تحتفي مدينة بركان، على مدى ثلاثة أيام، بالتراث الفني لجهة الشرق من خلال مهرجان الفنون الشعبية الشرقية الخامس الذي انطلقت فعالياته مساء أمس الاثنين، وسط متابعة لافتة لعشاق هذه الألوان التراثية.
وتقام هذه التظاهرة الفنية من طرف وزارة الثقافة والاتصال، تحت شعار “التراث الشعبي هوية وإبداع”، في إطار فعاليات “وجدة عاصمة الثقافة العربية للعام 2018” التي تنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وتحتفظ الجهة الشرقية بعدة ألوان من التراث الفني تقدمها فرق محلية توظف آلات موسيقية تراثية، من قبيل الكلال والزامر والغايطة.
وانطلقت فعاليات الحفل الافتتاحي على إيقاع استعراضات فلكلورية أثثت فضاء ساحة محمد السادس ببركان، ومزجت بين أشكال فنية تقليدية تراوحت بين رقصات انهاري والعرفة والعلاوي والمنكوشي والركادة.
وعلى الإيقاع ذاته، تراقصت مياه النافورة الملونة بفضاء الساحة، وتدفقت في انسيابية بديعة ترافق الأصوات المنبعثة من منصة المهرجان، وسط أجواء احتفالية بهيجة، أضفت عليها أغاني الركادة المصنوعة في قالب موسيقي حديث، مزيدا من الألق الفني.
وأكد وزير الثقافة والاتصال محمد الأعرج، في كلمة بالمناسبة، أن الثقافة “قاطرة لمختلف أوجه التنمية الاقتصادية والاجتماعية”، معتبرا أن “الاستثمار في الثقافة هو في الحقيقة استثمار في الإنسان”.
وأبدى، في كلمة تلاها بالنيابة مدير الفنون محمد بنيعقوب، استعداد الوزارة “لتكون شريكا في كل المبادرات الثقافية التي تروم الاحتفاء بالموروث الثقافي وصيانة مدخرات ثقافتنا الوطنية”.
ولم يفت الوزير أن ينوه بهذه التظاهرة الثقافية، وبالدعم المتواصل والهادف لمختلف المتدخلين، معربا عن الأمل في تعزيز هذا “التعاون المثمر” خدمة لهذا الفن المغربي الأصيل وللثقافة عموما.
كما أشاد بالباحثين والفنانين وشيوخ هذا الفن الذين “كرسوا حياتهم للمحافظة عليه ونقله بأمانة للأجيال الصاعدة”.
وفي بداية هذه الاحتفالية، كرمت هذه التظاهرة الثقافية الفنان الشعبي حسن الحسيني، أحد رواد أغنية الركادة منذ ثمانينات القرن الماضي، والشاب الزينبي، الذي أبدع في أداء أغنية الراي على مدى عقود ماضية.
ويقول المنظمون إن هذا المهرجان يهدف إلى تحقيق الاشعاع الثقافي والفني لمدينة بركان والجهة الشرقية والتعريف بغناها التراثي، والمساهمة في حفظ الذاكرة الشعبية والتراث الشفهي باعتباره دعامة أساسية للثقافة المغربية الأصيلة.
وتقترح الدورة الخامسة لمهرجان الفنون الشعبية الشرقية برنامجا ثقافيا وفنيا متنوعا من خلال حفلات فنية تراثية، بمشاركة مجموعة من الفرق المحلية والجهوية.
وبالموازاة مع الحفلات الفنية، ستنظم ندوة فكرية في موضوع “مظاهر التراث اللامادي لمنطقة بني يزناسن” يشارك فيها أساتذة باحثون ومتخصصون في مجال الفنون الشعبية.
عن جريدة: فاس نيوز ميديا