في إطار إجراءات إرساء البنيات والهياكل التنظيمية لتفعيل المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على مستوى إقليم تاونات، وتبعا للقاء المنظم بتاريخ 7 فبراير 2019 على المستوى الإقليمي لفائدة السادة الباشوات ورؤساء الدوائر باعتبارهم رؤساء اللجن المحلية للتنمية البشرية، فقد نظمت اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية خلال الفترة المتراوحة ما بين 21 و 28 فبراير 2019 لقاءات تواصلية وتكوينية على المستوى المحلي بكل من باشويات ودوائر تاونات وطهر السوق وتيسة وغفساي وقرية ابا محمد لفائدة رؤساء وأعضاء اللجن المحلية للتنمية البشرية حول الخطوط العريضة للمرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وموضوع” التشخيص التشاركي الترابي” ، قام بتأطيرها السيد أمين نوفل امجيد رئيس قسم العمل الاجتماعي بالنيابة، بمساعدة أطر قسم العمل الاجتماعي .
وتروم هذه اللقاءات التواصل والتعريف بأهم المستجدات والخطوط العريضة للمرحلة الثالثة من هذا المشروع المجتمعي التنموي الطموح والخلاق والذي تم الإعلان عنه من طرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس في خطاب جلالته بمناسبة تخليد الذكرى 19 لعيد العرش المجيد وأعطى جلالته انطلاقته بتاريخ 19 شتنبر 2018 ، وكذا تقوية قدرات اللجن المحلية للتنمية البشرية في مجال إعداد التشخيص التشاركي الترابي، انسجاما مع الاستراتيجية العامة للتنسيقية الوطنية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية وتماشيا مع التوجهات العامة لأرضية العمل للمرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
وخلال هذه اللقاءات قدم مؤطر الدورة التكوينية عرضا تطرق فيه إلى حصيلة الإنجازات التي تم تحقيقها على الصعيد الوطني في إطار تفعيل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية خلال المرحلتين الأولى والثانية على مستوى عدد المشاريع المنجزة والتي تفوق 43000 مشروعا ساهمت في تقليص العجز المسجل على الصعيد الاجتماعي والاقتصادي والحد من الفقر والإقصاء الاجتماعي وتحسين الأوضاع المعيشية للعديد من الفئات المنحدرين من أسر معوزة وتحسين مؤشر التنمية البشرية ببلادنا.
كما استعرض برامج تفعيل هذه المرحلة التي تتمحور حول تدارك الخصاص المسجل على مستوى البنيات التحتية والخدمات الاجتماعية الأساسية بالمجالات الترابية الأقل تجهيزا ومواكبة الأشخاص في وضعية هشاشة وتحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب والدفع بالتنمية البشرية للأجيال الصاعدة.
هذا إلى جانب مهام واختصاصات وتركيبة أجهزة الحكامة التي تضمنت مستجدات تتلاءم مع مقتضيات الجهوية المتقدمة واللاتمركز الإداري تمثلت على الخصوص في رئاسة اللجن المحلية من طرف الباشوات ورؤساء الدوائر، مع التأكيد على ضرورة احترام تمثيلية النساء والشباب في أجهزة الحكامة باعتبارها من مؤشرات الأداء..
وبعد ذلك، تطرق السيد أمين نوفل لموضوع الدورة التكوينية، حيث أشار في البداية إلى الإطار العام للتشخيص التشاركي الأولي والهدف المتوخى منه والمتمثل في تمكين اللجان المحلية للتنمية البشرية من بلورة رؤية واضحة لمجالهم الترابي بشأن مختلف المعطيات المتعلقة ببرامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية خلال مرحلتها الثالثة.
وعلى إثر ذلك قام بعرض آليات التشخيص الترابي المتعلقة بالبرامج الثلاث التي أسندت بموجب أرضية العمل للمرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية مهمة إنجازه للجن المحلية للتنمية البشرية برئاسة السادة الباشوات ورؤساء الدوائر حسب النطاق الجغرافي والمعطيات الإحصائية المتعلقة بكل برنامج على حدة من خلال إعداد قائمة المشاريع في طور الإنجاز والمبرمجة في مجالات الصحة والتعليم والطرق والمسالك القروية والكهربة القروية والتزويد بالماء الصالح للشرب وقائمة الحاجيات ذات الأولوية بالنسبة لبرنامج تدارك الخصاص المسجل على مستوى البنيات التحتية والخدمات الأساسية بالمجالات الترابية الأقل تجهيزا وتقييم وضعية الأشخاص المسنين والمرضى أو ذوي الاحتياجات الخاصة والأشخاص المحتاجين إلى دعم من أجل إعادة الإدماج السوسيو اقتصادي والأطفال والشباب ومراكز الأشخاص في وضعية هشاشة فيما يخص البرنامج الثاني وتقييم الوضع الحالي لصحة الأم والطفل ووضعية دور الأمومة والتعليم الأولي والدعم المدرسي ودور الطالب والطالبة بالنسبة للبرنامج الرابع الدفع بالتنمية البشرية للأجيال الصاعدة.
وخلال هذه اللقاءات تم التأكيد على أهمية هذه اللقاءات والدورات التكوينية التي ساهمت في تسليط الضوء حول المستجدات التي جاءت بها هذه المرحلة و تمكين رؤساء وأعضاء اللجن المحلية للتنمية البشرية من آليات وعناصر التشخيص التشاركي الترابي باعتباره أداة فعالة وناجعة تمكن من بلورة رؤية واضحة حول المعطيات المتعلقة بمختلف البرامج الثلاثة موضوع التشخيص، كما تمت دعوة مختلف اللجن المحلية إلى إيلاء عناية لهذه العملية من خلال القيام بتشخيص دقيق وموضوعي في أفق بلورة مشاريع تعبر عن الحاجيات الحقيقية للساكنة المحلية، مع تغليب المصلحة العامة كهدف أسمى للتنزيل الحقيقي للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
خلية التواصل
عن: فاس نيوز ميديا