حديث مكناس من كواليس صيف الكوديم

تدبير وتسيير النادي المكناسي شبيه بزواج المتعة مدته سنة موقوفة التجديد، زواج  لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا ووثقها في سجلات الكشوفات، وخير الكشوفات التي تبقى شاهدة على نتائج الفريق المكناسي المهلهلة مؤخر صداق الصرف و التدبير بعلامة ناقص. هنا يتحدد موقع اللسعة الأولى من نفس الجحر والسقطة لصنف الهواية،  فحين أصبحت رئاسة النادي المكناسي مثل المأذونية بمؤخر صداق موثق مهما كان حجمه، سقط الفريق كل سنة  في البحث عن التوافقات التي تمرر بالتراضي أو تحت طاولة الكولسة.

حين تقترب دنوا من كواليس النادي المكناسي تحس أن الكل (فاهم وعايق بمشكلات النادي)، تحس بأن (الفهامة) تزيد حجما واتساعا من البحث عن الوسائل البديلة لردم هوة وفجوة هواية النادي المكناسي التي طالت، تحس بأن هناك كبة خيوط (مخبلة) تحاول أن تدير مشكلات النادي المكناسي بكل فروعه من بعيد.

الكل بمكناس يتحدث عن مكتب المرحلة و اسم المنقذ المنتظر، وكأن النادي المكناسي سقط اليوم من الطائرة بدون مظلة تاريخية، الكل يتحدث عن المنقذ الآتي من جزيرة الوقواق غير البعيدة، يتحدث عن مول الشكارة الذي يبعثر ماله (السايب) لأجل حور عيون النادي المكناسي، فبئس السعي والحديث، وبئس المسوق للحلول الترقيعية، وبئس الطالب و المطلوب.

ليس العيب في التذكير بأننا لا نقوم بالنقد من أجل النقد، وإنما نعتبر أن النقد فضيلة وظاهرة علاجية، كلما اقترن القول بالفعل الشريف لتصويب وضعيات النادي المكناسي، وبالإصلاح الاستعجالي الحكيم و العودة إلى قسم الصفوة. فبوابات الإنقاذ معلومة بالتواتر عند السلطة المحلية وعند كل المتدخلين في الشأن الرياضي، بوابات الإنقاذ في تحديث تدبير وتسيير النادي المكناسي ممكنة بمساهمة كل الأفكار و الأيادي النظيفة وحلحلة الوضعية القائمة، في تفعيل حكامة القانون كموجه يحتكم إليه بالتدبير والمساءلة والمحاسبة، في دمقرطة الممارسات التسييرية داخل النادي بدل استبدادية الرئيس والقرارات غير السليمة حتى في الكلام المباح للصحافة البعيدة، في ضم الأيدي بالتشبيك بمكناس لأجل إخراج النادي المكناسي من نكبته المميتة، في الحد من تداعيات آراء كل (الفهامة الزايدة)، في رفع الأيدي لسماء الخير والدعوة بختم الدعاء   (آمين).

هي ملامح أغنية راحلة التي تظهر سكوت العاصفة الآتية (يحادثني الصمت…) والتي يتغنى بها كل من اقترب موعد تشكيل تسيير النادي المكناسي فرع كرة القدم. أغنية راحلة تتردد كل سنة عند اقتراب موعد الجمع العام للنادي وقلب (طرحة) التدبير. لكن أولويات الرياضة المكناسية معروفة وأشد ثقلا، وتخمة التشخيص و التصورات متوفرة حتى البدانة المرضيٌة. اليوم يتم البحث عن الحلول والبدائل التي يجب أن يتم تفعيلها بالمأسسة التعاقدية، حلول تنطلق من صفيرة دعم سياسي للرياضة المكناسية بلا شروط  مسبقة ولا تدخل في المعادلة القانونية والديمقراطية لتدبير الفريق، في توكيل مفوض لذوي خبرة من حكماء المدينة لتجاوز كل التعثرات عبر الدعم والمساندة الفاعلة و الواقفة، في تدبير سلم الحكامة و إدارة التغيير نحو إنشاء المقاولات الرياضية المكناسية.

 

متابعة محسن الأكرمين.

عن موقع : فاس نيوز ميديا