في خطوة وصفت بغير المتوقعة بتاتا أثارت إستغراب جميع الموظفات والموظفين تقدمت مديرة مستشفى الغساني بفاس، على وضع طلب لنهاية مهامها على رأس المركز الإستشفائي الجهوي الغساني دون معرفة الأسباب الحقيقية وراء إتخاذ هذا القرار المفاجئ حسب مصادر مقربة، و عاش هذا المركز الإستشفائي تحركا غير عاديا ، بسبب توافد وتحرك العشرات من الموظفين و الموظفات على مكتب السيدة المديرة حسب ما توصلت به فاس نيوز fesnews حيث إلتمس الموظفون والموظفات من المعنية بالتراجع عن قرار طلب إعفائها، و ساد جو من الإستياء و الإحباط في صفوف العاملين بذات المركز؛ نظرا لقرب فقدان ربانا حقيقيا حسب وصف العديد من الموظفين الرافضين للقرار، مبررين ذلك أن الدكتورة مارسو زكية مديرة المستشفى تعتبر من أفضل المدراء الذين تعاقبوا على إدارة الأخير من جميع النواحي.
وتجمع الشغيلة الصحية بفاس و خاصة بمستشفى الغساني عن وجود طفرة نوعية خلال هذه السنة التي تزامنت مع وجود مديرة جديدة على رأس إدارة المستشفى المذكور، حيث تم تسجيل عدة مشاريع ستساهم في تحسين جودة الخدمات الصحية المقدمة للمرضى و تطوير آليات إشتغال الموظفين، و هو ما ساهم بشكل واضح في تحسين شروط العمل داخل هذه المعلمة الصحية الوطنية، و هذا يرجع بالأساس لأسلوب التسيير الغير مسبوق الذي إنتهجته السيدة المديرة، إذ اعتمدت على مبدأ التشاور و إشراك الجميع في اتخاذ كافة القرارات التي تهم المستشفى والمصلحة العامة عبر إرساء الهيئات الموازية التي فشل فيها المدراء السابقون، كمجلس الأطباء و الصيادلة و جراحي الأسنان و مجلس الممرضات و الممرضين و اعتماد نظام رؤساء الأقسام (ممرضون و أطباء)، تماشيا مع النظام الداخلي للمستشفيات، هذا التنظيم المحكم فتح الباب أمام الإدارة للعمل بروح الفريق و تغليب المصلحة العامة على المصالح الخاصة و بذلك سيطرت الشفافية و النزاهة في كل مناحي التدبير الإستشفائي، ليترجم ذلك إلى جو سليم و حماسي للعمل حسب مصادرنا المقربة.
من جهة أخرى ، يرى بعض العارفين بخبايا المستشفى ، أن الإدارة الحالية تمكنت من تحقيق عدة منجزات، تتجلى أساسا في:
- تعزيز العرض الصحي، من خلال: ربط جميع المصالح بالشبكة المعلوماتية لتجديد طريقة التدبير الكلاسيكية، فبقسم المختبر : تجديد أجهزة التحاليل الطبية بأجهزة متطورة، توسيع لائحة التحاليل لفائدة المرضى و النساء الحوامل، تعزيز مصلحة أخذ العينات بالموارد البشرية و اللوجيستيكية و المعلوميات، لإنجاز التحاليل الطبية دون أخذ مواعيد، أما بقسم الأشعة (بداية العمل بجهاز الرنين المغناطيسي من الطراز الرفيع، السكانير16 باريت و أجهزة أشعة رقمية بقسم الأشعة المركزي و المستعجلات )، وبقسم مركز التشخيص تمت إعادة ترميمه ليصبح بحلة باهيه مع القيام بعدة إجراءات، مكنت من تخفيض مدة المواعيد لمستويات قياسية، مقارنة مع مستشفيات المملكة، فيما قسم المستعجلات فكل الزائرين يتفاجؤون بالتنظيم المحكم ، حيث خصصت السيدة المديرة بالتنسيق مع مسؤولي القسم ، خلية للتوجيه و الفرز حسب درجة الاستعجال، و خصصت لذلك طبيبا عاما بمركز التشخيص يتكلف بفحص الحالات غير المستعجلة، التي وجهت له من قسم المستعجلات، كما استطاعت الإدارة الحالية إعادة فتح قسم الاستقصاء الوظيفي لأول مرة فيما يتعلق بأمراض القلب و الشرايين و الجهاز الهضمي، كما يُسجل تقدم مهم فيما يخص الأدوية ، إذ يتوفر المستشفى و بكميات كافية على أهم الأدوية الضرورية (سيروم ، مضادات حيوية ، أدوية التخدير، إبر مضادة لتختر الدم ، أدوية الآلام و المعدة ….) مما يعفي المرضى من اقتناء الأدوية لاستعمالها بالمستشفى، إما بالمركب الجراحي المركزي فقد تم إعادة تشغيل قاعتين ظلتا مغلقتين منذ أعوام ، فتح أبواب قسم جراحة الأطفال لأول مرة منذ إعادة فتح أبواب مستشفى الغساني سنة 2009 بعد توفير عدد كافي من الممرضات ، تامين الحراسة من طرف بعض الاختصاصات (جراحة المسالك البولية ، أمراض القلب و الشرايين ، جراحة الأطفال …).
- تحسين شروط عمل الشغيلة، من خلال: رد الاعتبار للأطر الصحية عبر تعزيز الامن الداخلي من خلال وضع كاميرات المراقبة بأهم الأقسام (قسم المستعجلات، مركز التشخيص، مكتب التسجيل ، وحدة الطب الشرعي …) و هو ما ساهم بشكل كبير في تناقص عدد الاعتداءات اللفظية و الجسدية، زيادة عدد حراس الامن الخاص الذين اعطيت لهم تعليمات صارمة بعدم استعمال العنف في حالة النزاعات واستحسان لباقة التدخلات السلمية لمحو الصورة النمطية عن هؤلاء العناصر داخل المستشفيات، عقد اجتماعات دورية مع مسؤولي شركات المناولة لتحسين خدماتها داخل المستشفى و يتعلق الأمر بشركة المناولة الخاصة بالوجبات الغذائية، حيث تم وضعها تحت مراقبة أخصائيي الحمية و التغذية ، و تم تكليف لجان خاصة لمراقبة شركات المناولة المكلفة بالأمن الخاص و النظافة، و بالمقابل قامت الإدارة بتعزيز المصالح بمضيفات الاستقبال لتسهيل عملية الولوج و التوجيه داخل رحاب المستشفى الجهوي بفاس .
أما عن المشاريع التي سترى النور قريبا: برمجة تزويد المختبر بنظام الترقيم المعلوماتي (LIS )، خلق مصلحة مركزية للتعقيم، توسيع قسم الولادة و أمراض النساء، انشاء قطب جهوي خاص بأمراض الام و الطفل، إنشاء قطب التميز في مجال جراحة المسالك البولية، إنشاء قطب التميز في مجال أمراض القلب و الشرايين.
عن موقع : فاس نيوز ميديا