ائتلاف إسباني يدين استغلال “البوليساريو” لمجموعة من الشابات الصحراويات المحتجزات ضد إرادتهن في تندوف كـ”أداة للدعاية”

أدان ائتلاف “ليبرتاد إس سو ديريتشو” ( الحرية حقهن ) يوم الجمعة 16 نونبر 2018، في مدريد استغلال جبهة “البوليساريو” لمجموعة من الشابات الصحراويات المحتجزات ضد إرادتهن في مخيمات تندوف فوق التراب الجزائري واستخدامهن كعملة للتبادل وكأداة للدعاية.

وقالت إيليسا بافون الناطقة باسم الائتلاف الذي يضم عائلات وأقارب النساء المحتجزات في مخيمات تندوف إن البوليساريو “يقوم بمناورة دعائية فجة وعقيمة” عبر استغلال النساء الصحراويات خاصة اللائي تم اختطافهن واحتجازهن رغما عن إرادتهن في مخيمات تندوف .

وأكدت إيليسا بافون خلال ندوة صحفية عقدتها اليوم الجمعة بمدريد أن البوليساريو يتلاعب بهؤلاء النسوة من جهة عبر حرمانهن من حريتهن وإخضاعهن لأبشع أنواع الاستغلال والممارسات المهينة لكرامتهن ولأبسط حقوقهن في مخيمات تندوف، ومن جهة أخرى من خلال تهديدهن بالانتقام إذا ما تجرأن وفتحن أفواههن بالشكوى أو الحديث عن محنتهن إذا ما نجحن في تحرير أنفسهن والعودة إلى إسبانيا.

وأوضحت في نفس السياق أن دعاة الانفصال يجبرون هؤلاء النساء على الإدلاء ببيانات كاذبة لإنكار حقيقة أنهن محتجزات ومحرومات من أبسط حقوقهن مشيرة إلى أن اختطاف النساء والشابات الصحراويات يشكل في حد ذاته انتهاكا صارخا لكل الاتفاقيات والمواثيق الدولية الخاصة بحقوق الإنسان.

وشددت على أن “البوليساريو تحاول تكميم أفواه هؤلاء النساء وتتجاهل معاناة عائلاتهن التي تبنتهن في إسبانيا”.

وأكدت أن ائتلاف “ليبرتاد إس سو ديريتشو” أحصى لحد الآن 50 حالة لشابات صحراويات تم احتجازهن ضد إرادتهن في مخيمات تندوف مذكرة بأن صحيفة ( إلموندو ) نجحت من خلال مصادر مختلفة من التحقق من وجود 150 من النساء الصحراويات اللواتي يعانين من نفس الوضعية ويعشن نفس هذه المأساة.

وذكرت الناشطة الإسبانية بمأساة كل من معلومة موراليس وكورية حافظ وهما شابتان تم اختطافهما واحتجازهما ويعشن منقطعات عن العالم الخارجي لمدة تصل على التوالي إلى ثلاث وثماني سنوات.

وقالت بافون “بشكل عام فإن حقوق النساء في مخيمات تندوف غير موجودة كما أن حالات حرمان النساء من الحرية في هذه المخيمات هي ممارسات منتشرة بشكل كبير”، مشيرة إلى أن مبادرتها تسعى إلى تحقيق هدفين اثنين يتمثل الأول في التوعية والتحسيس بأسباب ووسائل ظاهرة الاحتجاز خاصة من خلال ما يسمى ببرنامج “عطلة في سلام” لفائدة الأطفال الذين يظل بعضهم في إسبانيا بدون وثائق ولا يعودون إلى مخيمات تندوف فضلا عن إدانة الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان في حق الشابات والنساء الصحراويات.

وتابعت إيليسا بافون “لقد نددنا بهذه الحالات لدى وزارة الشؤون الخارجية الإسبانية وكذا لدى المؤسسات والهيئات الإسبانية المعنية بالعنف ضد النساء بالإضافة إلى منظمة الأمم المتحدة والبرلمان الأوربي من خلال فريق العمل الخاص به حول الاعتقالات التعسفية”.

ومن جهتها أكدت فاطمة أبورتو النائبة البرلمانية السابقة عن الحزب العمالي الاشتراكي أن المساعدات الإنسانية التي تمنح للبوليساريو تساهم بشكل كبير في الإبقاء على ظاهرة الفساد والرشوة والامتيازات التي يستفيد منها القادة الانفصاليون وعائلاتهم.

وأضافت أن المانحين لا يأخذون بعين الاعتبار إلزامية أن تكفل هذه المساعدات حقوق الإنسان للسكان المحتجزين في مخيمات تندوف لاسيما النساء اللواتي يمثلن الفئة الأكثر ضعفا وهشاشة.

وأدان الأبوان بالتبني للشابتين الصحراويتين معلومة موراليس وكورية حافظ ( 25 سنة ) وهما محتجزتان في مخيمات تندوف حالات العنف والممارسات الشنيعة التي تعرضت لهما هاتين الشابتين مشددين على أن ما يعانينه من أبشع أنواع العنف ومن ممارسات تحط من كرامتهن أضحى ظاهرة عامة وواسعة الانتشار في المخيمات.

وأكد كل من بيبي موراليس وماري كارمن دي ماتوس وهما والدا معلومة بالتبني أن حقوق ابنتهما بالتبني كما العديد من النساء الأخريات هي مهضومة وتنتهك يوميا منذ سنوات رغم الشكايات المتعددة التي تم تقديمها إلى العديد من المؤسسات والهيئات الإسبانية والدولية.

أما أم كورية حافظ بالتبني التي تم احتجازها عندما كانت لا تزال قاصرة فنددت بدورها باستغلال البوليساريو للشابات والنساء المحتجزات كأ “أداة للدعاية”، مشيرة إلى أن الأنكى والأمر من كل هذا أن الضحايا “يصبحن مجبرات على تسجيل مقاطع فيديو يتبنين فيها خطابا مختلفا عن دعواتهن للمساعدة والعمل على فك الحصار عنهم وإنقاذهن”.

و.م.ع

عن موقع: فاس نيوز ميديا