ترأس السيد سيدي صالح داحا ، عامل إقليم تاونات يوم الخميس 13 دجنبر 2018 فعاليات اليوم التواصلي الموضوعاتي الجهوي المنظم بمقر عمالة إقليم تاونات من طرف الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة فاس مكناس والوكالة الألمانية للتعاون الدولي (GIZ) بتعاون وتنسيق مع عمالة إقليم تاونات حول موضوع واقع وآفاق التعليم الأولي وسبل النهوض به وتطويره، تحت شعار : ” أي نموذج للتعليم الأولي بالوسط القروي”، بحضور السيد الكاتب العام للعمالة ومدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة فاس مكناس وممثلي الوكالة الألمانية للتعاون الدولي والمديرين الإقليميين لوزارة التربية الوطنية على صعيد الجهة ورؤساء الجماعات الترابية وعدد من الأطر والجمعيات العاملة في حقل التربية والتكوين .
ويروم هذا اللقاء الذي تضمن برنامجه إلقاء مجموعة من العروض والمداخلات وعرض بعض التجارب في المجال، التعريف بالبرنامج الجهوي لتعميم وتطوير التعليم الأولي ورصد واقعه وتقاسم معطيات حول الخطة الجهوية ذات الصلة بالموضوع وآفاق النهوض به واقتراح المسارات الممكنة لرفع تحديات الوسط القروي.
وتميزت أشغال الجلسة الافتتاحية للقاء بالكلمة التوجيهية للسيد عامل الإقليم، أكد فيها على أهمية قطاع التربية والتكوين باعتباره من القطاعات الحيوية والاستراتيجية ورافعة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية لبلادنا وعماد تأهيل الرأسمال البشري، والذي تعتبر معطياته من أهم المؤشرات التي يقاس بها مدى تقدم الدول، مضيفا أن تنظيم هذا اللقاء يأتي في سياق تجسيد العناية الفائقة التي يوليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله لإصلاح منظومة التربية والتكوين بالمملكة، حيث يشكل إصلاح منظومة التربية والتكوين إحدى الأولويات بعد قضية الوحدة الترابية.
وأبرز أن التعليم الأولي يعد مرحلة حاسمة في النمو المعرفي للأطفال قبل التحاقهم بالمدرسة، لأنه يمكنهم من الولوج السلس للدراسة وتحقيق النجاح في مسارهم التعليمي وبالتالي الحد من ظاهرة الهدر المدرسي في صفوفهم، كما يهدف إلى تقليص فوارق الوسط الاجتماعي وبذلك فهو يشكل القاعدة الصلبة والمرتكز الأساسي لإصلاح المنظومة التربوية .
وأضاف السيد عامل الإقليم أن قطاع التعليم يشكل محور صلب انشغالات السلطة الإقليمية التي تواكب عن كثب وباهتمام بالغ قضاياه من خلال بذل مجهودات كبيرة بتنسيق مع مختلف المتدخلين ، مستعرضا حصيلة المشاريع المنجزة والتي توجد في طور الإنجاز في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية خلال الفترة الممتدة ما بين 2005 و 2018 والتي تبلغ 369 مشروعا ، رصد لها غلاف مالي إجمالي يفوق 264 مليون درهم، تمثل فيه مساهمة المبادرة حوالي 184 مليون درهم. وتهم هذه المشاريع إعادة تأهيل المدارس وبناء وتوسعة وتجهيز دور الطالب والطالبة التي يقدر عدد ما هو منجز ومبرمج وفي طور الإنجاز ب 47 مؤسسة واقتناء 121 حافلة للنقل المدرسي ودراجات هوائية لفائدة التلاميذ وبناء وسكنيات وظيفية لفائدة رجال التعليم واقتناء محفظات مدرسية بلوازمها في إطار المبادرة الملكية مليون محفظة و 40 مشروعا تهم إحداث وتجهيز وإصلاح رياض الأطفال وأقسام التعليم الأولي، يستفيد منها 1889 طفلا بتكلفة إجمالية تقدر بحوالي 12 مليون درهم تمثل فيها مساهمة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية حوالي 11 مليون درهم.
كما ذكر بالعناية التي أولتها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في مرحلتها الثالثة للتعليم الأولي من خلال البرنامج الرابع الذي أطلق عليه الدفع بالتنمية البشرية للأجيال الصاعدة والذي يهدف إلى التخفيف من مظاهر التفاوتات على مستوى التعلم مع دعم الانفتاح لدى الأطفال والشباب.
وفي نهاية تدخله، أهاب بضرورة التعبئة الشاملة لكل الفاعلين بالإقليم من ممثلي القطاعات الحكومية والجماعات الترابية وجمعيات المجتمع المدني ومؤسسات القطاع الخاص، والانخراط الواسع والمسؤول وتضافر الجهود من أجل كسب رهان إنجاح التعليم الأولي وتحقيق أهدافه.
من جانبه، أكد السيد محسن الزواق مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة فاس مكناس، أن هذا اللقاء الجهوي يندرج في إطار تنزيل البرنامج الوطني لتطوير وتعميم التعليم الأولي، الذي أعطيت انطلاقته يوم 18 يوليوز الماضي، تماشيا مع مضامين الرسالة الملكية السامية الموجهة إلى المشاركين في هذا اللقاء الذي يعد ثاني محطة موضوعاتية بعد تنظيم لقاءات وورشات مكنت من بناء قاعدة أولية للمعطيات.
كما قدم معطيات ومؤشرات إحصائية حول التعليم الأولي بالجهة باعتبار أنه محددا للنجاح المدرسي، مشيرا أنها تتوفر على 1859 فرعية للمدارس الابتدائية ، تمثل 42 % من مجموع المتمدرسين بالجهة ، وأن نسبة التمدرس الجهوية بالتعليم الأولي تبلغ 54 % ، لكنها لا تتجاوز 29,69 % بالوسط القروي.
وبعد كلمة السيد محمد السلاسي رئيس المجلس الإقليمي لتاونات، ألقى السيد قنديل بوكرين مدير الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات بتاونات مداخلة حول مساهمة الوكالة في إعداد تشخيص حول قطاع التعليم الأولي بالإقليم في إطار مشروع برنامج إنعاش التشغيل بالوسط القروي.
واشتملت الجلسة العامة لهذا اللقاء على عرض تقديمي جهوي حول المشروع الجهوي لتطوير وتعميم التعليم الأولي بجهة فاس مكناس: قراءة في بعض جوانب الخصوصيات المجالية للجهة، من تقديم رئيس مصلحة التخطيط بالأكاديمية الجهوية وعرض تقديمي إقليمي حول المشروع الإقليمي لتطوير التعليم الأولي بمديرية تاونات قدمه رئيس مصلحة الشؤون التربوية بالإضافة إلى عرض تجارب الفاعلين في النهوض بالتعليم الأولي بالوسط القروي لكل من المؤسسة المغربية للتعليم الأولي في تعميم وتطوير التعليم الأولي على الصعيد الوطني ولجنة القيادة الإقليمية بتاونات لمشروع إنعاش تشغيل الشباب بالوسط القروي والشبكة الإقليمية لتنمية التعليم الأولي بإقليم بولمان: النموذج التعاوني.
وبعد المناقشة، عبر مختلف المتدخلين عن وعيهم بأهمية التعليم الأولي واستعدادهم الانخراط الإيجابي في النهوض به وتطويره وإنجاح تعميمه.
عن مصلحة التواصل بعمالة اقليم تاونات.
عن موقع : فاس نيوز ميديا