تحية إجلال وإكبار الى كل من ضحى من أجل سلامة الغير، ومن أجل راحة الاخرين ، ومن أجل سلامة الوطن، ومن اجل تحقيق العدل، وحتى من أجل دوام التنمية فهناك صراحة جنود خفاء قليل منا من يتذكرهم ومنهم موظفي الادارة العامة للسجون فتحية إجلال و إكبار لهم ……
وانا احببت عبر هذا المقال ومن خلال هذا الصرح المنير ان اقوم بتنويه لفئة قلما نسمع عنها او نري لها اثر عبر صفحات الجرائد
انهم موظفي المندوبية العامة للسجون الذين يعملون في نظام البيئة المغلقة فهم اشبه بمجتمع النمل في جحورهم لا احد يعلم طبيعة عملهم وماذا يفعلون داخل تلك الاسوار العالية بل ان نظرة الناس لهم سلبية لدرجة كبيرة فلو قلت لاحدهم انا اعمل موظف في السجن لنظر اليك ولسان حاله يقول بالطيف من الحبس ومن الناس الي تخدم فيه بل ويتعوذ و….؟
واحبت هنا ان اسلط الضوء على هذه الفئة من الموظفين التابعين للمندوبية العامة للسجون ولتغير نظرة المجتمع لهم على الاقل
وتوضيح معاناة هذه الفئة من المجتمع نعم انهم يعانون في صمت رهيب نعم انهم يعانون .. قد يستغرب الكثير ان قلت ان موظفي السجون الذين يعملون في السجن يعملون طول ايام السنة فلا اعياد ولا عطل ولا مناسبات فالموظف في ادارة السجون يعمل في كل ايام السنة بل تلغي عطلته في هذه الاعياد والمناسبات بحيث تتجاوز ساعات العمل الأسبوعية( 54 ساعة أسبوعيا (عند موظفي الحراسة الذين يستفيدون من يوم واحد ونصف من الراحة أي أكثر من 10 ساعات و نصف في اليوم، بغض النظر عن تأخر خروج الموظفين من المؤسسة إلى حين انتهاء عملية النداء التي تفوق الساعة .وبرغم من هذه المعاناة وما يكابده موظف السجن من معاناة يومية في فضاء مغلق وفي ظروف مزرية لا تراعى فيها انسانيته وفي المقابل يطلب منه ان يكون مربيا و مدمجا لفئة نبذها المجتمع وعاب على سلوكياتها.
وبرغم ما تعانيه هذه الفئة من المجتمع من عدم تقدير وبرغم ما تعانيه من امراض نفسية و عضوية خاصة المكلفين بالحراسة الليلية الذين يعاني اغلبهم من امراض الروماتيزم بسبب طول فترة العمل الليلي التي تتجاوز 15 ساعة، مقابل راتب لا يصل الى 4000 درهم ، ولو نظرنا للفرق بين السجين و الموظف ؟ سوف نجد ان كلاهما يقضيان يومهما في نفس المكان ، الفرق انه في اخر الْيَوْمَ السجين يدخل فراشه ليرتاح والموظف يبحث عن المواصلات و يرهق في الطريق ليذهب لبيته، السجين يوما ما يغادر السجن و الموظف يبقى محكوم بطبيعة عمله.
وبرغم من اهمية وحيوية واستراتيجية مهمة موظفي السجون والتي تتمثل في تطبيق العدالة من خلال تنفيذ الاحكام القضائية للعقوبة السالبة للحرية وتعليم السجناء المتمثل في تطبيق سياسة اعادة الادماج وبرغم من هذه المهام الجسيمة الاخر التي يقوم به موظفي السجن لم نجد أي من المنابر الاعلامية سلط الضوء على هذه الفئة التي تستحق منا اكثر من التنويه والاشادة والشكر فموظفي السجون هم رجال الأمن بامتياز الساهرين على سلامة المواطنين يعملون ليلا نهار في صمت هم في الحقيقة يستحقون كل الاحترام وتشجيع والخلاصة هي أن العاملين في السجون يؤدون مهام جليلة ونبيلة داخل المجتمع لذى وجب الاهتمام بهذه الفئة وتقديم الشكر لهم من خلال النظر من طرف الجهات المسؤولة في تحسين وضعيتهم المادية و تقديم الدعم المعنوي له من خلال تكريم هؤلاء الابطال الذين يعملون في الخفاء بكل اخلاص وتفني.
الدكتور ربيع رستم
مدير المعهد الدولي للتحكيم والدراسات القانونية
عن موقع : فاس نيوز ميديا