خاصية تنفرد بها دورات مجلس جماعة مكناس بالتميز وهي الكلام المستفيض وحرية (الهضرة ) بالإفراط المباح. حيث عقد مجلس جماعة مكناس دورة استثنائية في يوم الجمعة الثانية من شهر دجنبر لختم دورات سنة 2018، افتتاح الدورة كما جرت به العادة تستهل بالاستماع إلى ملخص الدورة السابقة مع (كوكتيل) من الإخبارات والإحاطات المتنوعة. ثم الدراسة والمصادقة على الميزانية الرئيسية والميزانيات الملحقة لها برسم السنة المالية 2019، وكذا برمجة الفائض التقديري لها، واستعراض ما تبقى من اتفاقيات الشراكات 2018 الكثيرة. وحتى تتم الملحمة بالشكل الديمقراطي التشاركي فلا بد من إعطاء الحرية لفرق المعارضة لإبداء الرأي والنقد و التنفيس عن الذات بالكلام المباح و المسؤول.
مرت سنة أخرى بمتوالية تمام إقفال منتصف ولاية مجلس/مكتب جماعة مكناس وحتى الآن لم نتمكن من معرفة الحصيلة التنموية بالمدينة بالشكل البياني و الإحصائي. لم نتمكن من الوقوف على سلم التنمية بمكناس بالتقويم المرحلي بغاية الضبط والتعديل، لم نتمكن من تحييد الهذر الزمني الذي يداهم تجديد النموذج التنموي المندمج بمكناس وفق المستجدات الوطنية والجهوية.
نجاح النموذج التنموي بمكناس لا زال حبيس ملفات (برنامج عمل الجماعة 2016/2021) والذي لا يظهر له أي أثر في حديث الجلسات العادية والاستثنائية التي يعقدها مجلس جماعة مكناس بالتتبع والتمحيص العملي، إلا ما يربو من اتفاقيات شراكة ترهق نقاشات أعضاء المجلس بالدراسة وتفكيك شفراتها الخلفية والخفية.
فإذا ما اعتبرنا أن هيكلة البنية التحتية للطرقات بالإصلاح هو من بين بداية التنمية الدائرية بالمدينة، فإن تلك الطرقات لم تفض بنا إلى علامات تشوير كاشفة نحو امتلاك معالم التنمية التفاعلية التي تخدم الساكنة والمدينة. حين تسأل ماذا تغير بمدينة مكناس خلال نصف الولاية الأولى للمجلس الجماعي؟. ممكن أن تكون الأجوبة محبة للاختصار، لأن الإطناب لا يمكن في هذا الباب مادامت التنمية التفاعلية وتجديد النموذج التنموي بمكناس لازال معطلا إلى حين حضور حصة مكناس من المال العام. ممكن أن تكون الإجابة تحمل قول، لا علم لنا إلا طرقات ركيزة السيولة لازالت الأشغال مستمرة بها للهيكلة والتصويب. فيما الجواب الذي ممكن أن تتلقاه من أكثر من فرد من الساكنة،(الحمد لله مكناس ناشطة، من مهرجان إلى مهرجان، (الطبل والغيطة) خدامة… الحمد لله كل المهرجانات بدون أداء والدعوة عامة وتبقى واقفا عند (حد) باب قاعة المنوني). سيكون جواب العامة بالتردد في تنمية ظاهرة للعيان وهي التكثير من سويقات القرب حتى فوق (مقابر تاريخية)، هنا ستعلم أن ساكنة مكناس غالبيتهم تشتغل في معمل الشعب (البريكولاج/ وتدوير البيع والشراء).
بمكناس نجاحنا خلال منتصف الولاية الحالية يتحدد في خلق رؤية حلم (ماض وحاضر) توزع فوق منصات المدينة وعلى مسامع الساكنة الساكنة، حلم إنشاء قصر مؤتمرات (مسرح كبير)، حلم ملعب كبير عند كل (شطحات) تنظيم كأس العالم، كلية طب…، مدرسة عليا… هي الأحلام التي تخرج الساكنة من غرف الإنعاش الباردة إلى أمل الشفاء. أجمل ما بمكناس أن المكتب المسير للجماعة يمارس على الساكنة مسكنات مصطلحات مراكز الكوتشينغ (كن إيجابيا برؤية التنمية بمدينتك…فكر في النجاح ولا تلوح بالانتقادات… ثق بمكتب جماعتك ورؤيته الإصلاحية، والتي لايوقفها الانتقاد من مواصلة السير قدما…).
هي حصيلة سنة تنضاف إلى أخرياتها العجاف (بالاستثناء بين المكونات الطبقية للساكنة بالمدينة). هي حصيلة لا يمكن أن يخرج عليها المكتب المسير زكاة أرباح التنمية على الساكنة ولو قولا، مادامت مداخلها كاسدة و ميزانية الجماعة في تناقص في موارد تحصيلها. هي حصيلة سنة سيتم تنظيم لقاء إعلامي حولها لتسويقها بوضعية الرقية النفسية للساكنة (وليست الشرعية) ، ندوة صحفية أضحت نمطية (الخطاب) تستحضر المشاكل الصغرى (القطط و الكلاب المتشردة بالمدينة …)، وتتلافى الخوض في أوجه تثبيت التنمية المندمجة العادلة. ندوة صحفية إن صح تنظيمها فلا بد من توجيه الدعوة لوجوه معارضة بالمجلس لطرح رؤيتها أمام إعلاميي المدينة دون الاكتفاء بالرأي الأحادي الوحيد.
متابعة للشأن المكناسي / محسن الأكرمين.
عن موقع : فاس نيوز ميديا