تعيش مدينة الصويرة ومنذ مدة على وقع العديد من الأشغال تهم عمليات تنظيف الشواطئ وتهيئة مختلف فضاءات الاصطياف بهدف التحضير لموسم صيف متميز يتيح لزوار المدينة وساكنتها الاستمتاع بأجواء الصيف الجميلة والهادئة والممتعة بهذه المدينة الساحلية العريقة.
فبمختلف جنبات المدينة وكما هو الحال بالمدينة العتيقة وأزقتها تم الشروع ومنذ أشهر في عمليات التنظيف وإصلاح وتقوية الإنارة العمومية من أجل توفير إطار ملائم للزائرين يسمح لهم بالاستمتاع بجمالية وسحر مدينة الرياح.
كما بذل مجهود كبير من أجل تحسين المشهد العام للمدينة من خلال فتح حدائق وتهيئة مدار خاص بالراجلين انطلاقا من باب السبع وصولا إلى باب المرسى وعلى امتداد طول السور القديم للمدينة لتمكين المصطافين من فضاء للاسترخاء وخاصة الذين يرغبون في استنشاق الهواء النقي الذي يعم المدينة طوال اليوم وخلال الليل.
ويمكن لمس هذه التعبئة الكبيرة لتأمين موسم اصطياف ناجح ، على طول كورنيش وشاطئ المدينة حيث انطلقت عملية “شواطئ نظيفة ” منذ 15 يونيو المنصرم وتتواصل إلى غاية 15 شتنبر المقبل بفضل التنسيق الناجح والمحكم بين مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة والوكالة الوطنية للموانئ والمجلس الجماعي وعمالة إقليم الصويرة.
وليس من قبيل الصدفة أن يتوج شاطئ الصويرة ب”اللواء الأزرق 2018 ” للسنة ال14 على التوالي إلى جانب 20 شاطئا آخر عبر المملكة. ويعد هذا اعتراف دولي بفضل الجهود الكبيرة والدائمة في مجال نظافة الشاطئ وكذا الاستثمار في مجال التربية والتحسيس بأهمية حماية البيئة.
يذكر أن “اللواء الأزرق ” والمتواجد ب3687 شاطئا ب 49 بلدا بأوربا وإفريقيا وأمريكا، يعد علامة سياحية وبيئية دولية ، تم اعتمادها بالمغرب سنة 2002 من قبل مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة . وتعتبر تتويجا للجهود المبذولة في مجال جودة مياه الشواطئ والإعلام والتحسيس والتربية البيئية ونظافة وسلامة وتهيئة وتدبير الشواطئ.
وأبرز مدير ميناء الصويرة السيد أشباد مسعود، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أنه في إطار عملية “شواطئ نظيفة 2018 ” انخرطت الوكالة الوطنية للموانئ في إطار مخطط عملها للانفتاح على محيطها الخارجي في مسار تأكيد ومن جديد، حس المواطنة لديها ، مذكرا باتفاقية الشراكة المبرمة في هذا الصدد بين الوكالة الوطنية للموانئ ومؤسسة محمد السادس لحماية البيئة وجماعة الصويرة وعمالة إقليم الصويرة والمديرية العامة للجماعات المحلية.
وأضاف أن أنشطة الوكالة الوطنية للموانئ انصبت منذ 2004 حول تهيئة وصيانة البنيات ومختلف التجهيزات الموضوعة رهن إشارة المصطافين على مستوى شاطئ الصويرة ، مشيرا إلى أنه خلال هذه السنة تم الشروع في انجاز أخرى جديدة ضمنها فضاء مخصص لأنشطة الترفيه لفائدة الأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة.
كما تشمل هذه التجهيزات ، أيضا ، أماكن للاستحمام وخزانة ” خضراء ” مزودة بكتب ويرتقب أن تحتضن سلسلة من الورشات حول التربية والتحسيس لفائدة المصطافين حول حماية البيئة ، فضلا عن إقامة نظام للتشوير بالشاطئ من خلال وضع علامات ولافتات مخصصة للتحذير من الغرق وإطلاع المصطافين على الحالة اليومية للبحر، إلى جانب علامات أخرى لمنع السباحة في أماكن معينة.
وأبرز في هذا السياق ، أهمية الحفاظ على نظافة الشواطئ حيث تمت تعبئة فرق بعين المكان لهذا الغرض وتمكينهم من جميع التجهيزات والآليات الضرورية.
وفضلا عن ذلك، يستفيد شاطئ الصويرة وبشكل مستمر من عمليات التنظيف وتنقية الرمال، كما أنه ومن أجل موسم اصطياف بدون مخاطر تم أيضا وضع مركز طبي مزود بالأدوية سيتكلف بتقديم العلاجات الأولية بالنسبة للحالات المستعجلة.
كما أبرز مدير ميناء الصويرة انخراط مصالح الوقاية المدنية والسلطات المحلية ومختلف المصالح الأمنية لضمان سلامة المصطافين وراحتهم على مدى موسم الصيف ، مؤكدا على الدور الهام الذي تضطلع به مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة في مجال التنسيق والمواكبة.
يشار إلى أن المصالح الإقليمية للوقاية المدنية شرعت في مراقبة الشواطئ هذه السنة ابتداء من فاتح ماي الماضي وستستمر في ذلك إلى غاية 30 شتنبر المقبل بهدف تأمين مساعدة أفضل للمصطافين وتغطية ناجعة للشواطئ التابعة للقيادة الإقليمية.
وتظهر هذه التعبئة الكبيرة جليا على شواطئ الجهة من قبيل شاطئ الصويرة وشاطئ “أسفي” (شمال المدينة) وشاطئ مولاي بوزرقطون وشواطئ “سيدي كاوكي” و”تافدنا” و”بحيبح” وهو ما يعكسه الرفع من عدد معلمي السباحة والذي انتقل هذه السنة إلى 77 عنصرا تم انتقاؤهم بعد اخضاعهم لسلسلة من اختبارات الكفاءة في مجال السباحة والإنقاذ وتكوين في مجال الاسعاف .
وارتباطا بالجانب المتعلق بالتحسيس والوقاية ، يرتقب أيضا توزيع مطويات من قبل فرق مختلطة ، إلى جانب تثبيت إعلانات على مستوى الشواطئ تتضمن شرحا مفصلا للقواعد الأساسية التي يتعين اتباعها من قبل مرتادي الشاطئ من أجل قضاء عطلة صيفية آمنة ، إلى جانب معلومات يتم الحصول عليها مباشرة من قبل مركز الاعلام والتربية البيئية الذي تم وضعه لهذا الغرض.
وفي ما يخص الترفيه ، فقد تم ايلاء الأهمية لتهيئة فضاءات مخصصة للترفيه ولعب الأطفال مع برمجة يومية لسلسلة من التظاهرات الثقافية والرياضية والفنية وأخرى مرتبطة بالتحسيس على حماية البيئة.
وتبقى مدينة الصويرة إحدى الوجهات السياحية الساحلية الأكثر استقطابا للسائحين من المغاربة والأجانب لما توفره من عرض سياحي غني ومتنوع ، وما تتمتع به من موقع جغرافي وجمالية ، إلى جانب ما تتحلى به ساكنة المدينة من روح الانفتاح وحفاوة الاستقبال.
عن جريدة: فاس نيوز ميديا