“عشنا حتى سمعنا ” أن بعض المغاربة قد انحدرت بهم أخلاقهم إلى أقوى الانحدارات في بورصة الأخلاق العالمية ، في بلد يعد أحد البلدان الإسلامية التي من الممكن أن يعول عليه في حمايته من التطفل اللا ديني، واللا إنساني.
بعدما أثار انتباهي “فيديو” بعنوان ” واخا سعد لمجرد يغتصب منسمحوش فيه ” ، دون أي تردد ضغطت على زر التشغيل ، وقد اشتغل يا عزيزي القارئ “الفيديو” وكذلك الجزء المكلف بالضحك في عقلي ، في الآن ذاته أشاهد وأسمع وأضحك ملئ فاهي.
فيديو على شكل ” ميكرو طروطوار ” لإحدى الجرائد الإلكترونية ، تطرح فيه حاملة ” الميكرو ” واش سعد يقدر يغتصب ولا غير مؤامرة؟ ” ، سؤال مهم جدا إذا ما تعلق الأمر بشخصية ساهمت بشكل أو بأخر في تنمية حقيقية لبلدنا الحبيب، أو بشخصية ساهمت في اكتشاف دواء سيساهم لا محالة في القضاء على إحدى الأمراض المستعصية ، أو أحد العلماء الذين يعود لهم الفضل في تنظيف العقول من نجاسة ما التصق بأطفالنا من أفكار مستوردة ساعدت بشكل كبير في تدهور البنية الأخلاقية.
الإجابات عن السؤال لم تكن بعضها بعيدة عن نتانة السؤال المستفز، بل أن إحدى الشابات أعلنت عن تضامنها المطلق مع سعد، مضيفة حتى لو اغتصب بالفعل، فهو رغم كل شيء ابن بلدي قالت الشابة وهي مبتسمة.
أنا لا أنتقد الجريدة أو السؤال أو التي طرحته، لأن معظم الجرائد بالمغرب تقوم بذات “الفيديوهات” لما لها من إقبال جماهيري منقطع النظير، ولأن ذوق المشاهد هو من فرض على هؤلاء إنجاز مثل هذه القذارة.
وأيضا لا أنتقد هذه الشابة ومثيلاتها، بل أنتقد من كان لهم الفضل في تدهور الوضع الميئوس منه، تربية وتعليما، سواء داخل المدرسة، أو المنزل أو حتى داخل المجتمع، فالمجتمع الذي كان ذات وقت يساهم في تربية الطفل ويعلمه تقبيل يد من أكبر منه احتراما ، هو ذاته الذي يعلمه أن يمسك بحجر لضرب باب جاره ثم يفر، فالمجتمع الذي كان ذات وقت يساهم في تحويل الطفل إلى رجل ” كون راجل ” هو ذاته الذي حول الطفل إلى أنثى وشبيها بالرجل.
هذا الوضع وأخر هو قطرة واحدة من قطرات أسست من المحيط أمواج، ومن حبات الرمل قمم تكاد تقضم من موج البحر سماء، فالأخلاق يا عزيزي نامت في حضن التاريخ منذ قرون ، وأصبح غبارها الآن كل ما يملك شبيه الإنسان.
بقلم : الحسين بنصناع
هذا مقال رأي ولا يلزم إلا صاحبه)
عن موقع : فاس نيوز ميديا