السياحة الإيكولوجية بفاس على جبلي ثغات و زلاغ تجتذب المستثمرين

سحر الطبيعة بجبلي ثغات و زلاغ مكن من اجتذاب الأفكار الاستثمارية له فقد انطلقت في الأشهر الأخيرة عدة مشاريع طموحة و شابة دشنت السياحة الايكولوجية بعمالة فاس و اقليم مولاي يعقوب.

و يقول محمد مسير شركة سياحية بجبل زلاغ “أصبحت السياحة الإيكولوجية طريقة جديدة لقضاء العطلة والإجازات في فاس و النواحي حيث يبحث الكثيرون عن الهدوء والاندماج مع الطبيعة بعيدا عن لغط المدينة”.
و أكد محمد أحد هؤلاء المستثمرين ان مشروعه الإيكولوجي يعتمد بشكل كامل على الطاقة النظيفة، حيث يوفر استضافة طبيعية بنكهة الثقافة الجبلية المغربية لكن بدون كهرباء.

و تقول هاجر مستثمرة شابة أن جبل زلاغ ألهمها و جذبها لإنشاء مشروع سياحي إيكولوجي قامت خلاله بإقتناء خيول من اجل توفيرها لعشاقها في جولة ايكولوجية بالجبل.

جبل زلاغ:

جبل زلاغ هو جبل يطل على المدينة العتيقة لفاس، ويمكن مشاهدته من كل أرجاء المدينة نظرا لعلوه وامتداده الواسع.

ورد ذكر جبل زَلاغ في كتاب “وصف أفريقيا” للرحالة الحسن الوزان الشهير باسم (ليون الافريقي) كالآتي:

زلاغ جبل يبتدئ من نهر سبو شرقا، وينتهي غربا على بعد نحو 14 ميلا منه، وتقع قمته، أي أعلى نقطة فيه، في جهة الشمال على مسافة 7 أميال من فاس، ومنحدره الجنوبي خال تماما من السكان، لكن المنحدر المطل على الشمال مليء بتلال ممتازة يقوم عليها عدد لا يحصى من القرى والقصور.

وتكاد تكون كل الأراضي الصالحة للزراعة مغروسة بكروم تنتج أجود العنب وأحلى ما ذقت منه في حياتي.

وللزيتون وسائر الفواكه التي ينتجها هذا الاقليم نفس الجودة، لأن أرضه جافة. وسكان هذه المنطقة من كبار الأغنياء، ليس فيهم من لا يملك دارا بمدينة فاس.

ويكاد يكون لجميع أعيان فاس كروم في زلاغ. وفي سفح الجبل بجهة الشمال كذلك سهول بهيجة وبساتين للخضر والفواكه، لأن نهر سبو يسقيها من الجنوب، ويصنع البستانيون بما لديهم من وسائل نواعير ترفع ماء النهر لتسقى به الأراضي الفلاحية. ومساحة هذه الناحية المحروثة تساوي ما يستطيع أن يحرثه 200 زوج من الثيران، منحت اقطاعا لرئيس التشريفات الملكية، غير أنه لا يجني منها أكثر من 500 مثقال في السنة، لأن الزكاة التي تدخل بيت المال تبلغ نحو 3000 كيل من الحبوب.[1]

جبل ثغات:

جبل ثغات هو جبل يطل على مدينة فاس من جهة الغرب، وتم ذكره في كتاب “زهرة الآس في بيوتات أهل فاس” تحت اسم جبل اللويزات حيث يقول الكاتب: شيدت فاس في واد قد التفت أشجاره، وانسابت أنهاره، وتفجرت عيونه، بين جبلين صغيرين: “زالغ” و”اللويزات”، أو هضبتين شامختين: “قبيبات بني مرين” و”المصلى”.

ورد ذكر جبل ثغات في كتاب (وصف افريقيا) للرحالة الحسن الوزان الشهير باسم (ليون الافريقي)كالآتي: يقع جبل تغات على بعد نحو 7 أميال غربي فاس، وينطق به عادة تغات وهو جبل شاهق لكنه قليل العرض ، يمتد شرقا إلى نهر أبي نصر الصغير، أي على مسافة 5 أميال.

والجانب المطل على فاس كله مغروس بالكروم، وكذلك القمة، والجانب المقابل للسيخ كله أراض محروثة بالقمح.[2] توجد في قمة الجبل عدة كهوف وسراديب يعتبرها الباحثون عن الكنوز أماكن سرية أخفى فيها الرومان عند جلائهم عن هذه الناحية، كما يقال، أشياءهم النفيسة.

وفي فصل الشتاء عندما لا يشتغل أحد بالكروم، فإن هؤلاء البلهاء المدفوعين بفضولهم ينهكون أنفسهم بالحفر وتكليف آخرين بحفر الأرض الصلبة الصخرية، ومع ذلك يؤكدون أنه لم يعثر فيها أحد على شيء.

وثمار هذا الجبل سيئة المظهر بقدر ما لعنبها من منظر منفر. وتنضج هذه الثمار والأعناب مبكرة قبل المناطق الأخرى.[3]

المصدر:

[1] وصف إفريقيا، الحسن بن محمد الوزان الفاسي، ص 293-294.

[2] كتاب “زهرة الآس في بيوتات أهل فاس”، تحقيق الدكتور علي بن المنتصر الكتاني، الموسوعة الكنانية لتاريخ فاس، ص5.

[3] وصف إفريقيا، الحسن بن محمد الوزان الفاسي، ص 299-300.