رأي: مدونة الأسرة و مقاربة النوع على الطريقة الغربية سبب جوهري في انهيار الأخلاق بالمغرب و القادم أسوء

لا يمكن لأحد أن يتنكر لتاريخه و ثقافته بين عشية وضحاها و بالضبط هذا ما وقع بالمغرب، فقد تفاجأت الأسرة المغربية بقوانين غربية وغريبة بعيدة كل البعد عن ثقافتها المحافظة و المرتبطة أساسا بموروث ضارب في عمق التاريخ يستحيل تغييره بسرعة.

إنه وبغض النظر عن الجانب الأساسي و الجوهري الديني، و بالإرتكاز فقط على ثقافة الأسرة المغربية و عاداتها نجد أن سرعة تنزيل قوانين مدونة الأسرة “التي لم تكن مطلبا شعبيا أكثر منه مطلبا لفئة خاصة و لأغراض موجهة” قد شكلت صدمة لمكونات الأسرة و أحدثت شرخا عميقا ادى الى انهيار أخلاقي يتسع يوما بعد يوم.

و لعل أن لغة الأرقام المتعلقة بالتفكك الأسري شكلت لوحدها مؤشرا على هذه المقاربة الحمقاء، التي و إن لم تراجع بسرعة فستؤدي حتما و بسرعة أيضا الى إنهيار الاستقرار بشكل عام.

و حققت مدونة الأسرة أرقاما قياسية مباشرة بعد تطبيقها فقد ارتفعت حالات الطلاق بالمغرب الى 100247 هذه السنة مقابل فقط 7213 سنة 2004 ، كما ارتفع مؤشر عدد حالات الإنتحار بشكل مخيف.
و أصدرت منظمة الصحة العالمية تقريرا “صادما”، دقت فيه ناقوس الخطر، حيث أظهر ارتفاع حالات الانتحار بالمغرب، الذي أضحى من بين أكثر شعوب منطقة شرق الأوسط وشمال إفريقيا، إقبالا على الانتحار، إذ تضاعفت عدد حالات الانتحار بشكل خطير خلال السنوات الأخيرة، خاصة في الفترة الممتدة مابين سنتي 2000 و 2012 وبلغت 97,8 في المائة، بعدما انتقل معدل حوادث الانتحار خلال هذه الفترة من2,7 إلى 5,3 لكل مائة ألف.

يتبع