الدّورة الخامسة للمؤتمر الدّولي في فاس
لغات منطقة المتوسط وثقافاتها وإعلامها:
النّوع والذّوق والرّائحة واللون
تحتضن مدينة فاس من 23 الى 25 أكتوبر المقبل الدّورة الخامسة للمؤتمر الدّولي الموسوم ب”لغات منطقة المتوسط وثقافاتها وإعلامها: النّوع والذّوق والرّائحة واللون”.
ويُنَظَّمُ المؤتمر بمبادرةٍ مشترَكة لجامعات سيدي محمّد بن عبد الله في فاس و بول فاليري-مونبلييه3، و غرونوبل ألب ولورين في فرنسا، والجامعة المتوسّطيّة في فاس وستراسبورغ، ويندرج في إطار استمراريّة الدّورات السّابقة المُنَظَّمة في أعوام 2010 و2012 و2014 و2016 في ورززات وأكادير، والتي ركّزَت على الأشكال والحواسّ والاستخدامات والتّمثّلات وتطوُّرها في اللغة والخطاب والنّصوص والإعلام.
وصرح الأستاذ الدّكتور عبد النبي الأشقر أحد أعضاء اللجنة المنظّمة للمؤتمر لموقع الدار أنّ موضوعاتٍ كثيرة سوف تُطرح في فعاليات المؤتمر. ولفت إلى أنّ هذه الدورة تتوخّى مقاربة لغات المتوسّط وثقافاته وإعلامه من محاور” النّوع والذّوق والّروائح والألوان”.وقد اندرجت هذه الموضوعات في المؤتمر بناءً على مقترحات دورته الرّابعة الّتي انعقدت في مدينة اكادير. وسوف تتطرّق المداخلات الى أوجه الائتلاف والاختلاف في هذه المحاور بين ثقافات المتوسّط ولغاته وإعلامه، وستعنى بالهوية المتوسطية كإطارٍ حضاريّ ينتمي إليه من هم على ضفّتيه من شعوبٍ وحضارات. لكنّ المؤتمر لن يكتفي بمقاربات متوسّطيّة، إذ سبستضيف في دورته الخامسة أساتذةً وطلّابًا باحثين من محتلف جهات العالم، فيشارك فيه مؤتمرون من الولايات المتّحدة الأميركيّة و بلدان الاتّحاد الأوروبي كفرنسا وإيطاليا ولوكسمبورغ واليونان وبلدان المغرب العربي كالمغرب وتونس والجزائر، وبلدان المشرق العربي كلبنان وسوريا وصولًا إلى مصر في حوض النّيل. وينفتح المؤتمر للمرّة الأولى على الصّين، فيخصّص يومًا للبحث في العلاقات المتوسّطيّة الصّينية انطلاقًا من إشكاليّة غياب المتخصّصين باللغة الصّينيّة في المغرب، وعرضًا لطبيعة العلاقة الّتي تربط المغرب بالصّين وصولًا إلى استجلاء ما بين الصّين والبحر الأبيض من روابط وصِلات. وتأسّست هده الفكرة انطلاقا من اقتراح في جامعة مونبلييه 3 ونحاول من خلالها الولوج في هذا الاتّجاه سعيًا لتوطيد علاقة دول البحر الأبيض المتوسّط بالصّين. وغالبًا ما نحاول ربط هذه الصّلات بالهويّات، لأنّه من غير الممكن التّحدّث عن هويّةٍ محلّيّةٍ واحدة . ونحن نفضّل الارتكاز على هويّةٍ إقليميّةٍ واسعة النّطاق هي الهوية المتوسطية الّتي تندمج في إطارها شعوبٌ ولغاتٌ وثقافاتٌ شتّى.
وكل هده القضايا ومحاور البحث وإشكاليّاته لها علاقة بالإعلام، لذلك سنعنى باستبيان ذلك بعيدًا عن السّياسة واتّجاهاتها من دون إنكار تأثيراتها على النّوع والذّوق والرّائحة واللون.
وبعد تجربةٍ تنظيميّةٍ طويلةٍ لي تناهز السّنوات العشر منذ نشوء هذا المؤتمر، وتعاقب دوراته، أسجّل لهذه الدّورة الخامسة أنّها ستقارب بمجهودات الباحثين المشاركين وللمرّة الأولى بهذا التّوسّع والتّفصيل العلاقة بين اللغات والإعلام والثّقافات في البحر الأبيض المتوسط ساعيةً إلى رصد تمظهراتها الاجتماعية وتحليل تطوّراتها وطرح تصوّراتٍ تستشرف مستقبلها في ثلاثة أيّامٍ تتعاقب فيها مئةٌ وثلاثون مداخلة تكرّس هذا الاتّجاه البحثيّ ضرورةً معاصرة لا بدّ من تعاون جميع المؤسّسات الأكاديميّة ومراكز الأبحاث من أجل تعزيزها.
عن موقع : فاس نيوز ميديا