اطلالة عن قرب..تأخدنا لإلقاء نظرة على الثروة المائية بإقليم تاونات

أكدت مؤخرا مجموعة من الإحصاءات أن نسبة امتلاء السدود الكبرى والمتوسطة والصغرى بإقليم تاونات ، ما مجموعه أربعة ملايير و 764 مليون متر مكعب ، وهي نسبة ملأ تتراح ما بين مائة بالمائة بكل من سدي بكل من سدي بوهودة ضواحي مركز بوهودة والساهلة ضواحي مدينة تاونات. وارتفعت نسبة ملء سد ادريس الاول بتراب الحياينة الذي يعتبر رابع اكبر سد بالمغرب بعد كل من سد الوحدة والمسيرة وبين الويدان الى 96 % خلال اليوم نفسه ومن المرجح ان يصل منسوبه الى نسبة ملء 100 % متم شهر ابريل اذا ما لم يتم افراغ جزئي لحمولته.
أما منسوب سد الوحدة الأكبر سعة على المستوى الوطني والمغرب العربي والثاني افريقيا بعد السد العالي بمصر على وادي النيل، فقد وصل منسوبه الأقصى خلال السنة الهيدرولوجية الجارية الى نسبة ملء ناهزت 96.3 % يوم 17 ابريل 2018 ، وبالنسبة لسد اسفالو المتواجد شمال شرق الاقليم بقبيلة مرنيسة وهو ثالث اكبر سدود الاقليم بعد الوحدة وادريس الاول فان منسوبه المائي تخطى الى غاية 22 ابريل 2018 نسبة 62.7 %.
وبهذا فان معدل الملء الاجمالي لسدود اقليم تاونات باستثناء اسفالو قد وصلت الى 98 بالمائة، فيما معدل ملء السدود على المستوى الوطني الى غاية نفس اليوم 22 ابريل الماضي وصلت فقط الى 68.8 بالمائة، وهو ما يفسر ان سدود شمال المملكة اجمالا واقليم تاونات على وجه الخصوص قد عرفت ارتفاعا كبيرا وملحوظا بعد التساقطات الربيعية الاخيرة، فيما لازالت سدود وسط وجنوب المملكة دون معدل 30 بالمائة، الامر الذي يفسر العجز المائي بالنصف الجنوبي للمغرب والفائض الكبير بنصفه الشمالي.
هذا وتجاوزن المخزون المائي لسد الوحدة يوم 17 ابريل 2018 نسبة الملء التي كانت مسجلة خلال اليوم نفسه من سنة 2017 بارتفاع فاقت نسبته + 37 % ، وبسد ادريس الاول فان هذا الفارق وصل الى + 36.5 % وبسد الساهلة + 34.4 ، وهو فارق ايجابي مقارنة بالسنة المنصرمة.
هذا واذا ما تم المقارنة بين الثروة المائية التي تزخر بها سدود اقليم تاونات، ومثيلتها المعبئة بسدود الجمهورية الجزائرية، فانه استنادا الى التقرير الرسمي الصادر عن وزير الموارد المائية الجزائري يوم 19 ابريل 2018 والذي تم عرضه امام انظار البرلمان الجزائري، فقد اشار الى ان مخزونات سدود الجزائر باكملها يقدر ب 4.5 مليار م3 من المياه الى حدود ذلك التاريخ، وهو ما يعني ان مخزون المياه المعبئة بسدود الجزائر اجمالا اقل من تلك المعبئة في سدود اقليم تاونات وحدها والتي فاقت كميتها 4.7 مليار م3 ، فيما قدرت على صعيد سدود المملكة اجمالا خلال اليوم نفسه بأزيد من 10.4 مليار م3 .
ومن هذا المنطلق فان تدبير الوفرة والقلة من المياه المعبئة بالمغرب يفرض أولا الافتخار بسياسة السدود التي نهجها المغرب على عهد الراحل الحسن الثاني ومن جهة ثانية تعزيز هذا المكسب الاستراتيجي لتنمية ارياف المملكة عبر رفع نسب التزود بالماء الشروب وتعميمها وتوسيع الاراضي المسقية في اطار تكامل ترابي بين وفرة المياه بالشمال وتدبير القلة بالجنوب، بصيغة رابح رابح.

 

 

 

 

 

 

عن موقع : فاس نيوز ميديا