أكدت دراسة علمية أمريكية أن الأشخاص البالغين غير المدخنين أكثر عرضة للموت جراء أمراض الرئة الخطرة إذا كانوا ترعرعوا في طفولتهم مع آباء مدخنين.
وقال بعض الباحثين إن التدخين السلبي في الطفولة “من المرجح أن يضيف سبع وفيات لكل 100 ألف شخص بالغ غير مدخن يموتون سنويا “، وشملت عينة هذه الدراسة التي أشرفت عليها جمعية السرطان الأمريكية 70,900 من الرجال والنساء غير المدخنين.
وكشفت الدراسة ذاتها عن أنه ثمة آثار صحية ظهرت على المشاركين في عينتها، إذا كانوا عاشوا مع مدخن في طفولتهم، وقال خبراء آخرون إن أفضل سبيل لحماية الأطفال من تلك الأثار الضارة هو ترك التدخين.
ومن جهة أخرى نبه هؤلاء الباحثين بتوصية مفادها ” إذا كان الشخص قد تعرض لدخان السجائر لمدة عشر ساعات أو أكثر أسبوعيا، يزداد خطر الموت لديه بأمراض القلب الناجمة عن قلة وصول الدم والأوكسجين إلى أنسجته، بنسبة 27 في المئة، وبالسكتة الدماغية بنسبة 23 في المئة، ومن أمراض الرئة الانسدادية (التي تتسبب بانسداد المجرى الهوائي) بنسبة 24 في المئة، مقارنة مع أولئك الذين يعيشون مع غير المدخنين”.
ونشرت الدراسة في المجلة الأمريكية للطب الوقائي ،بعدما سُئل المشاركون بشأن مدى تعرضهم لدخان السجائر خلال حياتهم، ثم تتبع سجلاتهم الصحية على مدى 22 عاما لاحقة.
إضافة إلى هذا قالت هازل تشيزمان، من جماعة ناشطة في مجال الحد من أثر التدخين على الصحة : “تضيف هذه الدراسة الأخيرة تأكيدا على الضرورة الملحة لأن يكون التدخين خارج (المنازل والأماكن المغلقة) لحماية الأطفال من ضرره “.
وتابعت الباحثة قولها : “إن أفضل طريقة لتحقيق ذلك بالنسبة للآباء هي ترك التدخين” ،وأشارت أيضا إلى أن بيانات و خدمات وقف التدخين في نظام الصحة الوطني في بريطانيا تشير إلى الحاجة الملحة لتقديم التمويل اللازم في هذا الشأن.
كما وافقها القول الدكتور نِك هوبكينسون، المستشار الطبي لمؤسسة الرئة البريطانية، قائلا : “للتدخين السلبي أثر يبقى واضحا بعد الطفولة” ،وأضاف “للأسف، تعرضت خدمات وقف التدخين في بريطانيا إلى تخفيض ميزانيتها، نحتاج للتأكد من أن الجميع، خاصة آباء الأطفال الصغار المدخنين والنساء الحوامل المدخنات، يتلقون المساعدة المطلوبة لدفعهم إلى ترك التدخين”.
ومن المعروف أن الأطفال الذين يعيشون مع آباء مدخنين يكونون عرضة لخطر الإصابة بالربو فضلا عن اعتلال نمو الرئة لديهم، وتكشف هذه الدراسة أن تأثيرات التعرض لدخان السجائر في الطفولة تظل آثاره حتى في مرحلة النضج، وتنجم عنها أمراض الرئة الانسدادية المزمنة.
وألح الباحثون، الذين ركزوا في دراساتهم على مخاطر الموت من أثر التدخين، على أن التدخين السلبي لدى الأطفال قد يزيد من الإصابة بالأمراض المزمنة واعتلال الصحة والحاجة إلى الرعاية الصحية في حياتهم اللاحقة.
وبالتالي قال الدكتور ريان ديفر، أحد المشاركين في هذه الدراسة : ” هذه أول دراسة لتشخيص الارتباط بين التعرض السلبي للتدخين في الطفولة والوفيات من أمراض الرئة الانسدادية في منتصف العمر وبعده” ،وأضاف “تقدم نتائج دراستنا دليلا إضافيا على ضرورة تقليص التدخين السلبي على مدى حياة المرء”.
عن موقع : فاس نيوز ميديا