مراسلة : منصف بودري /تافرانت
تعاني جماعة تافرانت التابعة لدائرة غفساي إقليم تاونات من غياب لمشاريع تنموية تشمل القطاعات الحيوية التي ما فتئ السكان يطالبون بها ويلحون على ضرورة تزويد المنطقة بها للتخفيف من حدة التهميش بهذه المنطقة التي غادرها الكثير من سكانها في مقدمتهم الشباب، وذلك لانعدام أهم ضروريات العيش وهو الشغل، أمام تجاهل نداءاتهم من طرف المسؤولين.
هنا نتساءل هل الجماعة غير قادرة على جلب استثمارات وخلق شراكات حقيقة لتغيير واقع الحال؟
ومن جهة أخرى تبقى الخدمات الصحية من القطاعات الضعيفة جدا بجماعة تافرانت ، يوجد مركز صحي قرب مقر الجماعة ، لكنه يعاني من نقص في عدد الأطر الطبية التي تسهر عليه ،و غياب دار للأمومة، ومولدات، وطبيبة اختصاصية في التوليد، يفاقم من معاناة النساء الحوامل، حيث يضطررن للتنقل لأكثر من 70 كيلومترا إلى مدينة تاونات، لوضع حملهن، هذا إن لم تكن حالتها خطيرة، ويطلب من عائلتها نقلها إلى مدينة فاس التي تبعد ب 140 كيلومترا تقريبا.
أما بخصوص البنيات التعليمية ،تتوفر الجماعة على إعدادية ودار للطالب وثانوية و مجموعات مدرسية، تعاني بعض فرعياتها و أقسامها اهتراءا كارثيا كما هو الحال بمدرسة تاكونت و الرقعة، زيادة على ذلك تستمر معاناة التلميذات و التلاميذ مع الاكتظاظ و مشكل النقل المدرسي غير المفعل بتراب الجماعة على الرغم من وجود حافلة مركونة بمقر الجماعة ، تحرم بعض جمعيات المجتمع المدني من الإستفادة من خدماتها في إطار الرحلات الإستكشافية لمدن المغرب بسبب غياب السائق كما حدث مع جمعية السقيفة للتنمية والتعاون التي عرفت أنشطتها استحسانا من السكان محليا و إقليميا !!!
هنا نتساءل ما مصير الحجرات المهترئة بتراب الجماعة؟
و متى سيتم تفعيل النقل المدرسي ؟ ولما تحرم الجمعيات من الإستفادة من الحافلة التي تبقى ملكا للدولة ؟
بتراب هذه الجماعة المكنوبة تجري أحداث و وقائع “مسلسل العطش” سيناريو يتكرر في كل سنة، معاناة تعاد تفاصيلها مع فصل الصيف، ليهدد شبح العطش عشرات الدواوير المتناثرة بتراب الجماعة، فلا حديث سوى عن سبيل لضمان بعض قطرات الماء للبقاء على قيد الحياة،
مواطنون يعيشون بين مطرقة العطش وسندان التهميش الإقصاء، نفس المشاهد تتكرر ومعها معاناة مواطنين كتب عليهم أن يشقوا كيلومترات من المسالك الوعرة لبلوغ بعض الآبار والعيون حتى يتسنى لهم التزود بالماء.
تعثر مشروع تزويد الدواوير بالماء الصالح للشرب انطلاقا من محطة الورتزاغ الذي دشن من طرف صاحب الجلالة سنة 2010 بعد أن مدت بعض القنوات وأقيمت السقايات التي أصابها الإهتراء والضياع، حلم لم يتحقق رغم مرور سنوات على تدشين هذا المشروع الذي تأمل الكل فيه خيرا،
هنا نتساءل ما دور الجماعة في الترافع على قضية الماء؟
ومتى ستتحرك الجماعة للحد من مشكل الأعمدة الكهربائية المتساقطة والأسلاك المكشوفة التي تهدد حياة المواطنين والمواطنات؟
وتشهد الشبكة الطرقية بتراب الجماعة ضعفا قويا في البنيات التحتية وخاصة الطريق الجهوية رقم 419 ، التي أصبحت وضعيتها كارثية ولا تطاق مما جعل السكان يوقعون على عريضة مطلبية يستنكرون من خلاهها حالتها المزرية و يطالبون بالتدخل العاجل لإصلاحها، فهل ترافعت الجماعة عن طريق جهوية تمر بترابها سابقا ،علما أن الطريق شيدت منذ أكثر من 20 سنة ؟ زيادة على ذلك سياسة ترقيع المسالك الطرقية المؤدية إلى الدواوير ، التي تنهجها الجماعة كل سنة فتتحرك آلياتها لملء حفرها بالرمال التي تأخذ مجراها إلى الوديان مع حلول الأمطار ،فمتى ستفكر الجماعة في حلول جذرية عوض ترقيعية ؟
غياب دار الشباب و مركب ثقافي و انعدام البنية التحتية الخاصة بالتنشيط الرياضي والثقافي والتربوي، الشيء الذي يساهم في ضعف التنشئة الإجتماعية للطفولة والشباب بالمنطقة وانعدام افق ابراز المواهب و صقلها في شتى المجالات الرياضية والثقافية والفنية ، فمتى سينصف شباب تافرانت؟
إن التنمية المحلية بجماعة تافرانت تقتضي نوعا من الإبداع في صياغة برامج جماعية وجمعوية من شأنها فك العزلة الفكرية والثقافية والصحية والتربوية وأيضا الحقوقية على فئة فرض عليها الاستقرار بهذه المناطق التي لم تنل لا حظها ولا حقها في التغيير المنشود.
هل المسؤولية في واقع العزلة والفوارق المجالية التي لا تزال تتخبط فيها المنطقة تتحمله الجماعة فقط ؟
أم أن المسؤولية تتقسامها مع ممثلي المجتمع المدني ؟
عن موقع : فاس نيوز ميديا