اهتز حي القرية بمدينة سلا على وقع جريمة بشعة جراء إقدام أربعة أشخاص على قتل شاب في مقتبل العمر، بطريقة تفوق في بشاعتها جرائم القتل في أفلام الرعب، حيث أقدم الجُناة على قطْع أطراف الضحية، قبل الانتقال إلى الإجهاز عليه بذبحه من الوريد إلى الوريد.
وخرج مئات المواطنين في حي القرية بسلا إلى الشارع للتنديد بالجريمة البشعة، ومطالبة الأجهزة الأمنية ببذل مزيد من الجهود لتوفير الأمن لساكنة مدينة سلا، التي تُعد واحدة من المدن المغربية التي ينتشر فيها الإجرام.
وبحسب رواية والدة الضحية فإنّ ابنها اضطر إلى مغادرة البيت حوالي الساعة الثالثة والنصف من يوم السبت الماضي، بعد أن توالت تهديدات الجناة الذين ظلوا يلاحقونه منذ مدة، قاصدا مدينة القنيطرة لزيارة أخته، وكان ينوي مغادرة سلا والاستقرار في الرباط حيث يعمل، حفاظا على حياته.
“قال لي لا أستطيع أن أمكث هنا في مدينة سلا بالقرب من هؤلاء المجرمين”، تقول والدة الضحية، ليتفاجأ بالجناة يطاردونه في الشارع، واضطر للفرار، لكنَّ قواه خارت وسقط أرضا، لينقضوا عليه ويُشهروا أسلحتهم البيضاء في وجهه، قبل الشروع في تمزيق أطرافه وينهوا جريمتهم بتصفيته”.
وتضيف الأم أنها حاولت مرارا أن تثني الجناة عن إلحاق الأذى بابنها، بعد أن توالت تهديداتهم له، لكنهم أصروا على تنفيذ جريمتهم، قائلة: “ذهبت عندهم وتحدثت معهم، وكان جوابهم: سنقتله!”، كما تحدثت مع والد أحد الجناة، وكان جوابه: “أنا ولدي خايب، إيلا قالّك يْقتل يْقتل!”.
وأمام الأجوبة التي سمعتها، اضطرت والدة الضحية إلى استجداء الجاني الذي أجهز على ابنها، لكنه لم يبال بتوسّلاتها وتركها، لتعود إلى بيتها ناصحة ابنها بأخذ الحيطة والحذر، بعد أن أصرّ الجناة على تصفيته دونما سبب.
ووفق رواية أم الضحية فإنّ الجناة هجموا على بيتها خلال بداية شهر رمضان الماضي، حاملين أسلحة بيضاء، في محاولة لتصفية ابنها، ولجأت إلى مفوضية الأمن، “لكن ما ما تيقونيش، وما بغاوش يجيو”.
هذا الوضع ظل مستمرا إلى بعد زوال يوم السبت الماضي، حيث غادر الضحية البيت، ليطارده أربعة من الجناة في الشارع، ويصفّوه أمام مواطنين حاولوا إنقاذه، قبل أن يفرّوا عبر سيارة حاملين معهم أدوات جريمتهم التي دفعت ساكنة حي القرية إلى الخروج إلى الشارع، أمس الثلاثاء، للمطالبة “بتوفير الأمن المفقود”.
عن موقع : فاس نيوز ميديا