تنتظر تركيا التوصل إلى تفاهم مشترك مع السعودية لبدء تفتيش مقر إقامة القنصل السعودي في اسطنبول بعد اختفاء الصحفي جمال خاشقجي، بحسب ما نقلته وكالة أنباء الأناضول الرسمية عن وزير الداخلية سليمان صويلو.
وأشار صويلو إلى وجود قبول من الجانب السعودي لتفتيش منزل القنصل، وأن بدء عملية التفتيش ينتظر حاليا تفاهما مشتركا.
وأضاف أن اختفاء خاشقجي ليس أمرا يتابعه العالم فحسب، بل هو اختبار للقوانين التركية، بحسب الوكالة.
وقد غادر القنصل السعودي، محمد العتيبي، اسطنبول الثلاثاء، عائدا إلى الرياض، بحسب ما ذكره مصدر تركي.
وكان تفتيش مقر إقامة القنصل قد أوقف الثلاثاء بسبب عدم قدرة المسؤولين السعوديين على المشاركة في العملية، بحسب ما قالته الشرطة التركية.
وكانت فرق البحث الجنائي التركية المشاركة في مجموعة العمل المشتركة المشكلة للتحقيق في قضية اختفاء خاشقجي، قد فتشت مبنى القنصلية السعودية وغادرته في وقت مبكر من صباح الثلاثاء 16أكتوبر 2018.
وقد أمضت الفرق – بحسب ما ذكرته وكالة الأناضول للأنباء – 9 ساعات كاملة داخل المبنى حتى تنهي عملها.
وأفادت تقارير بأن سيارتين لجمع القمامة تابعتين لبلدية منطقة بشيكطاش في اسطنبول، خرجتا من حديقة القنصلية وهما تحملان عينات من تربة الحديقة لفحصها.
ودخل فريق من السعوديين أولا القنصلية ثم تبعه بعد ساعة خبراء الأدلة الجنائية الأتراك.
وسمحت السعودية الأسبوع الماضي للمسؤولين الأتراك بالمعاينة فقط، لكن تركيا رفضت هذا الاقتراح. وقالت صحيفة “صباح” إن المحققين اشترطوا استعمال مواد كيميائية من بينها اللومينول الذي يكشف عن آثار الدم ولا يعرف إذا تم لهم ذلك أم لا.
صحفيون يتجمعون عند مقر إقامة القنصل السعودي في انتظار وصول فريق التفتيش
ونقلت شبكة الجزيرة الإخبارية عن مكتب المدعي العام التركي قوله إن المكتب عثر على أدلة تدعم الادعاء القائل بأن خاشقجي قتل داخل القنصلية.
وكان مصدر أمني تركي قد قال لبي بي سي في وقت سابق إن لدى مسؤولين أدلة بالصوت والصورة تثبت أن خاشقجي قتل هناك.
وتقول تقارير غير مؤكدة بثتها وسائل إعلام أمريكية إن السعودية تعد للإقرار بأن خاشقجي توفي نتيجة استجواب أجري معه انتهى بطريقة خاطئة، وإن الغرض الأساسي كان خطف خاشقجي.
والتقى الرئيس رجب طيب أردوغان بوزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، الذي وصل إلى أنقرة الأربعاء، قادما من السعودية، لبحث اختفاء خاشقجي.
بومبيو التقى بأردوغان في أنقرة
واجتمع بومبيو أيضا مع وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو.
وقال بومبيو الأربعاء قبل مغادرته السعودية في طريقه إلى تركيا إن المملكة تعهدت بإجراء تحقيق كامل في اختفاء خاشقجي.
وقد التقى بومبيو في السعودية بالعاهل السعودي، الملك سلمان، وولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، ووزير الخارجية عادل الجبير.
وقال للصحفيين المرافقين له على الطائرة المتجهة إلى أنقرة “أكدت في كل اجتماع من هذه الاجتماعات على أهمية أن يكون هناك تحقيق كامل في اختفاء جمال خاشقجي. وتعهدوا بهذا”.
وأضاف “قالوا إنه سيكون تحقيقا مستفيضا وكاملا وشفافا … وأشاروا إلى أنهم يدركون ضرورة أن يجرى هذا في الوقت المناسب وبسرعة حتى يتسنى لهم الإجابة على أسئلة مهمة”.
وقال إن السعوديين “لم يقدموا أي استثناءات فيما يتعلق بالمحاسبة. كانوا واضحين للغاية: إنهم يفهمون أهمية هذه القضية، وهم عازمون على الوصول إلى الحقيقة”.
وردا على سؤال عما إذا كان خاشقجي حيا أو ميتا، قال بومبيو “لم يتحدث (السعوديون) عن أي حقائق”.
وزير الخارجية الأمريكي في أنقره لبحث قضية خاشقجي
وقال مسؤولون أتراك إنهم يعتقدون أن خاشقجي قُتل في القنصلية وأن جثته نُقلت منها، وينفي السعوديون هذا بشدة.
“وجوب محاسبة المسؤولين”
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد دعا في وقت سابق إلى حسن الظن بالسعودية حتى يثبت العكس في قضية اختفاء خاشقجي، لكن أعضاء في الكونغرس الأمريكي وجهوا أصابع الاتهام للقيادة السعودية، وتزايدت الضغوط الغربية على الرياض لتقديم إجابات.
وقال ترامب في تغريدة إن ولي العهد السعودي نفى علمه بما حدث في القنصلية السعودية.
وكان وزراء خارجية مجموعة الدول السبعة قد طالبوا الثلاثاء بإجراء تحقيق “شفاف” في اختفاء خاشقجي، قائلين إنهم “منزعجون جدا” من القضية.
“صفقة أمريكية سعودية تركية” لإغلاقِ ملف خاشقجي
وقالوا في بيان “إننا – وزراء خارجية الدول السبع: كندا، وفرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، واليابان، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة، وممثل الاتحاد الأوروبي نؤكد التزامنا بالدفاع عن حرية التعبير وحماية حرية الصحافة”.
وأضاف البيان “أنه يجب محاسبة المسؤولين عن اختفاء خاشقجي. ونشجع التنسيق التركي – السعودي، ونتطلع إلى إجراء السعودية تحقيقا شاملا وذا مصداقية، وشفافا، وسريعا، كما أعلنت”
عن موقع: فاس نيوز ميديا