بعد أن تم تغيير مكان افتتاح مهرجان وليلي الدولي لموسيقى العالم التقليدية من موقع وليلي الأثري إلى قاعة المنوني بمكناس، اتضح مسلك محاولات القفز عن فكرة ومكان التأسيس لبناء تبريرات ومسوغات الحذف من أجندة مهرجانات وزارة الثقافة والاتصال.
بؤس الافتتاح يدفع بالمتتبع بوصفه بافتتاح قاعة الأشباح، وذلك حين بدت القاعة خاوية على عروشها من مريدي المهرجان الأوائل، خاوية من الوجوه المليحة الآتية من المركز والجهة لدعم يوم افتتاح المهرجان، لأن الافتتاح هو بداية التوهج. فحين تلحظ غياب وجوه معلومة من كراسي القاعة كانت فيما مضى من داعمي وقيمي إنجاح المهرجان فإن الأمر غير صحي بالتمام و يحمل تعدد التأويلات. حين يحدث الارتباك في تقديم أجزاء الحفل ويأبى مكبر الصوت ألا يتفاعل مع الفرق الموسيقية المشاركة فاعلم بأنها البهدلة التقنية التي بدأت تلحق تباعا كل الأنشطة الثقافية والفنية المقامة بمكناس. حين يسدل ستار الافتتاح والفرقة الشيلية (Hermanos Tuna ) لا زالت تواصل العزف ومن بقي بالقاعة من الحضور انفض خروجا، فاعم أن مكناس سقطت لصنف الهواية وتخلت عن أخلاقيات التنظيم.
ماذا يحدث لمهرجان وليلي الدولي لموسيقى العالم التقليدية؟، هي نبوءة تدني الثقافة والفن التي تأتي تباعا بالغبن على أثر عوائد مدينة مكناس وتوسع من أزمة المدينة حضاريا. هي غياب السند السياسي الداخلي بمكناس والترافع عن المدينة والوقوف علانية لتسويق علامات مكناس الثقافية والفنية والسياحية. هي كوكبة و تعدد أطر وزارة الثقافة و الاتصال بمن فيهم الجهوي والإقليمي القابضين بالتحكم على مجريات المهرجان وسد باب الإبداع والتجديد فيه. هي الأطر التي لم تستطع ممارسة محاولات تحسين أجزاء المهرجان بالتطوير و التنويع واكتفت بالنسخ و (كبي كولي). هي وزارة الثقافة والاتصال التي تركب على مفهوم (قدي بلي كاين) في مكناس البئيسة. هي الأطر الجهوية والإقليمية للوزارة والتي رغم خبرتها فلم تستطع تسويق منتوج مهرجان وليلي ولو بملء القاعة بالحضور. هو المجلس الجماعي بمكناس كشريك أساسي في المهرجان والذي لم يستطع فرض مجموعة من شروط الجودة والارتقاء بمكونات مهرجان وليلي.
من المفرح أن تجد جمعيات (على قد الحال) ينتجون مهرجانا بالمواصفات الدولية ويسعون جهرا وجهدا لأجل إنجاح إشعاعه و التسويق له على الصعيد الوطني والدولي. من المؤسف أن مهرجان وليلي يحضر داخل طنجرة وزارة الثقافة والاتصال ولم يستطع أن يلم بالقاعة حضورا نوعيا وازنا ولا عرضا مقنعا بلا أعطاب تقنية متكررة.
من غيرتنا على وليلي كبنية تراثية عالمية، كان لزوما التفكير منذ الدورة الأولى في إنشاء أكاديمية للدراسات الموسيقية والثقافية والفنية على صعيد منطقة وليلي من قبل وزارة الثقافة والاتصال. من غيرتنا على وليلي ومهرجانها الذي بلغ سن الرشد إنشاء قاعة مسرح صغير كعربون وفاء للمهرجان الذي يقام تحت الرعاية السامية لجلالة الملك. هو الطموح الذي كنا سنصفق له للمدير الجهوي بفاس لوزارة الثقافة والاتصال وغيره إن تحرك بمقص تدشين معالم فنية بمدينة وليلي بدل قص اسم وليلي من يوميات المهرجان.
الآن، الدعوة الأكيدة تلحق كل مكونات مدينة مكناس في الحفاظ على مسلك افتتاح مهرجان وليلي بأصالته الأولى والبدء من وليلي ، في تطوير نسخ الأداء عبر تسويق وليلي التراث والتاريخ والفن في المحافل الوطنية و الدولية، في إنشاء مؤسسة وليلي للثقافة والفن. مؤسسة تدرس النهوض بالمهرجان تطويرا، و ببناء دعامات جديدة له بالإبداع، والخروج من جبة الولادة.
متابعة للشأن المكناسي محسن الأكرمين.
عن موقع : فاس نيوز ميديا