من نتائج الرياضة بمكناس أنها أصبحت تسير وفق تفكير (حديدان) الآتي من الماضي. نعم ، بؤس النتائج الرياضية و التدبير الارتجالي/ الفوضوي أضحت نماذج مشكلة من وجوه متنوعة لـ (حديدان) بمكناس وبامتياز، تدبير لكل الرياضات بمكناس يتبعها الصياح يوميا ( راه… راه … والغوت مراه …حديدان) .
هي الرياضة بمكناس التي لم تستطع قطع الوصل مع الماضي البهيج وتركه بالافتخار في متحف الذكريات التاريخية. هي مكناس التي لم تقتحم الحاضر باختلالاته وبناء إصلاح رياضي وفق رؤية ضابطة و بعيدة عن المزايدان و المخادعات (الحديدانية) التي تعايش الرياضة بمكناس ليل نهار. فحقيقة القول، أن مكناس تحتاج إلى تدبير مفوض للرياضة، وهذا من سوء نكبة الرياضة.
فحين نفتح ملف الرياضة بمكناس، تحضر أمامنا عدة اعتبارات متداخلة وسليمة منها أولا أزمة نتائج رياضة، و ثانيا سوء تدبير الشأن الرياضي بالمدينة. حقيقة هي معادلة سليمة، ففي التدبير الايجابي تحضر النتائج والألقاب ، وتغيب الرياضة بتدني فن التسيير. هي حقيقة بمكناس حاضرة ولا يمكن القفز عليها كمشكلة، وهي أن النتائج غير البطولية باتت تنتج تدبيرا ارتجاليا بالهواية للشأن الرياضي بشموليته، باتت تصنع الحدث ليس في الألقاب، بل في لغو القيل والقال والجري وراء تعدد وجوه (حديدانات) المتنوعة.
لنفترض أن كل مدبري الشأن الرياضي بمكناس رفعوا أيديهم عن الرياضة، تقليدا لما يفعل المشاركون في (ماستر شاف)، فمن يجرؤ على تدبير الشأن الرياضي بمكناس؟ من يقدر على المسك بتسيير شأن الرياضة بمكناس وهي تئن من فرط الفجوات المميتة؟. فالسؤال الأول بسيط لكنه ماكر عند بسط جواب له. من حقيقة القول المطلق، أننا بمكناس لا نتوفر على البدائل بكاريزما موضعية، لا نتوفر على من يقامر باسمه ولقبه الاجتماعي والاقتصادي ولما حتى السياسي ويضع يده في عجينة الرياضة السخونة. من حقيقة قول النتائج الكاشفة أن النماذج (الحديدانية) في التسيير الرياضي هي التي من ستغير لغتها وجلدها وتكرر نفسها بالعوم في نهر الإخفاق، لذا قلت مسبقا بضرورة التدبير المفوض للشأن الرياضي المكناسي بصيغة (لجنة إنقاذ).
فالحديث عن البديل هو ما يغيب عنا جميعا، هو ما نغيبه بكلمات حانقة تجاه الفاعلين الموجودين بحقل التدبيرالرياضي. فحلم رؤية نجاح الرياضة بمكناس يقتضي منا التفكير في صناعة البدائل قبل إسقاط كل وجوه التدبير (حديدانية) دائرية ، يقتضي منا خلخلة الواقع والاقتناع بأننا بمكناس لازلنا ندور في حلقة مفرغة لإصلاح الشأن الرياضي ولا سبيل لنا بمعالجته إلا من خلال قلب (الطرحة) وخلق (لجنة إنقاذ كبرى).
لتكن ردة الصدمة قوية وترج بالتحريك كل القلوب الساكتة بالمدينة، ليكن التفكير في خلق لجنة (التدبير المفوض للرياضة بمكناس) والإيمان بأن لن يكون لها شأن التدبير ولا التسيير المباشر، بل هي لجنة تفكر في صناعة رؤية إستراتيجية للتحكم في متاريس الرياضة بمكناس المقدور عليها بالتحكم والمعالجة الفورية، في تدقيق بوابات إصلاح الرياضة وتجفيف أثر الإخفاقات القديمة.
لكن من سوء طالعنا بمكناس حين سألني صديقي ، من هي تلك الوجوه الأنيقة؟ ، من هي الأيادي النقية والعقول المفكرة والجيوب الداعمة؟، حينها استنجدت بوجوه رياضية من جيل الرواد الأوائل في التدبير والتسيير، لكن صديقي صدمني حين أقر أن التدبير الماضي في ظل (النية المبيتة ) بات في مكناس غير مجد ولا نافع بوجود نماذج مدورة من (حديدانات). لحظتها اقتنعت بقوله ، وحصنت اقتراحي بخلق لجنة (لجنة إنقاذ كبرى)، حينها رفع صديقي رأسه بالإيجاب والقبول.
متابعة للشأن المكناسي/ محسن الأكرمين .
عن موقع : فاس نيوز ميديا