سلوك الفرد
و مسؤولية الجماعات
على لسان كل من أتيحت له فرصة قضاء إجازة أو العبور عبر مدن الشمال في السنين الأخيرة، لا تسمع إلا الإعجاب من رونق الحمامة البيضاء و جمال عروس الشمال. وحيث لم تُتَحْ لي هذه الفرصة كنت أسأل عن الذي يُميز شوارع مدن لم تكن مثيرة قبل عقود، فتجد نفس الجواب و إن تعدد قائلوه : “إنها نظافة الشوارع”، إذ لا تكاد تجد نفايات بالشارع العام، حتى أن الأماكن المهجورة و القطع الأرضية المخصصة للسكن، والتي لم تُبْنَ بَعْد تَجدها مكسوة بالعشب “gazon”، و تُسقى بانتظام، بالإضافة لعملية التشجير التي تميز أغلب الفضاءات و الشوارع. و لا أجد عذرا لمجالس تتعاقب على تسيير مدينة فاس أو غيرها من الحواضر لنهج سياسة التشجير و زراعة العشب، و الأهم من ذلك السهر على صيانة الحدائق بانتظام و التي يُشبهُ بعضها بالأحياء الهامشية مستودعات للنفايات، و ألا يكون ذلك موسميا أو لغاية في نفس مستشار ومُحاباة لساكنة حَيٍّ دون آخْر، إضافة لمخلفات البناء و الأتربة المتراكمة في الكثير من الأماكن، و كأننا في مقالع لشتى أنواع الأتربة و الأحجار.
و الحال هذا ليس وليد الآن ، بل هو وضع مألوف بالمدينة منذ سنين ، يتحمل فيه السكان نصيبا وافرا، و تبقى المسؤولية العظمى على كاهل الجماعات بحكم مسؤوليتها المباشرة عن رونق و جمالية القرى و المدن التي تحت نفوذها.
بقلم : الغريب
عن موقع : فاس نيوز ميديا