لم يظهر أي أثر لبداية قص حبل تدشين الجيل الثالث من التنمية المندمجة بمكناس، إلا بالإفتتاح الشتوي للمسبح البلدي 2 (ذو القرنين) بباب بوعماير. لم يتم حتى التفكير في إمكانية تطوير ما تبقى من النموذج التنموي المتقادم بمكناس، والذي قيل أنه استنفد غاياته وفق محدودية أثر عوائده على بنيات المدينة و الساكنة. لكن النموذج الجديد التنموي بمكناس أصبح تمثله موضة المهرجانات، والتي برعت حقا في شد الانتباه إليها على طول الخط المستقيم من زمن الهدر الضائع بمكناس لإقلاع التنمية.
إنها (موضة) تسويق الفرح الزائل والزائف التي باتت تعاكس التنمية الذكية بمكناس المدينة والساكنة، حين نتحدث عن التنمية الذكية نحاصر بسؤال، هل المال المخصص لدعم المهرجانات كفيل بتحقيق التنمية التفاعلية المنشودة ؟. نعم، لن تكفي تلك الأموال وإن اجتمعت، ولكن نقول بحكامة الترشيد (نقطة، نقطة تتأسس التنمية) كبدايات أولية. فإذا ما أفضنا القول بالجواب عن ذلك السؤال المستهلك من طرف المسؤولين الكبار بالمدينة، فإننا نسقط في جدال بوليميكي عقيم، نسقط في خروجنا عن أصل الموضوع وهي التنمية وحكامة التدبيربمكناس.
إنتاج الضحك الفج بالزوال ، والغناء المستورد (الباهض الثمن) بأموال دافعي الضرائب خاصة (أب المهرجانات) بات مثل تنمية مستديمة في الضحك والغناء، وقد صدقت مقولة (كثرة الضحك تفسد محطات التنمية). نعم، أصبح الضحك والغناء (المستورد) من عناصر الإلهاء الرئيسة التي تنوم مطالب تنمية عادلة و شمولية، ومن العناصر التي تجذب المواطن للمشاهدة واستعمال (لايف)، أصبح الضحك والفرجة السريعة (الدخول بالمجان) مبررا قويا في صناعة الالهاء وتسويق بضاعة مربحة ونافذة (ما كاين مايدار في مكناس !!!).
لن نقول بأن تلك الأموال مهما صغر مبلغها أو كبر ظرفها المسلم للمغنين ومهرجي الضحك الضحل(أب المهرجانات)، ممكن بها صناعة تنمية عادلة، ولكن نلح على أن هناك أولويات المدينة والساكنة تستلزم الانكباب بالاستعجال وحل مشاكلها العالقة. أن هنالك برنامج عمل مدينة وجب ترسيم تفعيله على أرض واقعية. لن نلقي بالرماد على العيون ونبخس منجززات التمكين الحاصلة في هيكلة البنية التحتية، ولكن نطالب بإعادة النظر في صيغ تنظيم مهرجانات (لا تسمن ولا تغني من جوع تنمية مكناس مدينة وساكنة)، مهرجانات الاسترزاق والركوب على الشأن الثقافي والفني بالمدينة، مهرجانات نعلمها فقط يوم الافتتاح والختم ( ومول المليح باع وراح بكري). ممكن أن تتم ملاحظة أن كلامنا جاء بصيغة المطلق، لكن هناك تخصيص بقلة الذكر.
ما تحتاجه مكناس لتقول (للرأس غني)؟، لا تحصى عدا ولا ترتيبا رقميا. مطالب ساكنة مكناس تفوق واقع برنامج عمل الجماعة، مطالب مكناس تتسم بالموضوعية والوفاء لتاريخ المدينة، مطالب نختصرها في بنية تحتية ذكية ومتكاملة وفي عدالة اجتماعية وكرامة عيش للساكنة.
أصعب كلمات ألقى بها السيد عبد الله بوانو أثناء ندوته الصحفية الأخيرة، وهو يعلم صدق القول المسبق أن الرقم سيسيل مدادا بالنقد السلبي المتكرر. حين أقر الرئيس بوجود (4000 كلب متشرد بشوارع مكناس)، هو رقم لا نعلم أصلا مصدره الإحصائي، ولا من قام بعملية الاحصاء المضبوط بلا إفراط ولا تفريط !!!. المشكلة هي عند زمن (أب المهرجانات الرسمي) ، خوفنا على زوار وضيوف مدينة مكناس أثناء المهرجانات من تسيب الكلاب الضالة (المتشردة). فما رأيكم ساداتي الكرام بمكناس، سياسة دعم المهجانات، أم محاربة الكلاب المتشردة، أم خلق تأمين لسلامة ضيوف المهرجان من سوء تصرف الكلام الضالة ؟ .
متابعة للشأن المكناسي/ محسن الأكرمين.
عن موقع : فاس نيوز ميديا