بين فضيحة وفضيحة تجد فضيحة الى متى؟؟؟؟؟؟؟؟؟
تعتبر الاحداث التي تقع في كل الدول سواء الإيجابية منها أو السلبية، جزء لا يتجزأ من الوقائـــــع و السيرورة الحياتية لكل مجتمع، و التي لا يمكن التنصل منها، بل يجب استغلالها من أجل المجتمع و النهوض به و تطويره، و الانتقال السريع من حدث سلبي الى اخر ايجابي و التركيز على الإيجابي، الا أننا و للأسف في مجتمعنا المغربي أصبحنا مجتمعاً يعشق الفضائح و تربطه بالفضائح علاقـــــة حب و غرام لا أظن أنا شخصيا أن حبل وِدِها قصير، و تبقى أكثر الفضائح التي يركز عليها المجتمع المغربي هي تلك التي ترتبط بأشخاص معنويين سواء كانت شخصيات عمومية أو دونها، و بالتالي أصبح لزاماً علينا دراسة هذه الوضعية و طرح العشرات من الاسئلة على الاقل للحد من هذا الارتباط الوطيد الذي تم خلقه و خصوصا للأجيال الصاعدة، و بالتالي لماذا أصبح المجتمع المغربي يبحث عن الفضائح أكثر من بحثه على المعلومات و الأفكار المفيدة؟؟
و أنت تتجول على جميع أنواع منصات التواصل الاجتماعي بداية من فيسبوك و مرورا بيوتيوب الى انستغرام أو غيرها من المنصات ذات الاستعمال الكبير و الواسع بالمجتمع المغربي، فستجد أن من يحتلها و يسيطر على صدارتها هي الفضائح و التي لها علاقة بشخصيات سواء عمومية أو غيرها من الشخصيات الغير عمومية أو الاحداث التي ترافق السيرورة العادية للحياة اليومية للمجتمع المغربي و التي انتقلت بدورها الى حديث المقاهي و الشارع و حتى البيوت، بل تجاوزت ذلك الى أماكن العمل و الكل يناقش و يبحث عن فضيحة معينة أو حدث سلبي معين، فأصبح تداول و مناقشة هذه الامور يسيطر على أزيد من 90% من نقاشاتنا وحواراتنا اليومية، و بالتالي هل عقول المغاربة و أفكارهــــم -أكيد لا نعمم- تم غسلها و برمجتها على الفضائح و الاهتمام بها لطبيعة المجتمع المغربي؟ أم هي من أجل إلهاءهم عن أشياء أهم قد تربك حسابات بعض المستفيدين من هذا الحال و الوضع الذي أصبح سائدا.
المجتمع المغربي – أكيد لا نعمم – أصبح عوض البحث عن هِوَيات تمنحه الاضافة سواء في الحياة العادية جسديا أو ثقافيا أو فكريا، فقد أصبح شغله الشاغل هو البحث في خصوصيــات الاخــــرين و البحث عن الفضائح أكثر من البحث عن ما قد ينمي المجتمع و الفرد فتجد على سبيل المثال لا للحصر شخصان أحدهما ينشر شريط توعوي ثتقيفي لا يُرى إلا من طرف أشخاص معدودين قد لا يتجاوزون المئة و الشخص الاخر نشر شريطا جنسيا فيحصد به الالاف من المشاهدين بل الملايين في حين أن الاول بدل مجهودا و الثاني حتى جودة الشريط تجدها لا ترى جيدا، بل تجد المتتبع يبدل مجهود في التركيز ليلتقط ولو اشارات من الشريط، بالاضافة الى أن هذا الوضع يُستغل على نحو جيد من طرف الجرائد الالكترونية و القنوات على منصات التواصل الاجتماعي – أكيد أعيدها مرة أخرى أنا لا أعمم- و أصبحت تنهج نفس النهج و تعتمد على عناوين لمقالاتها من طينة شاهد فضيحة فلان أو أدخل قبل الحذف أو رد فلان على فلان و غيرها من العناوين ذات الصبغة الفضائحية،و هذا إن دَلَ على شيء فهو يدل على المستوى الثقافي و الفكري الذي أصبح عليه المجتمع المغربي في الفترة الحالية حيث أن إحدى أهم خصال المجتمع المغربي التي غزته وأًصبحث تميزه هي “تفضوليت”.
أكيد في ختام هذا المقال لا أريد أن أكون متشائما لكن أود أن اتوجه للمجتمع المغربي بكل مكوناته وأطيافه كيفما كانت، أناشده بالقول إن إهتمامك بالفضيح بعيداً عن نقاش جادٍ يخوضُ في مشاكل وطنك و عدم اهتمامك بها و اهمالها هو هدفٌ لمن يروج ثقافة الفضيحة داخل المجتمع، و بالتالي إرقى بنفسك علياً و كن متتبعا لما قد يفيد مجتمعك لأنه يُنْئِي بك بعيدا عن ما يريدون به شَغْلَك، فكلما غُصْتَ في تتبع الفضائح كلما ابتعدت عن الخوض فَماهو مهم كمشاكل التعليــــــم و الصحة و الاقتصاد و تطوير البلاد، فهناك مثل معروف و شائع إذا ما أردت شخصا أن يبتعد عن موضوع معين فأشغله بموضوع أخر و انتهى.
الكاتب : عبدالاله رشقي
عن موقع : فاس نيوز ميديا