عمليات الإنعاش الاقتصادي بمكناس وسد الباب في وجه المقاولة الآتية ولو بالتفكير والتوقع، هي التخوفات من المنافسة العادلة من المقاولة الآتية من بعيد واحتلال مواقع ثروة العائلات التقليدية بمكناس.
حين تستمع إلى رؤى ووجهة نظر المنتدى الثاني الاقتصادي فاس- مكناس، تحس بأن هنالك قناة سليمة للتفكير في تطوير النموذج الاقتصادي والمقاولاتي بمكناس والجهة ، تحس بأنه (المنتدى) ليس هو المستثمر بل هو الآلية التي ممكن من خلالها أن تلج أرجل المستثمرين إلى مدينة مكناس والجهة. هي إذا القيمة المضافة للدورة الثانية للمنتدى الاقتصادي فاس- مكناس، لكن نكرر القول في التجاذب السائل وإن خفي بين مدبري شأن الجهة بفاس و سياسة عدم الرضا حتى في تغيير منصة الافتتاح من فاس إلى منصة الختم بمكناس، هي مواقف أربك خلاصات المنتدى في دورته الثانية. فلما لا نعتمد على مفهوم التناوب المكاني في أنشطة المنتدى، ولنا في مقولة “أمولا نوبة” بيان الفصل و منتهى الكلام.
للختم وجهة نظر للتطوير والدفع بالمنتدى الاقتصادي فاس- مكناس إلى صيغة البعد المؤسساتي، من خلال خلق مساحة تفصل المنتدى عن غرفة التجارة والصناعة والخدمات لجهة فاس مكناس، من خلال الابتعاد عن شخصنة المنتدى لصالح جهة فاس مكناس ككل.
هو المنتدى في دورته الثانية والذي تم فطامه بجلسة الختم بمكناس و الحبو لا زال يتبعه عموما، هو المنتدى الاقتصادي فاس- مكناس الذي ممكن أن نلتمس له في الأفق القريب أن يقام تحت الرعاية السامية لجلالة الملك، رعاية سامية تبعث في المنتدى الاقتصادي فاس مكناس تعبئة جماعية وحيوية وانخراط كل الفاعلين بدون استثناءات ولا حسابات، ولن تبقى في حينها الكراسي الأمامية المعلومة فارغة.
متابعة محسن الأكرمين.
عن موقع : فاس نيوز ميديا