الصدمة كانت قوية لترحيل مهرجان المسرح الوطني من معقل البدايات بمكناس نحو مدينة تطوان. رجة الترحيل نالت تلاوة التأسي، ولما حتى البكاء على بقايا أطلال مورد الفعل الثقافي بالمدينة والذي بدا يحتفل بـمهرجانات (الطبل و الغيطة). لكن مدينة مكناس تبقى حاضرة بسجل المسرح الوطني بمفكريها ومثقفيها الذين يحملون بصمة التميز في خلق الحدث الثقافي المحلي والوطني. فإذا جاز لنا وصف الفعل المسرحي بمكناس فإنه يحق لنا وصفه بكل فخر واعتزاز بأنه طائر الفنيق الذي يحيى من رماده كما علمتنا أساطير التاريخ الماضي. مدينة مكناس تخلق الحدث و تتخطى معاول النسف للفعل الثقافي النظيف (ترحيل مهرجان المسرح الوطني )، تخلق كاشف نور نحو خشبة المسرح الاحترافي و الإعلان عن ميلاد مهرجان مكناس للمسرح في دورته الأولى.
الإعلان عن ميلاد مهرجان مكناس لمسرح الاحتراف ، لم يكن وليد صدفة ولا تحصيل فراغ بمؤشر الردم التراكمي، بل يمكن اعتباره تحد ومناولة طيعة للنجاحات المكتسبة السابقة، و تطوير للفكر و الفعل المسرحي بالمدينة. وهذا يتضح جليا حين أعلنت فرقة الشامات العريقة في الفن المسرحي على ركوب التحدي ومعاودة بناء أسس نجاح رؤية أولى لمهرجان مكناس للمسرح تحت شعار(مكناس خشبة لمسارح العالم).
صدق القول يحدث ، من خلال الوفد الرسمي الحاضر لحفل الافتتاح برئاسة عامل المدينة، تلحظ أن الدعم المعنوي حاضر بقوة لإعادة مكانة المسرح الاحترافي بمكناس، تلحظ أن الوفد والجمهور الحاضر استمتع بفقرات الافتتاح بكل أريحية و شوق تفاعلي. تتبع الجمهور الحاضر فقرات الافتتاح كان بالموازاة مع استحضار الزمن الجميل العائد بالحياة لخشبة المسرح الاحترافي بمكناس.
الدورة الأولى استهدفت أساسا بناء التلاقح المسرحي بين التجارب العالمية الاحترافية، كما تم اعتبار الدورة غير تنافسية و ستحتضن نماذج من مدارس المسرح لكل من الجزائر، تونس، مصر، فرنسا، سويسرا، بالإضافة إلى المشاركة المغربية. فضلا عن تنظيم ورشات تكوينية في المسرح من تأطير وجوه مسرحية من المغرب والخارج. كما تم في حفل الافتتاح تكريم هرم مسرحي و سينمائي من مصر الفنان محمد صبحي، وكذا عرض مسرحية الافتتاح (بريسا) لفرقة مسرح الافق من تطوان، فيما كان التقديم لجندل قدس ورشيد الفكاك.
وحتى يعود التوهج للمسرح الاحترافي بمكناس فلا بد من تضافر الجهود بالتشبيك والدعم المعنوي والمادي من كل القطاعات التي لها دور الرعاية الثقافية، لا بد من تسويق منتوج مهرجان المسرح بمكناس على الصعيد الوطني و لما حتى الدولي، لا بد من الاهتمام بالتسويق الإعلامي كمرتكز أساس لنيل المشاهدة والتتبع وعقد ندوات الإخبار والإحاطة قبل يوم الافتتاح، لا بد من تجاوز بعض معيقات التنظيم واللوجستيك ، لا بد من اقتحام الاحترافية في التنظيم وعدم ترك المساحات البيضاء بالقاعة أو على الخشبة ، لا بد من التفكير في تاريخ ملائم للمهرجان بعيدا عن ما يقع بتطوان.
هو مهرجان مكناس للمسرح في دورته الأولى (مكناس خشبة لمسارح العالم)، هي الزهرة الأولى لمشاتل ثمار قادمة من فرقة مسرح الشامات، هي العودة التي ترتضي التنوع و التفرد ، ترتضي خلق بصمة جينية للمسرح الاحترافي بمكناس.
متابعة للشأن المكناسي / محسن الأكرمين.
عن موقع : فاس نيوز ميديا