تم يومه الجمعة بطنجة منح الجائزة الكبرى “ميدايز 2018” إلى رئيس بوركينافاسو، روش مارك كريستيان كابوري، اعتبارا لجهوده في خدمة التقدم والسلام والتنمية ببلده وعمله الدؤوب من أجل الاندماج الإقليمي والقاري.
وأعرب الرئيس روش مارك كريستيان كابوري أن هذا التكريم هو “شرف لبوركينافاسو وشعبها”، مشيرا إلى أن “الشخصيات المكرمة سابقا بجائزة ميدايز الكبرى دليل على أن هذا المنتدى ما زال يشكل معبرا أساسيا للقادة الباحثين عن حلول للمشاكل التي تتربص بالعالم”.
وقال رئيس بوركينافاسو “أود أن أطلب منكم نقل شكري الجزيل إلى جلالة الملك محمد السادس والشعب المغربي عن التقدير الأخوي وكذا عن علاقات الصداقة والتعاون التي تجمع بين بلدينا”، مضيفا أن “توطيد هذه العلاقات أصبح أكثر إلحاحا، ووجودي في هذا اللقاء الرفيع دليل على إرادة الشعب البوركينابي والتزامي الشخصي للرقي بالتعاون بين المملكة المغربية وبوركينافاسو إلى مستويات أعلى دائما”.
في معرض حديثه عن موضوع المنتدى “في عصر القطيعة : بناء نماذج جديدة”، أشار الرئيس كابوري أنه بعد عقدين عن ظهور قطاع التكنولوجيا، أصبح مفهوم القطيعة أكثر تعميما اليوم كفكرة للتغيير والابتكار، لا يمكن أن تفلت منها أية مقاولة أو منظمة أو دولة”.
وأضاف أنه في مواجهة متطلبات “الثورة الرقمية”، وجد أرباب الشركات أنفسهم ملزمين بإعادة التفكير في “نموذج الأعمال” وتبني أدوات تدبير جديدة للتأقلم مع السوق العالمية واستقطاب زبائن جدد، لافتا إلى أن “العالم السياسي ليس بمنأى عن هذا الأمر. فاستراتيجيات جديدة يتم وضعها من طرف التنظيمات السياسية لكسب متعاطفين جدد، كما أنها أثرت كثيرا على العلاقات الدولية”.
وأوضح كابوري أن “الابتكار ألقى الضوء على القيم الخلاقة للتضامن والتقدم المتواصل. أي ضرورة العمل معا للبحث عن التوافق بهدف التوصل إلى حلول شاملة وعادلة ومنصفة للبلدان المتقدمة أو النامية”، معتبرا في هذا الصدد أن “المملكة المغربية، تشكل بالنسبة لنا واحدا من بين أفضل النماذج”.
وقال إن “التوافق الذي توصلنا إليه في القضايا المتعلقة بالمناخ والتغيرات المناخية بمراكش وباريس وفي مناطق أخرى يستحق ويتعين أن نحافظ عليه، لأنه يتعلق بضمان استمرارية الحياة البشرية والحيوانية”، منوها بأن “بوركينافاسو، من خلالي، تسائل ضمير الزعماء السياسيين والدينيين وقادة شعوب العالم للحفاظ على اتفاق باريس حول المناخ”.
وسجل أن “القطيعة تدفعنا للاستعداد إلى تحول شبه جذري وغير متوقع لمجتمعاتنا سواء على المستوى الداخلي أو الدولي. قدرتنا على التكهن وتدبير التهديدات مع اغتنام الفرص رهينة بفعالية نماذج التفكير التي سنبتكرها معا. ومرة أخرى أؤكد أن منتدى ميدايز مناسبة رائعة لذلك”.
من جانبه، اعتبر رئيس معهد أماديوس ومؤسس منتدى ميدايز، إبراهيم الفاسي الفهري، أن منح الجائزة الكبرى إلى رئيس بوركينافاسو جاء عرفانا بجهود “زعيم إفريقي وقائد متبصر”، تولى رئاسة بلاده في سياق صعب، يتميز بالاضطرابات، لكنه عرف كيف يقود بلده إلى سكة التنمية والتقدم والأمن بالرغم من عدد من التهديدات.
وأضاف أن الجائزة الكبرى هي تكريم لنضال الرئيس كابوري للعمل على تحقيق الاندماج الإقليمي والقاري، وكذا العمل الذي أنجزه في خدمة رفاهية الشعب البوركينابي”.
و.م.ع
عن موقع: فاس نيوز ميديا