يأتي مهرجان قمم الجبال بتاونات في إطار إبراز الرصيد الفني المشرف لبلادنا، وكذا صيانة وحماية التراث المادي واللامادي المغربي وجعله في خدمة ومتناول الأجيال الشابة الحالية. فهذا المهرجان الذي أصبح ملتقى ثقافيا مهما بالإقليم، ليس فقط لما يحققه من فرجة ثقافية لساكنة المنطقة، بل لأنه أصبح مع مرور الدورات يحقق الغايات التي حددت له، وأساسها تسليط الضوء على المواقع الأثرية والثقافية والمنتجعات السياحية التي يزخر بها إقليم تاونات والتي يمكن إدراجها ضمن المنظومة السياحية الوطنية.
فيوما بعد يوم، يتأكد بأن مهرجان قمم الجبال، الذي ينظم بدعم من وزارة الثقافة والإتصال وبشراكة مع مجلس جهة فاس مكناس، عمالة ومجلس إقليم تاونات و وكالة تنمية أقاليم الشمال وبتعاون مع مجلسي جماعتي تافرانت وتاونات، أصبح رقما مهما ضمن خريطة المهرجانات الجهوية والوطنية المنظمة عبر تراب جهة فاس مكناس. وتجدر الإشارة إلى أن ربط مهرجان قمم الجبال بالسياحة الجبلية/الثقافية يعطى نكهة خاصة له. فإدارة المهرجان تسعى إلى أن يتجاوز طابعه الفرجوي على أهميته، ليلعب دوره الأساسي كرافعة للتنمية الإجتماعية إلى جانب أهدافه الفنية والإنسانية الأساسية.
الدورة الرابعة عشرة لمهرجان قمم الجبال 2018 هي ثمرة لأربعة عشرة سنة من الجد والإجتهاد للرقي بمستوى الأنشطة الثقافية والفنية التي تنظمها جمعية المهرجان “جمعية سفير للثقافة والتنمية” لكي تحظى بمكانة مرموقة بين مصاف الجمعيات الجهوية والوطنية الجادة. فإضافة إلى كونه مهرجان يهتم بالطاقات الثقافية والفنية الشابة، فإنه سيظل وفيا لعادته السنوية في تكريم رموز الأغنية المغربية المخلدة للزمن الجميل انطلاقا من رصيدها الغني وعطاءاتها المتنوعة في مجال الموسيقى والأغنية الراقية مع تسليط الضوء على واقع الأغنية المغربية العصرية والمآل الذي آلت إليه مع دخول تلاوين موسيقية جديدة مختلفة، باحثة في صلب الموضوع عن الأسباب التي حولتها إلى مجرد ذكريات فوق رفوف الخزانات الفنية.
وفي إطار الحفاظ على الأنشطة الفنية المرتبطة بتهذيب الذوق وتشجيع المواهب والطاقات الفنية الشابة وتوجيهها نحو الإهتمام بالأغنية المغربية الأصيلة التي تشكل رافدا هاما من روافد الذاكرة الفنية المغربية، فقد دأب مهرجان “قمم الجبال” على تنظيم كاستينغ جهوي مختص في انتقاء الأصوات الغنائية الشابة المتميزة التابعة لأقاليم جهة فاس مكناس للمشاركة في سهرات المهرجان التي ستصادف احتفالات الشعب المغربي قاطبة بالذكرى 65 لثورة الملك والشعب والذكرى 55 لعيد الشباب المجيد.
نغمات على ضفاف الوحدة
يعتبر مهرجان قمم الجبال، في صيغته الجديدة، محركا يبعث دينامية جديدة في إبراز والتعريف بالمؤهلات الثقافية والمقومات السياحية والتاريخية لإقليم تاونات. فقد تبنى المهرجان منهجية عمل متجددة من أجل إبراز تميزه عن باقي المهرجانات، وذلك عبر الإبقاء على الأنشطة التي حققت نجاحا ملموسا في الدورات السابقة مع إضافة أفكار جديدة من شأنها أن تحقق للمهرجان قيمة مضافة.
تنظيم الدورة الرابعة عشرة لمهرجان قمم الجبال تحت شعار “نغمات على ضفاف الوحدة” ليس الهدف منه تغيير شعار هذا المهرجان من دورة إلى أخرى، بل إن الأمر يؤكد على استمرارية العمل الذي يهدف إلى التأسيس لمهرجان منتج يساهم في التسويق الترابي المحلي.
ففي أول بادرة من نوعها، ستستضيف “ضفاف سد الوحدة” بجماعة تافرانت ، فعاليات الضيافة الجبلية التي ستنظم على هامش الدورة الرابعة عشرة لمهرجان قمم الجبال، مما سيتيح الفرصة أمام الجميع لإثراء الفكر والحوار حول الدور الذي يمكن أن تلعبه المهرجانات في خلق سياحة ثقافية وبيئية هادفة.
تنظيم الضيافة الجبلية بضفاف سد الوحدة، يعد حدثا نوعيا متميزا سيسهم في دعم الجاذبية السياحية لهذه المنتجعات الطبيعية، وكذا الترويج للمؤهلات الفكرية والتراثية التي يزخر بها محيط سد الوحدة بصفة عامة ومنطقة تافرانت بصفة خاصة. فقد تبنى مهرجان قمم الجبال منذ عدة دورات استراتيجية طموحة للتعريف بالمؤهلات الثقافية والطبيعية والسياحية لإقليم تاونات، عبر تنظيم مجموعة من الأنشطة الفنية والتراثية التي من شأنها المساهمة في تسليط الضوء على عدة مواقع ومنتجعات بيئية وسياحية التي يمكن إدراجها ضمن المنظومة السياحية الوطنية بما ينسجم وآمال ساكنة هذه المناطق.
نشاط الضيافة الجبلية، الذي سيستضيف ثلة من الوجوه الفنية والثقافية المرموقة، يهدف بالدرجة الأولى إلى الترويج للمؤهلات الطبيعية والسياحية لإقليم تاونات بصفة عامة، ومنطقة تافرانت بصفة خاصة، انطلاقا من الدور الحيوي الذي يمكن أن يلعبه الفنانون والمثقفون في التعريف والترويج لهذا الإرث البيئي والطبيعي. فضيوف هذه الدورة تختلف مجالات تدخلاتهم الفنية والثقافية: ممثلون، رسامون، مطربون، رياضيون، صحافيون، إذاعيون و غيرهم من الوجوه المرموقة التي ستستقطب متابعة إعلامية مهمة لهذا الحدث.
عن موقع : فاس نيوز ميديا