بين تسويق منجزات رئاسة المجلس الجماعي بمكناس، وبين توصيل المعلومة بصدق، يوثر رئيس بوانو الجلوس مع الجسم الصحافي بمكناس لمناقشة مخلفات آخر دورة بالمجلس(أكتوبر 2018)، مع الحديث عن قضايا ومشاكل كثيرة إلى حد المطالب والمواقف، لا الأسئلة الصحفية (ندوة 30 أكتوبر 2018).
حين نقوم بتقويم سليم للجلسة الرابعة من الندوات الصحفية للرئيس بوانو، نجد أن الأمر لا يعدو يتكرر بدون تغيير، ولا إضافات قوية مادامت نفس المشاكل والأسئلة، مادامت نفس الأجوبة المنمقة بأغلفة التسويف لا زالت حاضرة، وممكن أن تبقى كل التساؤلات معلقة بدون حلول إجرائية إلى الندوة القادمة. عند كل جلسة يستأثر الرئيس بثلاث أرباع الوقت المخصص للندوة، وكأنه يريد نشر رؤيته بالتوجيه، وبغاية نية سبقية في صناعة تفكير نمطي من الحضور الإعلامي كوصفة مستهلكة ومستمعة، ومروجة لما قال وقيل أثناء الندوة !!!.
من بين عمليات تسويق مواقف ورسائل رئيس المجلس، حين يوزع الشكر الموصول على أعضاء المعارضة بالمجلس (بعد أن كان في ندوة سابقة نفي وجود المعارضة)، حين يرسل شكره الموصول إلى السلطات المحلية بالتكرار، ولم يخل الأمر من الملاحظة حين أطنب القول في شكره لمكونات الجسم الإعلامي، لكنه نسي أو تناسى التلميح على أدوار برلمانيي مكناس وشكرهم على دوام متابعة البحث عنهم في برنامج (مختفون).
لما نشكر قرار المركز حين وهب مكناس صفة العناية كمدينة عتيقة؟، هي مجاملة بليغة تحمل الشيء الذي كان في نفس يعقوب عليه السلام (قضاها)، هي مجاملة وكأن عملية (المدينة العتيقة) تعتبر حسنة و صدقة على مدينة رزمة المآثر، التي يمارس عليها (الشد) والحيف والتهميش منذ تاريخ الاستقلال. لكن المشكلة التي لم يقدر السيد بوانو معالجتها، هي في كفاف التفكير في تنمية ذكية بشمولية مكناس، هي في قبولنا ولو بالقليل وإصلاح الأسوار و الأبواب الآيلة للسقوط، لكن للمواطن بمكناس حاجياته بالأولوية الواقعية، من شغل، وتعليم، وصحة، ومرافق ثقافية ورياضية لازالت مؤجلة حتى حين، وبنيات تحتية تقي المدينة من الفيضانات. المشكلة أن برنامج عمل جماعة مكناس (2016/2021) لازال مدسوسا في رفوف صانعيه بالجماعة، لازال تفعيل شقه الأقوى لم يلق التمويل الكافي من المال العام. المشكلة أن لمكتب مجلس مكناس برنامج عمل(2016/2021)، وهو لازال يشتغل وفق التدبير اليومي للورق. لكن ما ورد في الحقيقة التاريخية، حين يقولون فيها (إن نلت رضا المركز سعدت أنت، وسعد من معك بالمدينة).
أصعب اللحظات حين يهرب النقاش من أساسيات المدينة (التنمية الذكية) إلى أمور ثانوية وهي من اختصاصات المجلس بالأساس، فإذا كانت المجلس يقوم بما حدده له القانون لن يتم هدر زمن الندوة الصحفية بالقيل والقال والإطناب الممل (4000كلب ضال)، في حين أن ضلال طريق التنمية الذكية بمكناس لازال حاضرا بنسب باقية.
الحديث عن الكلاب الضالة، الكهربة…هي من بين الالهاءات عن المطالبة بالإصلاحات الكبرى، هي من بين تضليل النقاش في جلسة الندوة الصحفية عن الأبعاد الرئيسة لحاجيات المدينة (التنمية الذكية التفاعلية)، هي من بين عمليات التمويه و حصر النقاش في القضاء على الكلاب الضالة، وتمكين أحياء من الإضاءة.
لنعد لزاما إلى الندوة في شق دعم النادي المكناسي فرع كرة القدم، ونعلن بأن الرئيس يستعمل أسلوب ليٌ الأيدي، أن السيد بوانو يريد تركيع رؤساء النادي المكناسي كرها وفق شروط مسبقة لا نعلمها بتمامها. المشكلة التي تفزعنا أن السيد بوانو يؤمن بالديمقراطية التشاركية، يؤمن بأدوار الرياضة في التنمية والتنشئة الاجتماعية، أن الرئيس يعمل جاهدا بالحرص على نهج الحكامة وترشيد القرارات. فلما يقف حجرة عثرة أمام تسريع دعم النادي المكناسي وهو سلك السكة الصحيحة؟، لما لا يتم تفعيل الدعم عبر تبعات المراقبة الداخلية(ممثل المجلس بمكتب النادي المكناسي)؟ ، لما لا يتم تتبع بوابات صرف الدعم كل سنة رياضية؟.
أسلوب التحكم وتسويغ ( مشكلات تدبير الكوديم)، ما ذنب الفريق في عمليات مرت بالديمقراطية لتشكيل المكتب، وأتت بأي رئيس كيف كان نوعه؟، فرئاسة المجلس ملك للجميع، والمال العام المخصص للجمعيات الرياضية يخصص وفق آليات شفافة، ودفتر تحملات مضبوط ، لتكن رئاسة المجلس، هي دينامو تحريك الرياضة بمكناس من الركوض، بدل أن تصبح مدعما وخصما وحكما وقاضيا …
من حق المجلس تأجيل (مهرجان مكناس)، لكن من حق الساكنة أن تعرف الحيثيات مهما صغرت، من حق الساكنة أن تحزن مع ضحايا فاجعة قطار بوقنادل. لما رئاسة المجلس تظهر مرات عديدة بالتقية والإفصاح الصريح عن المواقف؟، لما رئاسة المجلس تطنب في الانجازات والشكر الموصول ، ولا تفلح في القضاء على (4000 كلب ضال)؟، إنها معادلة أزمة تنمية ذكية بمكناس، إنها أزمة كلاب ضالة بمكناس تعيث فسادا في أحياء مدينة. لما تعمل الرئاسة على تعويم تحريك مساطر تحرير الملك العام عبر كثرة مشاجب تعليق الإخفاق. حين أردت ختم المقال تراءت لي موازنة عادلة وهي ، لما الرئيس لا يجري مناظرة عادلة يحضر فيها وجوه من المعارضة (المشاكسة) بدل ندوة صحفية تكرر نفسها؟.
متابعة للشأن المكناسي/ محسن الأكرمين .
عن موقع : فاس نيوز ميديا