بهدف التحسيس بظاهرة العنف وخطورتها على التنشئة التربوية والاجتماعية للطفل ، وفي أفق جعل المؤسسة التعليمية منفتحة على محيطها تتصدى للعنف في وسطها وتجعله في صدارة الاهتمام والانشغال لمختلف الفاعلين الإداريين والتربويين والجمعويين وباقي شركاء، احتضنت القاعة الكبرى بإعدادية القدس بمديرية فاس فعاليات ندوة محورها” العنف في الوسط المدرسي لقاءات تحسيسية من أجل مقاربات مندمجة” وذلك يوم الجمعة 16 نونبر 2018 بكل من إعدادية القدس حي الأدارسة الجمعة 23 نونبر 2018 ثانوية عبد الكريم الرايس بمديرية فاس بحضور رئيس قسم الشؤون التربوية ورئيس مصلحة الارتقاء بتدبير المؤسسات التعليمية بالأكاديمية ورئيس مصلحة الشؤون التربوية بالمديرية وعدد من المهتمين والباحثين من الأطر الإدارية والتربوية وتمثيليات من النسيج المدني فضلا عن عينة من تلامذة المؤسسة .
الندوة استهدفت تلاميذ التعليم الأساسي بالسلك الابتدائي والسلكين الإعدادي والثانوي التأهيلي الإدارة التربوية الأطر التربوية جمعيات أمهات آباء وأولياء التلاميذ وجمعيات المجتمع المدني .
وحسب المنظمين فإن هذا اللقاء التفاعلي مع تلاميذ المؤسسات التعليمية يأتي في إطار تنفيذ مخطط اللجنة الجهوية للتكفل بالنساء والأطفال ضحايا العنف والذي تشرف عليه النيابة العامة لمحكمة الاستئناف بفاس والذي تعتبر الأكاديمية طرفا فاعلا في صياغته وتنزيله وأجرأته.
في كلمة له بالمناسبة ثمن الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بفاس العمل التنسيقي بين الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة فاس مكناس والنيابة العامة ، مرحبا بالمشاركين من الأطر والتلامذة . وأوضح السياقات العديدة التي جاءت فيها هذه المبادرة والتي تهدف إلى وضع مقاربة مندمجة للوقاية ومناهضة العنف بالوسط المدرسي، وترسيخ السلوك المدني لدى الناشئة ومختلف الفاعلين في قطاع التربية والتكوين
رئيس مصلحة الارتقاء بتدبير المؤسسات التعليمية بالأكاديمية جمال الفريشة من جهته أشار أن هذا اللقاء التحسيسي يهدف إلى تنزيل شعار الوزارة لهذه السنة ” مدرسة المواطنة” في أفق تخليق الفضاء المدرسي والارتقاء بالتعلمات كما وكيفا ، وتحسين مؤشر التنمية البشرية للانضمام إلى مصاف الدول الصاعدة. واعتبر الفريشة أن الحياة المدرسية مدخل أساسي لتحسين المناخ التربوي والحد من العنف.كما أبرز إلى الأدوار الهامة التي أصبحت تقوم بها خلايا الإنصات والوساطة داخل المؤسسات التعليمية لتعزيز التواصل الإيجابي بين مكونات المجتمع المدرسي واحتواء العنف بمختلف أشكاله.
من جهتها تطرقت السيدة نعيمة الراجي نائبة الوكيل العام للملك في مداخلتها إلى المقاربة القانونية والقضائية لمعالجة الصعوبات التي يواجهها الأطفال في مختلف الوضعيات. فيما تناولت عميدة الشرطة خديجة جنة رئيسة قسم الأحداث إلى دور الشرطة القضائية في تطويق العنف بالوسط المدرسي أما الأستاذ كمال بليط هو أستاذ باحث في علوم التربية فقد ركز في مداخلته على المقاربة التربوية للعنف المدرسي. من جهته ركز الدكتور حمزة شينيو وهو باحث في علم النفس على المقاربة السيكولوجية للعنف المدرسي. وفي الأخير قارب الاستاذ عبد الرحيم السليماني دور العمل الجمعوي في تطويق واحتواء مختلف اشكال العنف.وقد أدار هذا اللقاء باقتدار كبير الأستاذ محمد وشن رئيس قسم كتابة الضبط بمحمكة الاستئناف حيث عمد إلى تنشيط هذا اللقاء الذي عبر فيه التلاميذ عن اهتماماتهم ومواقفهم من العنف وتساءلوا عن السبل والوسائل للحد من هذه السلوكات المشينة الذي تسيئ للمدرسة المغربية.
وقال رئيس قسم الشؤون التربوية أن الأكاديمية و المديريات الإقليمية التابعة لها بتنسيقها وتفاعلها مع شركائها خلايا التكفل القضائي بالنساء والأطفال اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان جمعيات الآباء تسعى الى خلق أطر تربوية متشبعة بثقافة حقوق الإنسان وبالقيم المجتمعية قادرة على التصدي للظاهرة التحسيس بظاهرة العنف في الوسط المدرسي ، وذلك عبر وإحداث تفعيل آلية عملية على الصعيد الجهوي لرصد الظاهرة والوقاية منها ،وإحداث آلية عملية جهوية لرصد وتتبع وتقييم ظاهرة العنف المدرسي ،
وعلى صعيد آليات التنفيذ، أوصى المتدخلون بتدابير وقائية من بينها بتكثيفتنظيم أيام تحسيسية بالظاهرة بالمؤسسات التعليمية، تبادل المعطيات والوثائق والإصداراتالمتعلقة بالعنف في الوسط المدرسي بين الفاعلين في المجال المرتبط بعمل مراكز الوقاية ومناهضة العنف بعمل خلاياالتكفل على صعيد المحاكم وكذا الخلايا المشكلة على صعيد الشرطة القضائية ، وأوصوابخلق خط هاتفي مباشر بين مراكز الوقاية ومناهضة العنف المدرسي وخلايا المحاكم وكذا خلايا الشرطة القضائية ،فضلا عن إعدادبرنامج للتكوين في مجال حقوق الطفل وتفعيل مشاركة النيابة العامة داخل مجالسالتنسيق للمراكز الجهوية والاقليمية للوقاية ومناهضة العنف المدرسي، وكذا استثمار وسائل الإعلام السمعية والبصرية والإلكترونيةفي عمليات التحسيس والوقاية ومناهضة العنف المدرسي ، وإحداث لجنة موضوعاتية مصغرةتتكون من النيابة العامة والأكاديمية ج ت ت وجمعية التلاميذ والشرطة القضائية إلىجانب اللجنة المحلية والجهوية للتكفل بالأطفال على صعيد محكمة الاستئنافمجالس التنسيق الجهوية والاقليمية لمراكز الوقاية ومناهضة العنف المدرسي . وقدتميزت الندوة بمناقشة تفاعلية مفتوحة مع التلاميذوالأساتذة اتسمت بالواقعية والموضوعية.
عن الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين جهة فاس مكناس.
عن موقع : فاس نيوز ميديا