خبير..أسباب انسحاب قطر من “أوبك” غير مقنعة

أثار إعلان دولة قطر، الإثنين، انسحابها من منظمة الدول المنتجة للنفط “أوبك” ردود أفعال سلبية نظر للأسباب التي ساقتها لاتخاذ هذه الخطوة.

وقال المهندس سعد بن شريده الكعبي، وزير الدولة لشؤون الطاقة، الإثنين: “هذا القرار يعكس رغبة دولة قطر بتركيز جهودها على تنمية وتطوير صناعة الغاز الطبيعي، وعلى تنفيذ الخطط التي تم إعلانها مؤخراً لزيادة إنتاج الدولة من الغاز الطبيعي المسال من 77 إلى 110 ملايين طن سنويا”.

إلا أن الخبير الاقتصادي، وضاح الطه، قال لـCNN عربية إن الأسباب التي سردها وزير الطاقة القطري للانسحاب من أوبك غير مقنعة، وليست مقبولة حتى من الناحية الفنية أو الاستراتيجية، فتطوير الطاقة في قطر لا يؤثر على كونها عضوا في أوبك.

وقال الوزير القطري، بحسب حساب شركة قطر للبترول على موقع “تويتر” إن دولة قطر عكفت خلال السنوات الماضية على وضع ملامح استراتيجية مستقبلية ترتكز على النمو والتوسع في قطر وخارج قطر، وأضاف أن : “تحقيق أهدافنا الطموحة يتطلب الكثير من التركيز والالتزام في تطوير وتعزيز مكانة دولة قطر العالمية الرائدة في إنتاج الغاز الطبيعي المسال”.

ورأى وضاح الطه أنه حتى مع تطوير حقل الشمال العملاق، فإن إنتاج قطر النفطي يعتبر محدودا، إذ بلغ 609 ألف برميل يوميا في أكتوبر، بما يمثل 1.9% من إنتاج أوبك.

وتابع الخبير الاقتصادي قائلا: “إذا يُفترض أن أي استراتيجية لا تؤدي للانسحاب من المنظمة.. فلا يوجد سبب اقتصادي لانسحاب قطر من أوبك”.

وأردف الطه: “حتى الدول التي تعاني من مشكلات أمنية مثل ليبيا ونيجيريا، أو مشاكل فنية مثل فنزويلا، أو مشكلات في الانتاج كما هو الحال في أنغولا، كل هذه الدول ترى أن تواجدها في أوبك أفضل لها من الخروج منها”.

وقال روبن ميلز، الرئيس التنفيذي لشركة قمر للطاقة، وهي شركة استشارية مقرها في دبي: “قطر منتج صغير إلى حد ما.. لذا فهي ليست مهمة في حد ذاتها”، وتابع قائلا: “لكنها خيبة أمل لدول أوبك لأنهم كانوا يحاولون جذب المزيد من الأعضاء.”

وينتج الدول الأعضاء في أوبك 44% من امدادات النفط العالمي، وتعمل على مراقبة السوق وقوى العرض والطلب فيه وتحديد مستوى الانتاج من أجل الحفاظ على استقرار الأسعار والعرض بالأسواق.

ورغم انخفاض حصة قطر من إمدادات النفط العالمية، واستحواذها على 1.9% فقط من انتاج دول أوبك، إلا أنها تعد بذلك أول دولة من الشرق الأوسط تنسحب من المنظمة، بعدما كانت أول دولة تنضم للمنظمة عام 1961، عقب عام واحد من تأسيسها من جانب 5 دول هي السعودية وإيران والعراق والكويت وفنزويلا.

وجاء الانسحاب القطري بعد عام ونصف من المقاطعة الدبلوماسية والاقتصادية لها من جانب كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر، وفي وقت تتعرض فيه المنظمة لهجوم من جانب الرئيس الأمريكي لدفعها لرفع الانتاج بما يكفل بقاء الأسعار منخفضة، ووسط مساعي سعودية حثيثة لحشد أعضاء المنظمة للخروج بقرار جماعي في اجتماع يوم الخميس المقبل 6 ديسمبر الجاري في فيينا حول مستوى الانتاج خلال الفترة المقبلة ومصير اتفاق خفض الامدادات.

عن موقع : فاس نيوز ميديا