تجرع السم فتألمنا 🙁
عرفت هذا الشاب _الذي يجلس عن يميني_ خلال مرحلة الإجازة بجامعة القرويين كلية الشريعة والقانون بفاس ( عبد المولى الخياري)، عرفته طالبا مجدا ومجتهدا ومحبا للحياة، وعاشقا للنص الأدبي، إذ كان من ضمن الأصدقاء الذين كنا نجلس جلسة اسبوعية في المقهى.. كان يكلمني كثيرا، وقد وجدت فيه انسانا حساسا بصدق.. سأقول صادقا: لقد كان عاشقا للحياة، ولكنه كان يعيش الحزن كثيرا.. فكثيرا ما قرأت وأصدقائي هذه الاحزان على تضاريس وجهه.. لم أكن أتصور يوما أن يودعنا هذا الشاب بعد أن تجرع كأس سم لا يرحم.. وأعلن على حسابه الخاص على انه قد شرب السم، وسيودع الحياة بعد ساعتين.. نقلوه البارحة الى المشفى، ولكنه رحل عنا مع فجر هذا اليوم الكئيب. لماذا شربت السم!؟ لماذا رحلت!؟ لماذا لم تترك لي رسالة على الخاص تحدثني عن آلامك وأوجاعك!؟ لماذا لم تنتصر على الموت!؟ لماذا لم تستمر عاشقا للحياة!؟ آه على جبال فاس ومكناس وهي تغني لك أغنية الحزن الأخيرة! هل ودعتنا بهذا البساطة! هل عرفت أن السم سيجعلنا جميعا نتألم!؟ مهما كانت سهام الحياة جارحة وقاتلة، فكن صلبا خشنا جلدا قويا.. لكنك لم تكن، فكنت تحت التراب، وكنا فوق التراب نبكي نهايتك ذكريات لا تموت.. لرحيلك اهديك بيت شعر يتيم كذرياتك رحمك الله صحبي.
على عجل قد تجرعت سما** ذكرناك حزنا وهما وغما
Ali Abid علي عبيد
عن موقع : فاس نيوز ميديا