لن أدخل في بوليميك يمكن أن يكون عقيما من تحديد أثر دورة فبراير2019 لجماعة مكناس على التنمية المحلية. لن أفكك عوائد تلك الرزمة الكمية من نقاط الدورة التي يغلب عليها طابع الشراكات و فضفضة القول إلى ما يربو منتصف الليل. لكن يجب أن أقول بأن كل دورة من جلسات مجلسنا الموقر تكلف ميزانية الجماعة مبلغا ماليا ضخما لتغطية مجموعة من التوافقات السياسية و الارضائية الحسابية والتي تمثلها أساسا الشراكات بوجهها الخفي، حتى أضحى مجلس جماعة مكناس بنكا خلفيا للدعم والاحتضان.
حين تحضر دورة مجلس جماعتنا الموقر تحس بغبن جدول الأعمال تجاه مدينة وساكنة، تحسن أن تلك النقاط المتعددة لا تسمن عوز التنمية الكفيفة بمكناس، تجد أن أولويات رئيسة مغيبة بالمذاكرة داخل مجلسنا الموقر، تحس أن النقاش المستفيض و لو بتباين الرأي ودغدغة المشاعر لن يفضي تماما إلى تغيير في ملمح مدينة توقفت عن مواكبة مدن التنمية المندمجة. حين تحضر الدورة بالقصر البلدي (سابقا) ، تجد أن الجلسة قد نقلت من القاعة الكبيرة إلى القاعة الصغيرة بمبرر الطقس البارد وخوف رئاسة المكتب من أن يصاب ممثلو المدينة بالأنفولنزا المتنقلة.
دورة فبراير أبانت أن خللا مفزعا ما بدأ يتكون علوا داخل الفريق الحزبي للرئيس، أبانت أن مقاصد الطاعة والولاء التام للرئاسة بدأ يتفكك عقده، وبدا في كل نقطة من نقاط الدورة انتفاض عضو أو أكثر من فريق الرئيس والتحلي بجرأة رفع الرأي و لسان المعارضة ، حتى وإن تدخل الرئيس بشكل مزعج لوضع حد لنقطة قول آتية من ذوي قربى الفريق ، أبانت أن صوت سلطة الرئيس الكفيل على فريقه ممكن أن تخرس الألسن وتلزم الصمت لعشيرة فريقه، إلا من فضفضة حديث نميمة في جوانب أعمدة القصر البلدي.
فحين مناقشة النقطة السادسة المتمثلة في” عرض نتائج مكتب الدراسات بخصوص العمارتين غير مكتملتي البناء بلاسيندا لأجل اتخاذ القرار المناسب “. اتضح أن هنالك انقسام داخل مكون الأغلبية، اتضح أن الرئيس عمل على الإسراع بتمرير النقطة بالموافقة ، اتضح أن عناصر المعارضة المشاكسة دفعت إلى إرجاء النقطة إلى تعميق البحث فيها.
عمارتان من تاريخ (1992) والمشكلة بقيت معلقة بالهدر الزمني، فيما لو تم استصلاح ما يمكن إصلاحه لاستفادت منهما فئات اجتماعية هي في أشد حاجة إلى كرامة سكن. فلو تم التصويت على هدم العمارتين بناء على توصية من لجنة مكونة من بعض المستشارين ليست لهم مؤهلات مكاتب الدراسة، لكان الأمر ارتجاليا بالسبق بجماعة مكناس، وممكن أن يعود بالارتداد إلى جدول دورة أخرى تلغي ما تقرر سابقا.
انتهت دورة فبراير بنكهة التأجيلات و الإرجاء و تعميق الدراسة ، انتهت الدورة بنقطة آتية من عامل مكناس تدعو إلى دعم النادي المكناسي فرع كرة القدم، بعد أن كانت رئاسة المكتب تتنصل حتى من الجلوس مع المكتب الجديد، تمت الموافقة على الدعم ب(100 مليون سنتيم على دفعتين). انتهت دورة فبراير بدون أثر مواز على التنمية بمكناس، بدون أثر تنظيم استغلال الملك العام، انتهت الدورة بوعد عقد ندوة صحفية من قبل الرئيس ، لكن الأفيد الممكن هو في ندوة تشبه مناظرة تقويمية يحضرها رؤساء فرق المعارضة للرأي والرأي المضاد، ولما حتى حضور رؤساء لجان التقصي والإفتحاص حول المرافق الرياضية بجماعة مكناس للمساءلة والتوضيح.
بقلم : محسن الأكرمين
عن: فاس نيوز ميديا